حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وحلمه، وسماحته صلى الله عليه وسلم وعفوه

لا ريب أنّ شهادة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بعظمة الخلق تغني عن كلّ شهادة، فهي شهادة الخالق العظيم، الذي أبدع خلقه صلى الله عليه وسلم، واصطفاه من أطهر المعادن، وأعرق الأصول، ورعاه في يتمه، وأنبته نباتاً حسناً، وأنشأه نشأةً طيّبة، وأدّبه فأحسن تأديبه، وعلّمه ما لم يكن يعلم، وربّاه على أنبل الصفات، وأكرم الشمائل، حتّى كان مضرب المثل بين قومه في الجاهليّة، وأنزل عليه الكتاب المبين، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وجعل خلقه القرآن، يصدر عن إرشاده وآدابه في كلّ شأن من شئونه، يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه، ومنحه الله سبحانه من كمالات الدنيا والآخرة ما لم يمنحه غيره ممّن قبله أو بعده، وخصّه بالتأييد الإلهي في كلّ موقف، ومدّه بالوحي الذي لا يحيط بعلمه أو بقوّته بشر، فأيّ حاجة لمثله أن يشهد له أحد من البشر، بعد شهادة الله تعالى، جلّ في علاه !؟ ومع ذلك فإنّ شهادة البشر واعترافهم حجّة على سواهم من البشر.. ولله الحجّة البالغة..

وإنّ حسن الخلق من المصطلحات التي يمكن أن تأخذ معنىً عامّاً، يشمل مكارم الأخلاق كلّها، ممّا نتحدّث عنه في هذا البحث وغيره، ويمكن أن يأخذ معنىً خاصّاً، يميّزه عن مكارم الأخلاق الأخرى، ولا مانع بعد ذلك أن يتواصل المعنيان ويتقاربا.

والمقصود بالحديث في هذا الفصل المعنى الخاصّ، وما يتّصل به.

ولقد كان النبيّ صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، وكانت الآداب الرفيعة، والشمائل الكريمة جِبِلّة خلق عليها، ومنحة ربانيّة خصّ بها بعناية الله وحسن رعايته، ثمّ ترادفت عليه نفحات الله تعالى كلّ آن، وأشرقت أنوار المعارف الإلهيّة على قلبه، حتّى وصل الغاية، التي لا يقدر عليها جهد البشر، وبلغ في هذه الخصال الشريفة، باصطفاء الله له بالنبوة والرسالة ما تتقاصر دونه مطامح إنسان، مهما جدّ واجتهد، وحاول وبذل..

وإنّ حقيقة حسن الخلق بالمعنى الخاصّ أنّه ملكة نفسيّة يسهل على المتّصف بها الإتيان بالأفعال الجميلة، والبعد عن الأخلاق الذميمة، وقوامُها: صفاء السريرة، وسماحة النفس، وسعة الصدر، وأصل هذه الملكة كمال العقل، لأنّ به تقتبس الفضائل، وتُجتَنَب الرذائل، وقد كان صلى الله عليه وسلم من كمال العقل في الغاية القصوى، التي لم يبلغها بشر، وأدلّة ذلك من سيرته صلى الله عليه وسلم وحياته أكثر من أن تحصى.

وأوّل ما يتجلّى أثر حسن الخلق في العلاقة الإيجابيّة الحميمة مع الآخرين، وهو ما وجّه الله إليه نبيّه صلى الله عليه وسلم، إذ يقول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين} [الأعراف:199]، فهذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم.

وقد روي أنّها عندما نزلت على النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام: ما هذا يا جبريل ؟ قال: إنّ الله أمرك أن تعفو عمّن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك ".

وبِهذا المعنى جَاء الحديث عَن عُقبةَ بنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: " لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَابْتَدَأْتُهُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي بِفَوَاضِلِ الأَعْمَالِ فَقَالَ: (يَا عُقْبَةُ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَأَعْرِضْ عَمَّنْ ظَلَمَكَ) رواه أحمد في المسند رقم /16696/.

وَمِن هذا المعنى أيضاً: الرفق والتيسير، والبعد عن الحرج، والعفو وسماحة النفس، كما جاء في الحديث عن السيّدة عَائِشَةَ رضي الله عنها أنّها قَالَتْ: (مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلاّ أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْماً فَإِنْ كَانَ إِثْماً كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ إِلاّ أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ) رواه مسلم في كتاب الفضائل برقم /4294/.

ومن قبيل المعنى العامّ لحسن الخلق ما جاء في الحديث عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ) رواه أبو داود في كتاب الأدب برقم/4165/.

لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعيش مع الناس، ولا يحتجب عنهم، يختلط بهم، ويختلطون به، ويرونه صباح مساء، ويلتقي به الإنسان متى شاء.. يلتقي الناس في المسجد، ويعاملهم في الأسواق، بيعاً وشراءً، وأخذاً وعطاءً، ولكنّه كان يطلّ عليهم من نافذة الرسالة التي يحملها، والدعوة التي يبلغها، والدين الحقّ الذي يدعوهم إليه، لقد رأوه في جميع الأحوال البشريّة، بلا تكلّف ولا تصنّع، رأوه في الفرح والحزن، والرضا والغضب، وعرفوا أخلاقه في الشدّة والرخاء، فماذا رأوا فيها.؟ لقد رأوا فيها كلّ فضيلة وكمال، ورأوه رحمة للعالمين في كلّ موقف.

وإنّ أخلاق الإنسان لا تتجلّى على حقيقتها إلاّ في إحدى حالتين:

حالة الغضب الشديد، والعدوان عليه مع القدرة على الانتقام والبطش.

وحالة الانتصار المذهل، والفرح الغامر، الذي تطيش به عقول أكثر القادة والزعماء، فيبطشون، ويسفكون الدماء، وَلا يَقفونَ عنْدَ حدّ في الانتقام..

وأمّا الأنبياء والرسل فهم بمعزل عن ذلك كله.. إنّهم يتحركون بوحي السماء، ويهتدون بهدي الرسالة التي ائتمنوا عليها، وكانوا عَليها أوفياء، وكانوا في الالتزام بها وتنفيذ تعاليمها الأسوة الحسنة للناس..

وإليكم هذين الموقفين من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في سيرته العطرة:

عندما اشتدّ أذى المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة عمّه أبي طالب، وزوجه خديجة رضي الله عَنْها، وكانا له نعم العون والناصر، توجّه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، يدعو أهلها إلى الله تعالى، ويلتمس منهم النصرة لتبليغ دين الله، فما كان منهم إلاّ أن رَدّوه ردّاً قبيحاً، ولم يكتفوا بذلك، بل أغروا سفهاءهم وعبيدَهمْ فتبعوه يرمونه بالحجارة حتّى أدمَوْا عراقيبه، وهو في هذه الشدّة الشديدة، يأتيه جبرِيل عليه السلام ومعه ملكُ الجبالِ، فيعرض عليه بأمر الله أنْ يهلِكَ المُكذّبين المُعاندين، المُسيئين أشَدّ الإساءة، فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلاّ أنْ أبى، وقال كلمته المشهورَة: (بَلْ، أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ الله مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ الله وَحْدَهُ، لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً) رواه البخاريّ في كتاب بدء الخلق برقم/2992/ ومسلم في كتاب الجهاد والسير برقم /3352/.

والموقف الثاني: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكّة إلى الإسلام أكثر من عشر سنوات.. فلم يؤمن منهم إلاّ القليل، وناله منهم من الأذى والإساءة، ما لا تطيقه الجبال.. وكادوا له كلّ كيد، وتوّجوا كيدهم بالتخطيط لقتله، فأمره الله بالهجرة، فخرج من مكّة مُكرهاً مُستخفياً، مُهاجراً من أحبّ البلاد إليه، ولم تكفّ قريش عن عداوته، والمكر به وبأصحابه، والتخطيط لصدّ الناس عن دينه، وإعانة كلّ عدو له، ومضت سنون على ذلك، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم زيارة البيت العتيق، كما هو حقّ كلّ عربي مهما كان بينه وبين قريش من عداوة، ولكنّ قريشاً منعته وصدّته عن المسجد الحرام، وكبر ذلك على أصحابه، وشقّ عليهم بعد طول شوق وغياب، ولكنّه صبر، وأعلن رغبته في عقد صلح مع قريش، لتهدأ النفوس، ويحتكم أولئك المشركون إلى منطق العقل والحكمة، وكان صلح الحديبية، الذي لم تسمح قريش بموجبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل مكّة إلاّ في العام التالي ثلاثة أيام، وكانت شروط الصلح كلّها على حسب إملاءات قريش ورغبتها، وهي بظاهرها مجحفة بالمسلمين، ولكنّ الرسول صلى الله عليه وسلم وافق عليها بوحي الله وإرشاده، وسمى الله هذا الصلح فتحاً، ونزلت فيه سورة الفتح: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا}[الفتح:1]، ولم تمض على هذا الصلح سنتان، حتّى نقضت قريش بعض شروطه، فأعانت قبيلة بني بكر على خزاعة بالسلاح والرجال، وكانوا في عهد رسول الله وذمّته، فقُتل منهم أكثر من عشرين رجلاً غدراً، وتجهّز الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون لفتح مكة، وجاء المجاهدون من قبائل متعددة، وبلغ عددهم أكثر من عشرة آلاف.. معهم ما يقارب ألف فارس، وحرص النبي صلى الله عليه وسلم على أن يفاجئ قريشاً ويبغتها، كيلا تكون قادرة على قتاله، ووزع القادة من أصحابه على أطراف مكة، لتعجز قريش عن قتالهم، فتستسلم ولا يراق شيء من الدماء.. وتضعضعت قيادة قريش، وانفرط عقدها، فأكبر زعمائها وقادتها أبو سفيان دخل في الإسلام، وحمل لواءَ التخذيل عن قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنّ بعض المشركين من بني بكر ركبوا رؤوسهم حماقة فأرادوا أن يصدّوا خالداً رضي الله عنه عن دخول مكّة حيث أمره النبي صلى الله عليه وسلم، فقاتلهم، وقتل منهم أكثر من عشرين رجلاً.. ودخل النبيّ صلى الله عليه وسلم مكّة المكرّمة متواضعاً لله تعالى.. يطأطئ رأسه تواضعاً لله تعالى، وهو يكبر الله ويحمده، ويثني عليه ويعظّمه، وبلغه أن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: " اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحلّ الكعبة.. " وكان يحمل راية قومه من الأنصار، فأمر صلى الله عليه وسلم عليّاً رضي الله عنه أن يدركه، ويأخذ الراية منه، ثم دفع الراية لابنه قيس بن سعد بن عبادة تطييباً لقلب والده، وقال صلى الله عليه وسلم: (اليوم يوم المرحمة، اليوم تعظم الكعبة).

لقد كان صلى الله عليه وسلم يسعه أن يغضّ النظر عن هذا وأمثاله، ثمّ يبرأ من عملهم إن شاء، بعد أن يشفي من المشركين غيظه وغيظ أصحابه، كما هو شأن زعماء الدنيا، وقادة الحروب.. ولكنّه حاشاه أن يفعل ذلك.! إنّه نبي الهدى والمرحمة.. لقد طاف حول البيت وهو يقول: {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}[الإسراء:81]، وأخذ مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة، وكان لا يزال مشركاً، ودخل صلى الله عليه وسلم الكعبة، وأزال ما فيها من تماثيل وصور، وصلى فيها ركعتين، ثم وقف على باب الكعبة، فَكَبَّرَ ثَلاثاً ثُمَّ قَالَ: (لا إِلَهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ، أَلا إِنَّ كُلَّ مَأْثُرَةٍ كَانَتْ فِي الجَاهِلِيَّةِ تُذْكَرُ وَتُدْعَى، مِنْ دَمٍ أَوْ مَالٍ تَحْتَ قَدَمَيَّ، إِلاّ مَا كَانَ مِنْ سِقَايَةِ الحَاجِّ وَسِدَانَةِ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ، واشرأبّت إليه أعناق القوم: يا معشر قريش: إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم خلق من تراب، ثمّ تلا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى... }[الحُجُرات:13]، يا معشر قريش، يا أهل مكّة ! ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا: " خيراً، أخ كريم، وابنُ أخ كريم، ثمّ قال: اِذهبوا، فأنتم الطلقاء "..

ثمّ دعا عثمان بن طلحة، فدفع إليه مفتاح الكعبة، وقال: (خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة، لا ينزعها أحد منكم إلاّ ظالم).

فهل عرفت البشريّة في تاريخها كلّه قائداً فاتحاً عامل أعداءه بمثل هذه المعاملة، أو بشيء منها، بعد أن انتصر عليهم، وتمكّن من رقابهم.؟! ولكنّها النبوّة الخاتمة، المرسلة للعالمين رحمة، وإذا كانت قد وسعت العالمين، فكيف لها أن لا تسع الخصوم المعاندين.؟!

ومن أروع ما يدلّنا على سعة صدر النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وعظمة أخلاقه، وجميل حلمه، وسماحة نفسه وعفوه، وعدم غضبه لنفسه أو انتصاره لها، هذا الموقف من مواقف السيرة العطرة: فقد جاء أعرابيّ يوماً إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يطلب منه شيئاً فأعطاه صلى الله عليه وسلم، ثمّ قال له: (أحسنت إليك.؟ قال الأعرابيّ: لا، ولا أجملت ! قال: فغضب المسلمون، وقاموا إليه، فأشار إليهم أن كفّوا، ثمّ قام ودخل منزله، وأرسل إلى الأعرابيّ وزاده شيئاً، ثمّ قال: (أحسنت إليك.؟ قال: نعم ! فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً، فقال له النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (إنّك قلتَ ما قلت، وفي نفسِ أصحابي شيءٌ من ذلك، فإن أحببتَ فقُل بين أيديهم ما قلتَ بين يديّ، حتّى يذهبَ من صدورهم ما فيها عليك)، قال: نعم، فلما كان الغد أو العشيّ جاء، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (إنّ هذا الأعرابيَّ قال ما قال، فزدناه فزعم أنّه رضي، أكذلك ؟ فقال الأعرابيُّ: نعم ! فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً، فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (إنّ مثلي ومثل هذا الأعرابيّ كمثل رجل كانت له ناقة، شردت عليه، فاتّبعها الناس، فلم يزيدوها إلاّ نفوراً، فناداهم صاحب الناقة: خلّوا بيني وبين ناقتي، فإنّي أرفق بها وأعلم، فتوجّه لها بين يديها، فأخذ لها من قمام الأرض، فردّها هوناً، حتّى جاءت واستناخت، وشدّ عليها رحلها، واستوى عليها، وإنّي لو تركتكم، حيث قال الرجلُ ما قال فقتلتموه دخل النار) انظر إحياء علوم الدين 2/379/ وقال العراقيّ في تخريجه: أخرجه البزّار وأبو الشيخ من حديث أبي هريرة بسند ضعيف.

فهذا الموقف يعلّمنا فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم بسيرته العمليّة وهديه أن الإنسان قد يحسن ويكرم، ويعطي ويمنح، ولا يلقى من بعض الناس إلاّ الإساءة ونكران الجميل، والغلظة والفظاظة، ولا يسمع منهم كلمة شكر أو اعتراف بمعروف.. فيستطيع المؤمن الموفّق، المتأسّي بالنبي صلى الله عليه وسلم أن يحوّل فظاظة هؤلاء إلى ودّ جميل، واعتراف نبيل: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيم}[فُصِّلَت:35].

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين