جهاديات 1

ما جهاديات ؟

 

   هي ومضات تأصيلية وضوابط كلية في السياسة الشرعية، ونصائح منهجية مسلكية عامة يحتاج إليها المجاهد في ميدان القتال، والسياسي في حكمه وقراره، وكل مسلم في تحصيل ملكة شرعية تمكنه من النظر إلى ما يجري حوله من الأحداث المختلفة بنظرة شرعية منضبطة، ومن ثم القدرة على التمييز بين الحق والباطل ومن يمثل كل طرف من الجماعات الفاعلة في الساحة. 

هذه السلسلة من الومضات دعت إليها الحاجة وأملتها الوقائع المتسارعة ولذلك جاءت متفرَّقة ومتنوعة لتلبي تلك الحاجات وتضع النقاط على الحروف فيما استُشكِلَ على الناس بل كثير من طلاب العلم في مستجدات الأحداث. 

هذه الومضات أوردتها بعبارات قصيرة راعيت فيها الاختصار لأنه أليق بهذا المقام، ولعلي أقوم بجمعها لاحقًا في رسالة واحدة مع التعليق والشرح في المواضع التي تستوجب ذلك. 

وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. 

 

على المجاهد قبل أن يحملَ الس?حَ أن يتلقَّى دورةً تربوييةً في أدب المجاهد، والحدُّ ا?دنى أن يتعلمَ المبادئَ الآتية:

1. أن يعلمَ المجاهدُ أنَّ فوَّهةَ البدقية ينبغي أن تبقى بوصلتُها باتجاه العدو الحقيقي الذي خرج لقتاله، وأنَّ من أعظم الخطر أن تتوجهَ لأبناء ملته مهما بلغ الخلاف.

2. أن يجعلَ نصب عينيه دائمًا وأبداً حديثَ النبيّ صلى الله عليه وسلم:

( لا يزال المرءُ في فُسحة من دينه مالم يُصب دمًا حراما) فكيف إذا كانت دماءَ مجاهدين؟!

3. أن يتخلَّص من الغرور والعُجب بالنفس ولا يرى أنه بجهاده يتفضلُ على دين الله وعلى من يُدافعُ عنهم، لأنَّ العجب بالعمل داءُ الأمم المُهلك.

4. يتفرَّع عما قبله.. أن يعرف قدرَ نفسه ولا يزهو ويتعالى على من لم تُتح له فرصةُ الجهاد لسببٍ أو لآخر ويرى أنه خير من يمشي على الأرض، وليس من حقّ أحدٍ أن ينتقده أو يقوّمه لأنه فوقَ النقد.

5. أن يتبَّع إمامه العالم الرباني العاقل الذي يتقي الله ويرعى حُرمةَ الدماء المعصومة، ويقوده نحو مرضاته لا أن يتبَّع هواه أو يتبع من القادة الجاهلَ المُجازفَ سفيهَ الرأي الذي يوردُه المهالك.

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين