حال الصديقين

 

تأملت في الحال العجيب الذي وصل اليه سيدنا أبو بكر الصديق في قوله:

"ما ندمت على شيء فات من الدنيا" !!!!

فهو حال عجيب لأمثالنا لكنه طبيعي لمثله لأن ذلك من ثمرات الصديقية التي نالها

لماذا علينا أن لا نندم:

أولا: إن حظوظ الدنيا زائلة فمن فاتته فقد استراح ومن حظي بها فهي لزمان قصير ومحدود.

ثانيا: إن الحظوظ جزء من القضاء والقدر ومن تحسر وندم على فواتها لم يسلم من الاعتراض على القدر وعدل الله في خلقه.

ثالثا: في الندم طاقة سلبية تجتاح النفس تسلب منها راحتها وصفائها وتمنعها عن مواصلة الحياة والبذل فيها في قابل أيامه متوكلا في ذلك على الله.

رابعا: الندم للمسلم يكون في أمور الآخرة لا الدنيا لأن خسارة حظ الآخرة هو الخسران المبين أما حظوظ الدنيا فهي حظوظ تجيء وتذهب وقد تكون الراحة في فواتها.

خامسا: اذا استخار العبد ربه وصرف ما يريد من حظ الدنيا عنه فهو المطلوب فان ندم كان كاذبا في استخارته وطلب الخيرة من الله بتحقيق الأمر او صرفه.

سادسا: النفس لا تشبع من حظوظ الدنيا وقد يلح المرء في طلب حظ فيه مقتله وانتكاسته ولا يدري ان لطف الله يرعاه ويكلؤه في عدم نوال الحظ والظفر به.

سابعا: حال الرضا وعدم الندم والتحسر على حظوظ الدنيا ثمرة من ثمار اليقين والتسليم والتوكل فكلما زادت هذه زاد الرضا واضمحل الندم وفوض الأمر لربه أن ينيله من الحظوظ ما هو خير له في الدنيا وأبقى له في الآخرة.

"لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى? مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُم"

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين