حاربوهم بسلاح الديمقراطيّة:

إضاءات:

* العلمانيون يريدون ألاّ يُحكّم شرع الله ... والأمّة كلّها -سواهم- نريد تحكيمه.

* هم يزعمون أنّهم الأغلبيّة، ولهم الحقّ بالحكم لهذا السبب.

* بالتصويت على تحكيم شرع الله يُقطع الطريق عليهم (التصويت وسيلة لإسكاتهم، وليس لتحكيم الشريعة!)

* فرضه بالقوّة سيعيدنا إلى الدولة غير المدنيّة ولا الدينيّة! لأنّ الذي سيفرضه سيطبّق رؤيته هو للشريعة، ولن يُطبّق الشريعة كما يزعم!! فهو القويّ المتغلّب!! 

أمّا تطبيق الشريعة بالتصويت فسيكون التطبيق للأقرب إلى الحقّ من أقوال أهل العلم (لأنّ المقنّنين للشريعة سيكونون لجانًا من أهل العلم،، وتُقرّ الأحكام الخلافيّة بالتصويت بينهم).

* هذا ما يحدث في ليبيا الآن:

1- هناك لجنة لتعديل القوانين بما يوافق الشريعة.

2-هناك لجنة ستكتب الدستور ستكون منتخبة من الشعب الذي ينبغي أن يقتنع بالإسلام والإسلاميين ومشروعهم الحضاريّ والسياسيّ، لا أن يُفرض عليه المشروع!

3- هناك ناخبون سيُصوّتون على ما سيكتبه هؤلاء، وببثّ الوعي بينهم، وتبيين الحقّ لهم يُمكن أن نتوصّل إلى دستور شرعيّ، وقوانين شرعيّة.

 

* السؤال الأهمّ: لماذا لا نريد التصويت على تحكيم شرع الله؟ 

هل أحد الأسباب أنّنا لم نتمكن من إقناع الشارع برؤيتنا فنخاف ألاّ يُحكّم شرع الله؟؟؟؟ 

استفسار أترك الإجابة عنه لكلّ واحدٍ من أصحاب المشروع الإسلاميّ. ماذا قدّمت لتقنع العالم بضرورة تطبيق الشريعة؟

ماذا فعلت ليصوّت الناس بنعم على تطبيق الشريعة؟

أو ماذا فعلت ليقبل الناس فرض الشريعة عليهم دون تصويت؟؟؟

ثمّ إنّ فرضُ القرءان والسنّة في الدستور دون انتخابات ... عليه ملاحظات منها:

 

1- هو حجّة علينا لا لنا ... نريد أن نفرض القرءان والسنّة بالانتخابات لتكون حجّة لنا أمام العالم الغربيّ المستعمر بالفطرة!! لنمنعه من التوغّل في بلادنا.

2- إذا فرضناه دون انتخاب سيحتجّ علينا العلمانيّون أنّ هذا ليس ممّا يريده عامّة الشعب وبالتالي لهم الحقّ في حذفه وإلغائه، وأمّا إذا صوّت عليه الناس فلن تبقى حجّة لعلمانيي بلادنا

3- أيّ فهمٍ سنعتمد للكتاب والسنّة حين إقرارهما مصادر للحكم والتشريع دون انتخاب؟ وأيّ سنّة سنعتمد؟ هل الصحيحة فقط؟ ومن المعتمد تصحيحه؟ أم الحسنة أيضًا؟ ووفق أيّ مقاييس للتحسين؟ أم الضعيفة معتبرةٌ أيضًا؟ ومخالف أيّ فهمٍ للكتاب سيُحكم عليه بالمروق من الدين؟ ومخالف أيّ نصٍ للسنّة سيُحكم عليه بالخروج عن الدستور والقانون؟؟

4-وختامًا: ليس المقصود من التصويت على تحكيم القرآن والسنّة هو بيان هل يصلحان للحكم أم لا؟ أو بيان هل يرضى بهما الناس أم لا؟ بل المقصود إظهار أنّ الناس يرضون بهما بأغلبيّة كبيرة ساحقة، وهذا المقصود مطلوب شرعًا.

 

 يقولون: شرع الله ليس محلاً للاختيار ... إذن هو محلٌّ للإكراه والإجبار.

وهل يقبل أحدٌ أن يُنسب إلى الشرع إكراه أو إجبار؟

أمّا المؤمن فإنّه يُقبل منشرح الصدر مرتاحًا لتنفيذ حكم الله والنزول على أحكامه (دون إكراه!!)، وأمّا غيره فلا يقبل شرعًا وإن بالإكراه... وقد يخرج على من يريد تطبيق الشرع دون انتخاب أو استفتاء في مظاهرات تسيل فيها الدماء (وما يوم إغراق بنغازي وغيره عنّا ببعيد يوم أن انقضّ مئات على كتائب إسلاميّة تسعى لتطبيق الشريعة فقتل منهم العشرات فزاد نفور الناس من الشرع!!).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين