حتى لا يؤثر عملك سلبياً على علاقتك بزوجك

محمد رشيد العويد
 
هل تعملين خارج بيتك أيضاً ، إضافة إلى عملك داخل بيتك في رعاية زوجك وأطفالك ؟
 
لا شك في أن ضغوطاً مضاعفة ترهق أعصاب الزوجة التي تعمل داخل البيت وخارجه ، ومن ثم تصبح عرضة لسرعة الاهتياج والغضب ، ثم لتوتر علاقتها بزوجها .
 
ومن هنا فإني دائماً أنصح الزوجة بالتفرغ لبيتها وترك العمل خارجه إذا لم تكن في حاجة ماسة إلى المال الذي تحصل عليه من ذاك العمل .
 
وإذا كانت لا تستغني عن ذاك المال ، وتريد أن تستمر في عملها خارج بيتها ، فإن عليها أن تخفف من تأثير عملها على علاقتها بزوجها وأبنائها .
 
ماذا تفعل لتخفف من ذاك التأثير السلبي لعملها على صلتها الطيبة ، أو التي ينبغي أن تكون طيبة ، بزوجها وأطفالها ؟
 
دعونا أولاً نؤكد الأثر السلبي للعلاقات السيئة في العمل على مشاعر المرأة وحالتها النفسية ، فقد أكدت الباحثة آن كريستين أندرسون من جامعة غو ثينبيرغ في السويد أن العلاقات السيئة في العمل تزيد احتمال الشعور بالتوتر والضغط النفسي .
 
وتقول أندرسون : إن النساء اللواتي لديهن علاقات متوترة مع الموظفين العاملين معهن عانين من القلق والضغط النفسي ومشكلات في النوم أكثر من زميلاتهن اللواتي كانت علاقاتهن مع الآخرين تتسم بالود .
 
وأشارت إلى أن ذلك ينطبق أيضاً على الرجال الذين يتعرضون للإجهاد الجسدي خلال العمل ويشعرون بالقلق والكآبة .
 
وأكدت أندرسون أن الجسم في حاجة إلى (( إعادة شحن )) لتجديد نشاطه ، وعلى المرء نيل قسط من الراحة . وإذا لم يكن هذا متاحاً وممكناً فإن احتياطي الجسم ينضب ويؤدي ذلك إلى مشكلات صحية .
 
وعليه فإني أنصح الزوجة التي تعمل خارج بيتها بما يلي :
* احرصي على أن تكون صلتك جيدة ، بل ممتازة ، بجميع العاملين معك وذلك من خلال ما يلي :
 
    - انصرفي إلى عملك وانشغلي به عن الأحاديث الجانبية مع من يعملون معك ، فكثرة الحديث تزيد من مزالق اللسان ، وأكثر العلاقات المتوترة من سقطات الكلام .
 
    - احترمي جميع من حولك في العمل ، واحذري أي سخرية منهم ، أو الضحك إذا أخطؤوا أو عثروا في مشيهم .
 
    - لا تشاركي زميلاتك في أحاديث الغيبة ، وخاصة تلك التي تدور حول مسؤوليك أو زملائك ، فهذه الغيبة محرمة ، عدا أن ما تقولينه عنهم قد يصل إليهم بإحدى الطرق ؛ ومنها وجود موظفة نمامة تنقل أحاديث الموظفات إلى المسؤولين والزملاء .
 
     - قبل ما سبق كله فإنك تحتاجين إلى عون الله سبحانه ليحميك من شر شياطين الإنس والجن ، ولهذا أنصحك أن تكرري تلاوة سورة ( الناس ) في عملك ، فإن تستعينين فيها بالله سبحانه وتستعيذنه من شر الجن والناس ، كما في آخر السورة ] ... من الجنة والناس [ أي من الجان والبشر الذين يحاولون إيذاء المؤمنين ، فقد جاء في تفسير هذه الآية (( .. وأما شيطان الإنس فوسوسته في صدور الناس أنه يُري نفسه كالناصح المشفق ؛ فيوقع في الصدر من كلامه الذي أخرجه مخرج النصيحة ما يوقع الشيطان الجني فيه بوسوسته )) .
 
 
* لا تبوحي بأي شيء من حياتك الخاصة لزميلاتـك ، لا من باب الشكوى ولا بقصد الاستشارة ، فقد تسمعين تحريضاً على زوجك ، أو مشورة غير مخلصة لحل مشكلة من مشكلاتك

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين