حصنوا أولادكم  ولد التطرف والتكفير والتفجير يوم فقدت الأمة علماءها الربانيين

 

 

 

 ساعة مع شيخي الشيخ عبد الغفّار الدروبي رحمه الله 

----

ومنذ نيف وستين عاماً تقريبا وبعد صلاة العشاء في مسجد جورة الشياح في حمص والذي  سمِّي فيما بعد بمسجد الدعوة كنا على موعد مع الشيخ الداعية في بيته المتواضع وكنا حوالي ثلاثين شخصاً أغلبنا ما بين العاشرة والخامسة عشرة،

ودخل  الشيخ عبد الغفّار شيخ الدعوة وشيخ القرآن الكريم والقراآت رحمه الله وتلا علينا بصوته الخاشع الآيات الأخيرة من سورة النحل :

 

 {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ  وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ  إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ  وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ? وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ  وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128}.

وبعد أن تلاها رحمه الله قال: اليوم لا نخرج من الجلسة إن شاء الله إلا وقد حفظتموها 

وسألَنا: من منكم يحفظها قبلاً فتلاها  من يحفظها، ثم قال :من حفظها منكم الآن فابتدأ الطلاب بتلاوتها غيباً كل حسب قوة حفظه ومازال يطلب من كل واحد منا تلاوتها غيباً حتى حفظها الجميع ثم شرحها شرحا يسيرا

ومعلوم أن هذه الآيات الكريمة تضع دستور الدعوة إلى الله عز وجل،  وتؤسس لمدرسة الحكمة والموعظة الحسنة والحوار الهادئ والهادف والأسلوب الدعوي الفذ الذي يحتاج إلى كثير من الصبر الجميل وتعلمون أن منشوري هذا لا يتسع لدروس هذه الآيات وعظاتها..

 أقول: لما غاب عن #سورية مدنها وقراها الكثير من أمثال شيخ حمص الشيخ عبد الغفّار الدروبي 

رحمه الله لما غاب هؤلاء فتحت مدارس القاعدة والتكفير والتفجير وداعش ووو ...فتحت أبوابها 

وابتدأت تختطف أجيالنا بدعوى الجهاد المختطف المظلوم 

فكانت الطامَّة الكبرى على أولادنا وشبابنا 

حيث لم يترك عنفهم مكاناً لهذه الآيات ولا لعظاتها ولا لدروسها 

وصار كتاب (إدارة التوحش ) دستوراً لهؤلاء الخوارج المتنطعين المتطرفين ..

الذين كان أسلوبهم التكفيري السبب الرئيس في إحراق الشعب السوري وغيره والذي خرج يطالب بحريته وكرامته فقط حمى الله أجيالنا منهم وهيأ لهم أمثال الشيخ الداعية ( أبو فيصل ) رحمه الله وحفظ ذريته وذرية كل عالم مخلص منارة قرآنية تنير للأمة طريقها في وقت عمت فيه الظلمات والتي قال تعالى فيها:

 {...ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا  وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40)}.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين