حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا

 

تكسل كثير من النفوس عن الخيرات والطاعات طوال العام فتصير العبادة حمل ثقيل عليها إلا ما رحم ربي، فإذا ما انتظم الإنسان في الفرائض فرط في النوافل فيجد صعوبة أو انشغالا أو فتورا عن الصيام أو القرآن أو القيام أو الأذكار أو صلة الأرحام أو غيرها من الخيرات حتى لو متفرقين متباعدين في الأوقات في الليل أو النهار

فيأتي شهر رمضان فيقذف الله تعالى حب الطاعة والخيرات في النفوس فينشط الكسلان وينتبه الغافل ويستيقظ النائم وتشمر سواعد الجد وتعلوا الهمة وتقوى العزيمة بين عشية وضحاها

تلك الطاقة النفسية والروحية الهائلة التي يقذفها الله جل وعلا في قلوبنا مع قدوم رمضان فكثير من هذه العبادات صارت ميسرة محببة إلى القلب والنفس والهوى مجتمعة غير متفرقة في وقت أو مكان فنتنقل من بستان الذكر والقرآن والصيام إلى حدائق القيام وزيارة الأهل والجيران وصلة الأرحام وقضاء حوائج المحتاجين مع راحة القلب والأنس في ظل الطاعة والمعروف

فييسر لنا جل وعلا الطاعة ويسهلها علينا ويطيب نفوسنا لها ويقوي ظهورنا لأنه جل وعلا يريد لنا الخير والهداية والرحمة والرشاد ومراده جل وعلا أن يغفر لنا ويتوب علينا

فيعظم لنا الأجور ويفتح لنا الأبواب ويرفع لنا الدرجات ويغفر لنا الزلات ويأخذ بأيادينا إليه بجوده وكرمه تبارك وتعالى، فيسلسل الشياطين ومردة الجن حتى تنطلق القلوب والنفوس والجوارح تسبح بحمد ربها بكرة وأصيلا وينادي المنادي يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين