حدث في ذي القعدة عبر القرون

 

1 – في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة كانت غزوة الحديبية، وفيها خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمراً في ألف ونيف، فلما علم المشركون بذلك جمعوا أحابيشهم، وخرجوا من مكة صادين له عن الاعتمار في هذا العام، وقدموا على خيلهم خالد بن الوليد إلى كراع الغميم، وخالفه صلى الله عليه وسلم في الطريق، فانتهى إلى الحديبية، وتراسل هو والمشركون، حتى جاء سهيل بن عمرو، فصالحه على:

 

- أن يرجع عنهم عامهم هذا، وأن يعتمر في العام المقبل على أن لا يدخل مكة إلا في جُلباب السلاح وأن لا يقيم عندهم أكثر من ثلاثة أيام.

 

- وعلى أن يأمن بينهم وبينه عشر سنين.

 

- وعلى أنه من شاء دخل في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شاء دخل في عقد قريش.

 

- وعلى أنه لا يأتيه أحد منهم وإن كان مسلماً إلا رده إليهم، وإن ذهب أحد من المسلمين إليهم لا يردونه إليه.

 

فأقر الله سبحانه ذلك كله إلا ما استثني من المهاجرات المؤمنات من النساء فإنه نَهى المسلمين عن ردهن إلى الكفار، وحرم زواجهن من الكفار يومئذ.

 

وقد كان قبل وقوع الصلح بعث صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى أهل مكة يعلمهم أنه لم يجيء لقتال أحد، وإنما جاء معتمراً، ولم يرجع عثمان رضي الله عنه حتى بلغه صلى الله عليه وسلم أنه قتل عثمان، فحمي لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا أصحابه إلى البيعة على القتال، فبايعوه تحت الشجرة بيعة الرضوان، وأنزل الله عزوجل: [لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا] {الفتح:18}.

 

ولما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من مقاضاة المشركين شرع في التحلل من عمرته وأمر الناس بذلك.

 

2- وفي ذي القعدة من السنة السابعة للهجرة كانت عمرة القضاء التي قاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً عليها في الحديبية، وفيها خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة معتمراً فسار حتى بلغ مكة المكرمة، فاعتمر، وطاف بالبيت، وتحلل من عمرته، وتزوج بعد إحلاله بميمونة بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها.

 

3 – وفي السنة العاشرة للهجرة لسِت بقيت من ذي القعدة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة مع جمع من المسلمين قاصداً مكة لحجة الوداع، وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين وبات بها، وأتاه آت من ربه عزوجل في وادي العقيق يأمره عن ربه عزوجل أن يقول في حجته هذه: حج في عمرة، ومعنى هذا أن الله تعالى يأمره أن يقرن الحج مع العمرة، فأصبح فأخبر الناس بذلك.

 

4 – في 7 من ذي القعدة لسنة 12 هـ أرسل خليفة المسلمين أبو بكر الصديق رضي الله عنه سعيد بن عامر بن حذيم على رأس مدد بلغ سبعمائة رجل للحاق بجيش يزيد بن أبي سفيان بالشام استعداداً لحرب الروم.

 

5 – وفي عام 12هـ قدم حمزة بن مالك الهمذاني العذري على الخليفة أبي بكر الصديق في المدينة في جمع عظيم من همذان يزيد على ألفي رجل، وغادر المدينة المنورة في نفس الشهر بعد أن وجهه الخليفة أبو بكر الصديق مجدداً لجيش أبي عبيدة عامر بن الجراح بالشام استعداداً لحرب الروم.

 

6 – وفي 15 من ذي القعدة لسنة 12 هـ أحرز المسلمون بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه نصراً كبيراً على جيوش الفرس والروم وعرض تغلب وإياد والنمر التي تحالفت جميعها ضد المسلمين في (معركة الفراض) في الجنوب الشرقي على تخوم الشام والعراق والجزيرة، وقتل من جيوش التحالف الرومي الفارسي العربي يومئذ وباجماع المؤرخين مائة ألف.

 

7- وفي 25 من ذي القعدة لسنة 12هـ سافر خالد بن الوليد رضي الله عنه من الفراض، عقب انتصاره فيها إلى مكة في نفر من أصحابه لأداء فريضة الحج تاركاً جيشه بالعراق، وأدى الفريضة بالفعل دون أن يعلم أحد، ولم يستأذن في ذلك الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وعاد إلى جيشه بالعراق دون أن يعلم أحد رغم أن الخليفة نفسه كان يؤدي فريضة الحج في هذا العام، وألح سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الخليفة كي يعزل خالداً عن قيادة الجيش بسبب هذا التصرف إلا أن أباب بكر رفض قائلاً: (لا أشيم سيفاً سله الله على الكفار).

 

8 – وفي 28 من ذي القعدة لسنة 13هـ ألحقت جيوش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه هزيمة كبرى بجيوش الروم في معركة (فحل بيسان) وقد تراوح جيش المسلمين في هذه المعركة ما بين 26 إلى ثلاثين ألفاً مقابل جيش الروم التي تراوحت تقديرات المؤرخين إزاءه ما بين خمسين إلى ثمانين ألفاً.

 

9 – وفي غرة ذي القعدة لسنة 16هـ تمكنت جيوش المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من فتح مدينة (جلولاء) بعد أن ألحقت هزيمة كبرى بجيوش الفرس بها، وذلك بعد سقوط المدائن في أيدي المسلمين قبل ذلك بتسعة أشهر.

 

10 – وفي ذي القعدة سنة 64هـ بايع الأمويون (مروان بن الحكم بن العاص) بالخلافة على أن تنتقل الخلافة من بعده إلى خالد بن يزيد بن معاوية، ثم إلى عمرو بن سعيد بن العاص، وذلك في مؤتمر الجابية والذي عقد بعد أن احتدم النزاع بين عرب الشام بسبب المنافسة بين أفراد البيت الأموي على الخلافة عقب وفاة الخليفة معاوية الثاني حيث أصبح كل منهم يطمح إلى الخلافة، ويرى نفسه أحق بها من غيره.

 

11 – وفيه من عام 71هـ دخل (طارق بن عمرو) مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه المدينة المنورة على رأس جيش من قبل الخليفة الأموي (مروان بن الحكم) حيث أخرج منها عامل (عبد الله بن الزبير) الذي كان قد بُويع بالخلافة في الحجاز وبعض أمصار العراق والشام ومصر.

 

12 – وفي غرة ذي القعدة عام 72هـ ضرب (الحجاج بن يوسف الثقفي) قائد جند الخليفة الأموي (عبد الملك بن مروان) الحصار حول مكة المكرمة حيث اعتصم (عبد الله بن الزبير) الذي أصر على الدفاع عن حقه في تولي الخلافة بمقتضى البيعة التي حصل عليها، واستولى الحجاج على جبل أبي قبيس (فتمكن بهذا الموقع من السيطرة على المعركة) ولم يتوقف حتى نهاه (عبد الله بن عمر) رضي الله عنه عن ذلك قائلاً: (اتق الله واكفف هذه الحجارة عن الناس فإنك في شهر حرام وبلد حرام وقد قدمت وفود الله من أقطار الأرض ليؤدوا فريضة اللهن ويزدادوا خيراً، وإن المنجنيق منعهم عن الطواف فاكفف عن الرمي حتى يتم الناس شعائر الحج).

 

13 – وفيه من عام 145هـ أوقع (عيسى بن موسى) ولي عهد الخليفة العباسي (أبو جعفر المنصور) الهزيمة بـ (إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ) عند قرية (باخمري) بالقرب من (الكوفة) وكان سبق له أن قتل شقيقه (محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب)الذي كان يرى أنه أحق بالخلافة من العباسيين استناداً إلى حقه الشرعي بصفته حفيد (الحسن بن علي بن أبي طالب) واستناداً إلى مبايعة الهاشميين له بالخلافة أواخر الدولة الأموية، فأعلن ثورته في المدينة المنورة، وكان متفقاً مع أخيه إبراهيم على أن يثور هو الآخر في نفس الوقت بمدينة البصرة في جنوب العراق.

 

14 – وفيه من عام 169هـ خرج العلويون في عهد الخليفة العباسي (الهادي) بمكة والمدينة بزعامة (الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب) الذي دعا إلى نفسه بالمدينة، واتخذ العلويون من سوء معاملة عامل المدينة لهم فرصة سانحة لإثارة شعور أهل المدينة ضد العباسيين فقد سار الحسين بن علي إلى عامل المدينة واعترض على التشهير بأهل بيته والحط من كرامتهم.

 

15 – وفي 28 من ذي القعدة لعام 316هـ أُعلنت الخلافة الإسلامية في الأندلس، فبعد أن كان حكام الأندلس الأمويون يخطبون لأنفسهم بالإمارة، تلقب (عبد الرحمن بن محمد) بألقاب الخلافة، وتسمى بالناصر لدين الله، ليوطد مركزه في داخل الأندلس وخارجها ويفرض هيبته في النفوس.

 

16 – وفيه من عام 617هـ اجتاح التتار بلاد (الكرج) و (تفليس) وقتلوا منهم ما لا يحصى عدده ضمن تداعيات النكبة التي حلت بالأقاليم والممالك الإسلامية الواقعة ففيما وراء النهر.

 

17 – وفي 23 من ذي القعدة لسنة 798هـ تمكن السلطان العثماني (بايزيد خان الأول) من هزيمة جيوش أوروبا الغربية: المجر، وفرنسا، والنمسا، وبافاريا، وأسر معظم قادة وأمراء الجيوش الأوروبية في معركة (نيكويلي) شمال بلغاريا على حدود رومانيا.

 

18 – وفي 5 من ذي القعدة لسنة 83هـ تم توقيع الصلح بين (البندقية) والدولة العثمانية التي كانت قد أحكمت الحصار حول البندقية، بعد انتزاع كافة المدن والبلاد التابعة لها، ولكن الجيوش العثمانية عجزت عن اقتحام البندقية لقوة تحصيناتها، واستماتة أهلها في الدفاع عنها، وقد عد هذا الصلح نصراً للدولة العثمانية، حيث كان أول خطوة خطتها للتدخل في شؤون أوروبا، وكانت جمهورية البندقية حينذاك إحدى أهم دول أوروبا لا سيما في التجارة البحرية، فما كان يعادلها في ذلك إلا جمهورية جنوى.

 

19 – وفي 21 ذي القعدة لسنة 932هـ انتصر السلطان العثماني (سليمان القانوني) على جيوش المجر في (وادي موهاكس) وقتل ملك المجر في هذه المعركة التي كانت أهم نتائجها سقوط المجر كلها في يد العثمانيين، ولذا اضطر أهالي مدينة (بود) عاصمة المجر إلى إرسال مفاتيح المدينة إلى السلطان، وإعلان الخضوع الكامل غير المشروط للسلطة الإسلامية.

 

20 – وفي 28 من ذي القعدة لسنة 939هـ تم توقيع معاهدة الصلح بين السلطان العثماني (سليمان القانوني) وبين النمسا التي كان ملكها (فرديناند) قد أغار على المجر بقصد انتزاعها من الدولة العثمانية وضمها إلى ملكه ولكنه فشل، بل وتعرضت عاصمته فيينا للحصار العثماني في صفر سنة 937هـ فاضطر(فرديناند) إلى طلب الصلح، الذي نص على أن يرد النمساويون مدينة (كورون) وأن يحتفظ النمساويون بما استولوا عليه من بلاد المجر، وأن أي اتفاق يتم بين النمسا وبين (زابولي) حاكم المجر من قبل السلطاني العثماني لا ينفذ ما لم يعتمده السلطان العثماني نفسه، وكانت هذه المعادة هي الأولى في تاريخ العلاقات السياسية بين الدولة العثمانية والنمسا.

 

21- وفي 3 من ذي القعدة لسنة 980هـ تم توقيع معاهدة صلح بين الدولة العثمانية في عهد السلطان (سليم الأول) وبين جمهورية البندقية التي سعت إلى هذا الصلح خوفاً من انتقام الدولة العثمانية منها، حيث كانت البندقية قد شاركت في تحالف عسكري ضم إسبانيا، ومالطة، وكنيسة روما، وكان قوام الاساطيل الحربية لهذا التحالف نحو (240) سفينة حربية منها 140 سفينة للبندقية وتمكن هذا التحالف من هزيمة الأسطول العثماني وتدميره، في معركة (لبينت) البحرية في 17 جمادى الأولى سنة 979 هـ على أن العثمانيين سرعان ما أعادوا بناء أسطولهم الحربي مما أوقع الرعب في قلوب البنادقة فطلبوا عقد الصلح فوافقت الدولة العثمانية على أن تتنازل البندقية للدولة عن جزيرة قبرص بأن تدفع لها غرامة حربية قدرها ثلاثمائة ألف (دوكا).

 

22- وفي 23 من ذي القعدة لسنة (1186) هـ أرسلت (كاترين الثانية) امبراطورة روسيا انذاراً للدولة العثمانية ضمنته سبعة شروط للموافقة على الصلح وإيقاف الحرب في بلاد القرم التي كانت قد أعلنت الانفصال عن الدولة العثمانية والاستقلال تحت سيادة وحماية روسيا وهذا الشروط هي:

 

1 – أن تتنازل الدولة العثمانية لروسيا عن حصن (كرشين) في أوكرانيا، و(يني قلعة) في جزيرة القرم.

 

2 – أن تمنح السفن التجارية والحربية الروسية حرية الملاحة في البحر الأوسط وبحر جزائر اليونان (وهي بحار عثمانية).

 

3 – تسليم ما بقي من حصون القرم مع الدولة العلية إلى التتار (حلفاء روسيا).

 

4 – إعطاء الأمير (جرجوا رغيكا) والي الفلاخ (وكان أسيراً في روسيا هو وأسرته) الولاية على هذه الإقليم له ولورثته من بعده مقابل دفع جزية مرة كل ثلاث سنوات.

 

5 – منح قيصر روسيا لقب (باديشاه) في المعاهدات والمخاطبات السياسية (باديشاه لقب تركي معناه: سيدنا السلطان، وهو لقب يخاطب به السلطان العثماني في غيبته).

 

6 – تتنازل الدولة العثمانية عن مدينة (قلبورن) الواقعة على مقربة من الشمال الغربي من البحر الأسود وهدم حصون مدينة (أوكزاكوف) شمال غرب البحر الأسود.

 

7 – أن يكون لروسيا حق حماية جميع الأرثوذكس في بلاد الدولة العثمانية.

 

وكان من الطبيعي أن ترفض الدولة العثمانية تلك الشروط لتتجدد الحرب بين الدولة العثمانية وروسيا مرة ثانية فيما بعد.

 

23 – وفيه من عام 1217هـ أجلت انجلترا جيوشها عن مصر والاسكندرية، وذلك بعد نجاح التحالف العثماني الانجليزي في إخراج قوات الحملة الفرنسية من مصر والاسكندرية في 22 من ربيع الآخر سنة 1216هـ وتلكأ الانجليز في إجلاء قواتهم عن مصر والإسكندرية لما يقرب من عام ونصف.

 

24 – وفي 19 من ذي القعدة لسنة 1239هـ أبحرت سفن الأسطول الحربي المصري من ميناء الاسكندرية تحمل جيشاً مصرياً بقيادة (إبراهيم باشا) لمعاونة القوات العثمانية في إخماد الثورة التي اندلعت في الجزر اليونانية ضد الحكم العثماني فاضطر السلطان العثماني( محمود الثاني) إلى طلب معونة محمد علي باشا والي مصر لاخماد تلك الثورة.

 

25 – وفي 10 من ذي القعدة لسنة 1241هـ قرر السلطان العثماني (محمود الثاني) إلغاء الجيوش (اليكبجارية) الانكشارية، بعد أن قتل أغلبهم لمقاومتهم إجراءات السلاطين وعصيانهم عليهم، وتعديهم على حقوقهم.

 

26 – وفي 15 من ذي القعدة لسنة 1242هـ أعلنت الدولة العثمانية رفضها للوساطة التي عرضت انجلترا فيها قيامها وجميع الدول الأوروبية بالتوسط بين الدولة العثمانية وبين أهالي اليونان الذين كانوا قد أعلنوا الثورة ضد الحكم العثماني سنة 1237هـ، حيث أكدت الدولة العثمانية أنها لم ولن تسمح بمثل هذا التدخل في شئونها الداخلية.

 

27 – وفي 28 من ذي القعدة لسنة 1234هـ اختلت القوات الروسية مدينة (بوخارست) عاصمة (الأفلاق) وكانت روسيا قد أعلنت الحرب ضد الدولة العثمانية في 11 من شوال سنة 1243هـ بعد أن أصدر السلطان العثماني (محمود الثاني) منشوراً عام (خط شريف) يعلن فيه الجهاد ضد انجلترا وفرنسا وروسيا، التي تحالفت أساطيلها الحربية ضد الدولة العثمانية واعتدت عليها في معركة (نوارين البحرية) في 28 من ربيع الأول سنة 1243هـ على الساحل اليوناني وفقدت الدولة العثمانية في هذه المعركة أسطولها الحربي، وكذلك غرق الأسطول المصري كله، وكان هدف العدوان معاونة ثوار اليونان الذين أشعلوا نيران الثورة ضد الحكم العثماني، وأكد السلطان العثماني في منشوره أن الباعث على هذا العدوان الدين لا السياسة، وختمه بحض المسلمين على القتال دفاعاً عن الدين والملة والوطن.

 

28 – وفي 21 من ذي القعدة لسنة 1256هـ أصدر السلطان العثماني (عبد المجيد خان) فرمان بإعطاء مصر لمحمد علي باشا ولأبنائه من بعده، وذلك في نهاية حلقات الصراع الذي دار بين محمد علي باشا والي مصر بين والسلطان العثماني وقد نجح الأول في بسط سيطرته على بقاع واسعة من أملاك الدولة العثمانية وصار الطريق أمام قواته التي قادها ابنه إبراهيم باشا مفتوحاً تجاه الآستانة عاصمة الدولة العثمانية.

 

29 – وفي 27 من ذي القعدة لسنة 1277هـ انسحبت القوات الفرنسية من جبل لبنان بعد أن كانت قد أنزلت فرقة قوامها (1500) رجل بقيادة الجنرال (دويول) بكامل سلاحها على ساحل بيروت في 22 من المحرم سنة 1277هـ بحجة حماية نصارى الموارنة من ظلم المسلمين على حد زعمهم، ولم تجد القوات الفرنسية شيئاً تفعله طيلة تواجدها حيث كانت الدولة العثمانية قد نجحت في إعادة الهدوء والأمن إلى جبل لبنان الذي شهد حرباً أهلية بين طائفتي الدروز والموارنة اعتباراً من (1257)هـ وجدير بالذكر أنه بينما كان الفرنسيون يتذرعون بحماية الموارنة في الشام كانت قواتهم التي احتلت الجزائر ترتكب مذابح بشعة ضد مسلمي الجزائر أقلها ما قام به الجنرال (بيليسيه) حيث أباد قبيلة جزائرية كاملة ـ رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً ـ حرقاً.

 

30-وفيه من عام 1283هـ اضطرت الدولة العثمانية في عهد السلطان (عبد العزيز) إلى سحب جنودها من الصرب لإخماد نار الفتنة التي اشتعلت في جزير(كريت) فترتب على هذا الانسحاب استقلال الصرب تماماً عن الدولة العثمانية.

 

31 – وفي 2 من ذي القعدة لسنة 1354هـ أر سل الطلبة الفلسطينيون الدارسون في الأزهر عريضة إلى وزارة المستعمرات البريطانية تضمن استنكارهم للسياسة العدوانية البريطانية بفلسطين وطالبوا منح عرب فلسطين حقوقهم كاملة في الاستقلال، وممارسة الحكم الذاتي ووقف الهجرة اليهودية وانتقال الأراضي العربية إلى اليهود بطرق ملتوية، لأنهما يحملان معنى واحداً هو إخراج الفلسطينيين من بلادهم.

 

32- وفي 9 من ذي القعدة لعام 1417هـ بدأت السلطات الإسرائيلية في تنفيذ أعمال البناء في المشروع الاستيطاني بجبل أبو غنيم.

 

33 – وفي 12 من ذي القعدة لعام 1417 وقف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي بالجامع الأزهر في مؤتمر شعبي كبير داعياً: (حي على الجهاد) مؤكداً: أن مصر رئيساً وحكومة وشعباً تقف صفاً واحداً مع الشعب الفلسطيني ضد الظلم الواقع عليه، ودفاعاً عن القدس الشريف، ووصف الإمام الأكبر بناء المستوطنات في القدس بأنه يستهدف تهويد المدينة المقدسة وتغيير معالمها...

 

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

 

المصدر: مجلة الأزهر السنة السبعين ذو القعدة 1418 الجزء 11

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين