حكم أكل مهر الزوجة

نص الاستشارة :

ما حكم الزوج الذي يأخذ مهر زوجته دون رضاها، أو يعاملها معاملة سيىة

الاجابة

المهر في الإسلام حقّ من حقوق الزّوجة تأخذه كاملا حلالا لها خلافا لما شاع في بعض البلدان من أنّ الزوجة لا مهر لها، قال الله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} [النساء: 4]، تقرِّر هذه الآيةُ الكريمة مبدأ عظيمًا، وهو حقُّ الملكية الفردية للمرأة، وأن الصداق حق لها يجب دفعُه إليها طيِّبة به النفسُ، وهو دليل على صدق الرغبة فيها، وليس ثمنا لبضعها؛ فإن الحرائر لا تُشترى ولا تباع. ولا يجوز للزوج أو الأب أو الأخ أو أي أحد أن يأكل شيئاً من مهر المرأة، وهذا من أكل الحرام، ومن الظلم الذي نهى عنه الشرع. أما إذا تنازلت الزوجة عن شيء منه للزوج أو لغيره عن طيب نفس منها فيجوز له أخذه، كما قال تعالى: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا}.

أما ظلم المرأة فقد شاع وانتشر بين كثير من الناس إلا من رحم الله، والظلم عواقبه سيئة، فليحذر الظالم من سخط الله وغضبه وعقوبته في الدنيا قبل الآخرة.

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إني أُحَرِّج حقَّ الضعيفَين: اليتيمِ والمرأة" [أخرجه أحمد وابن ماجه والنسائي]، ومعنى ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم يلحق الإثم بمن ضيع حقهما ، وحذر من عاقبة ذلك تحذيراً بليغاً.

وفي خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في عرفات أنه قال: (فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ) [أخرجه مسلم].


التعليقات