حُبُّ الرَّسول.. نجاةٌ ووُصول

مقدمة:

 إنّ الإيمان بالله عز وجل هو أسمى المطالب الّتي يسعى العقلاء لتحصيلها، لأنّ الإيمان بالله حقّا هو أساس السّعادة في الدّنيا والآخرة، ولهذا الإيمان المنشود دعامةٌ لا بدّ منها، وهي الحبّ الحقيقيّ للنّبيّ صلى الله عليه وسلم، صاحب القدر العليّ، فمحبّة الرّسول صلى الله عليه وسلم هي الوسيلة الموصلة إلى محبّة الله عز وجل، ومحبّة الله ورسوله هي الدّين كلّه، وعليها مدار الهداية والتّقوى، والصّلاح والفلاح، في الآخرة والأولى، وإنّ محبّة النّبيّ صلى الله عليه وسلم تقتضي توقيره وتعظيمه، ونصرة دِينه بالقول والفعل، والتّخلّق بأخلاقه واتّباعه، والاقتداء بما جاء به في سنّته وشرعه، فمَن ادّعى محبّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتخلّق بأخلاقه، ولم يطبّق سنّته، ولم يذبّ عن شريعته فهو كاذبٌ في دعواه! إذ المحبّ الحقيقيّ هو الّذي تكون كلّ ذرّةٍ فيه تابعةً لما كان عليه المحبوب الأعظم؛ مِن أخلاقٍ عاليةٍ ساميةٍ، فالرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم أَوْلَى بِالمُؤْمنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ فِي الدُّنْيَا والآَخِرَةِ، اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}. [ 1 ]

إنّ محبّة النّبيّ صلى الله عليه وسلم هي المنزلة الرّفيعة العالية، الّتي يتنافس فيها المتنافسون، وإليها يسعى المجتهدون، وعليها يتفانى المحبّون، فهي قُوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرّة العيون، وهي الحياة الّتي مَن حُرمها فهو في جملة الأموات، والنّور الّذي مَن فقده كان في بحار الظّلمات، لذلك ضرب الصّحابة الكرام المثل الأعلى في الحبّ الصّادق لرسولهم المصطفى صلى الله عليه وسلم، حتّى وصلوا إلى أعلى مراتب الحبّ، فقدّموه على كلّ شيءٍ، وسار على هذا الطّريق مِن بعدهم أناسٌ لم يحيدوا عن نهج مَن سبقهم، ثمّ خلف مِن بعد هؤلاء خلفٌ تنكّبوا الطّريق، وآثروا الهوى على الهدى، واتّبعوا شهوات العاجلة، وأعرضوا عمّا يجلب لهم نعيم الآخرة، فتركوا تعاليم نبيّهم، وجعلوها خلف ظهورهم، فأصابهم الذّلّ والشّقاء في الدّنيا، والعذاب والطّرد يوم القيامة، وهذا هو الخسران المبين.

 

1- حبُّ النَّبيِّ واجبٌ إيمانيٌّ

أرسل الله رسوله محمّدًا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودِين الحقّ، رحمةً للعالمين، رؤوفًا رحيمًا بالمؤمنين، حريصًا على هدايتهم، عزيزًا عليه عنتهم وتفرّقهم {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التّوبة :128].

وهذا يوجب على المؤمنين أن يجلّوه، ويحبّوه حبًّا صادقًا خالصًا، وأن يتغلغل هذا الحبّ في سويداء قلوبهم ليجعلها تقيّةً نقيّةً، لا بغي فيها ولا غلّ ولا حسد، وبذلك يكمل إيمانهم، وتتحقّق سعادتهم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ). [ 2 ]

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ) فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ: (الْآنَ يَا عُمَرُ). [ 3 ]

أي الآن كمل إيمانك، وتمّت سعادتك، وإنّ محبّة النّبيّ صلى الله عليه وسلم فرضٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، فهو رسولنا وحبيبنا، وشفيعنا وقدوتنا، ومحبّته روح الإيمان والعبادة، وبها يحوز المؤمن على محبة الله سبحانه مع غفران ذنوبه {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31].

ولقد تفانى أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم في هذا المقام العظيم مِن المحبّة والإجلال، فوهبوه أرواحهم وأموالهم، وتركوا -مِن أجل نصرة دِينه- ديارهم وأوطانهم، وإذا جلسوا معه جلسوا كأنّما على رؤوسهم الطّير، وإذا غاب عن أحدهم لا تطيب له الحياة حتّى تراه عيناه، فقطفوا ثمرة ذلك حلاوةً وجدوها في قلوبهم، وأُنسًا كبيرًا سكن نفوسهم، لا يُنال بجاهٍ، ولا يُشترى بمالٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلهِ، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ -بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ- كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ). [ 4 ]

وبهذه المحبّة الخالصة للرّسول صلى الله عليه وسلم ينال العبد شفاعته، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: (وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟) قَالَ: لَا شَيْءَ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ: (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ)، قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ) قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: "فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ". [ 5 ]

فلنُخلص في حبّنا، ولنُجدّد العهد مع نبيّنا، لنُحشر في زمرته، ونَحظى بشفاعته.

 

2-  احذر النُّكوص على الأعقاب

لقد انتقل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربّه الرّحيم، وترك لنا قائمةً مِن الوصايا، وأكّد لنا أنّ مَن اتّبعها سعد وفاز، ومَن زاغ عنها هلك وخسر، عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنَ سَارِيَةَ رضي الله عنه، قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: (قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ). [ 6 ]

ولقد أخبرنا أنّ الأنبياء يتباهون أيّهم أكثر أتباعًا يوم القيامة، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ يَتَبَاهَوْنَ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَصْحَابًا مِنْ أُمَّتِهِ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ يَوْمَئِذٍ أَكْثَرَهُمْ كُلِّهِمْ وَارِدَةً، فَإِنَّهُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ قَائِمٌ عَلَى حَوْضٍ مَلْآنَ، مَعَهُ عَصًا، يَدْعُو مَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّتِهِ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ سِيمَاءٌ يَعْرِفُهُمْ بِهَا نَبِيُّهُمْ). [ 7 ]

عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا). [ 8 ]

وإنّه المكان الّذي وعد به الرّسول صلى الله عليه وسلم أمّته ليلتقي بهم عنده، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي غَدًا عَلَى الْحَوْضِ). [ 9 ]

وإنّ أناسًا غرّتهم الحياة الدّنيا، واتّبعوا أهواءهم، فعمدوا إلى قائمة الوصايا فمزّقوها، فما شعروا إلّا وهم في ذلك الموقف الرّهيب، وقد اشتدّ بهم العطش فلم يُسقوا، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا)، ثُمَّ قَالَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، ثُمَّ قَالَ: (أَلَا وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلَائِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، أَلَا وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ): {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} (فَيُقَالُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ). [ 10 ]

حقًّا إنّ أناسًا مِن هذه الأمّة أحدثوا بعد رسولنا صلى الله عليه وسلم أعمالًا فظيعةً، حيث أكلوا الرّبا، وقطعوا الأرحام وأساؤوا الجوار، وارتكبوا الفواحش والمنكرات، بلا رادعٍ مِن الخلق، ولا خوفٍ مِن الخالق، فهل يستحقّ هؤلاء أن يتباهى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض؟!إ نّ المؤمن الحقّ لتشتاق نفسه للقيا حبيبه، ويهيم فؤاده حبًّا بصاحب الحوض المورود، وإنّ هذا الحبّ العجيب ليدعو صاحبه لتجديد البيعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، معاهدًا له بأنّه على طريقه سائرٌ، وبسنّته مستمسكٌ؛ حتّى يلقاه.

 

خاتمةٌ:

إنّ محبّة الله ورسوله مِن أعظم الواجبات، وأكبر أصوله، بل هي أصل كلّ عملٍ مِن أعمال الدّين والإيمان، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التّوبة: 24].

فالآية نصٌّ على أنّ محبّة الله ومحبّة رسوله صلى الله عليه وسلم يجب أن تُقدَّم على كلّ محبوبٍ مهما كان.

نعم: إنّ محبّة النّبيّ صلى الله عليه وسلم قربةٌ وعبادةٌ يتقرّب بها المؤمن إلى الله جل جلاله، والعبادة الحقّة ما ابتغى بها العبد وجه الله سبحانه، وكانت على الصّفة الّتي شرعها الله عزو جل في كتابه العظيم، وعلى لسان نبيّه الكريم، فعمادها الإخلاص لله ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث أمرنا الله سبحانه بلزوم سنّته، واتّخاذ طريقته نهجًا، وإنّ المحبّة الصّادقة تقتضي منّا أن نحكِّم شريعته في كلّ مجالات الحياة، قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النّساء: 65].

فعلى هذا الطّريق ثبت السّالكون، وعلى هذا المبدأ قاتل الصّحابة والتّابعون، فلنكنْ -مِن جديدٍ- لرسول الله مبايعين، وبسنّته مستمسكين، ولمَن خالفه مجانبين، كما نهج الصّحابة والتّابعون، فسبيلهم هو السّبيل القويم، ولا نحزن لقلّة السّالكين، ولنحذر طرق الغواية، ولا نغترّ بكثرة الهالكين، فإنّ مَن أحبّ نبيّه واتّبع سنّته؛ ورد على حوضه وشرب مِن يد حبيبه، ومَن نكص على عقبيه؛ طُرد مِن حوضه مذمومًا مدحورًا، فلنكن كما يريد رسولنا منّا، ولنُدخِل أخلاقه وتعاليمه إلى بيوتنا ومدارسنا، ومعاملاتنا واجتماعاتنا، ولنقرأ سيرته، ولنعلّمها لأولادنا، ولنتأدّب عند سماع حديثه العظيم، ولا نرفع أصواتنا عند مقامه الكريم، كما أوصانا ربّ العالمين.

 

هوامش:

1 - صحيح البخاريّ: 4503

2 - صحيح البخاريّ: 14

3 - صحيح البخاريّ: 6632

4 - صحيح البخاريّ: 21

5 - صحيح البخاريّ: 3688

6 - مسند أحمد: 17142

7 - المعجم الكبير للطّبرانيّ: 7053

8 - صحيح البخاريّ: 6579

9 - مسند أحمد: 19092

10 - صحيح البخاريّ: 4625

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين