حضانة طفل بعد الطلاق

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا مقيم في أوروبا من خمس سنوات وحاصل على جنسية أوروبية، منذ عامين زوجتي طلبت الطلاق وحصلت عليه، لدينا طفلة واحدة عمرها سبع سنوات تقيم مع أمها خلال الأسبوع، وفي نهاية الأسبوع تقيم عندي، أنا تزوجت من امرأة اخرى وهي الآن حامل وستلد قريبا بعون الله، وأنا أعمل ولدي دخل ثابت ولله الحمد والشكر، لكن ما حصل مؤخرا أن طليقتي "انخطبت" لرجل آخر (اوروبي) وهو يقوم بزيارتها دوما في بيتها حيث توجد طفلتي، وأنا أرى ذلك مخالف لشريعتنا، وخائف جدا على بنتي الصغيرة أن تتربى في هكذا بيت غير أخلاقي مع هكذا أم، خصوصا أن أمها تكرر مقولة أريد أن أعيش بحرية وعلى كيفي! وأمها تمنع بنتي من مهاتفتي خلال الأسبوع حتى أطمئن عليها على الرغم من أن هذا التصرف غير قانوني وغير أخلاقي وغير شرعي، طبعا فشلت كل المحاولات لإقناعها بإيجاد حل مناسب ونقل الحضانة إلي أنا، وتدعي أن قانون الله في بلادنا العربية، أما هنا فالقانون أوروبي، وهي خلعت حجابها ولا تستمع لأحد للأسف. أرجوكم ما هو رأي الشرع الإسلامي؟ وماذا يجب علي أن أفعل؟ بارك الله فيكم وجزاكم كل الخير.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذه المشاكل تقع لكثيرين ممن يقيمون في بلاد الغرب، والإشكالية الأساسية أن الكثير يسافر وهو غير مضطر للسفر إلى هذه الدول الأجنبية، مما يجعل مستقبله ومستقبل أبنائه وأهله في خطر من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية، ويزيد من خطورة هذا الأمر إذا كانت الزوجة غير ملتزمة التزاما حقيقيا بالدين مما يهيئ لها البيئة المناسبة في هذه البلاد للتحلل من كلفة الالتزام بالأحكام ولا حول ولا قوة إلا بالله. وحفاظ الأب المسلم على دينه ودين عائلته من أهم المهمات وأولى الضروريات. وعلى المسلم إن وجد بديلا في أي دولة يأمن فيها على دينه ودين أبنائه فيجب أن لا يجازف ويسافر إلى الدول الأجنبية، لأن العواقب معروفة سلفاً.

وبخصوص هذه المشكلة فننصحك بإحسان التعامل مع ابنتك وتقوية جسور التواصل بينكما لعل الله أن يشرح قلبها لك وتختار الجلوس عندك إذا كبرت، وهذا الأمر سيحتاج منك وقتاً طائلا وجهدا كبيراً وفي الحقيقة هذه مسؤوليتك، وأصبحت الآن هذه المسؤولية أكثر صعوبة في هذه الظروف الحرجة التي وقعت فيها، ولا شك فهي ستستفيد منك إن رأت الأخلاق الحسنة والقدوة العملية الجيدة، فتأثير القدوة في الناشئة أمر فعَّال ومهم ولا يكون إلا بالوقت وحسن التعهُّد والرعاية. وأما طليقتك فيمكنك تخفيف التوتر بينك وبينها بالرجوع إلى أحد أقاربها ممن له كلمة عندها بأن يوجهها ويبصرها بعواقب فعلها، لعلها تعود إلى رشدها وتهتم بابنتكم. وعليك أن تكثر من الدعاء فهو السلاح الفعَّال، ودعاء الوالد لولده هو من الدعاء المستجاب كما ورد في الحديث، فتدعو لها بالصلاح والهداية والاستقامة، كذلك تدعو لأمها أن يردها الله إليه ردا جميلا. والله أعلم.


التعليقات