جدوى الحملات الإعلامية في مواجهة الباطل

 

ما الفائدة من الحملات الإعلاميّة في مواجهة سلوكٍ غير سويٍّ لرمزٍ أو موقفٍ مشينٍ لمؤسسةٍ أو سلوكٍ باطلٍ من جهةٍ أيا كانت هذه الجهة؛ ما دام هذا لن يؤثّر كثيرًا في سلوكِ المخطئ أو توجهه ولن يعدو الأمر أكثرَ من معاركَ كلاميّة طاحنة؟!!

 

دائمًا ما يثور سؤال الجدوى مع كلّ تحرّكٍ رافضٍ لسلوكٍ باطلٍ من جهاتٍ وشخصيّاتٍ عامّة، وسبب ثوران هذا السؤال هو انحصار الأثر المتوقع بالنتائج العمليّة الملموسة، وتزداد وتيرة السؤال في حال عدم التفات الجهة المقصودة بالحملةِ إلى ما فيها من حراكات شبابية واعلاميّة، وهنا أسجل بعض النقاط في الإجابة عن هذا السؤال:

 

• لا تصدّقوا أنّ المستهدفَ بأية حملةٍ شخصًا كانَ أو مؤسسةً أو جهةً لا يُقيمُ وزنا لما يدور عنه في الفضاء الافتراضيّ، وحذار أن تصدّقوا المتنبّي ومَن يتمثّلونَ بيتَه من المستهدفين بالحملاتِ بأنَّهم ينامون ملء أعينهم عن شواردها في الوقت الذي يسهر الخلقّ جرّاها ويختصمون، فما هي إلَّا مكابرةٌ للتعبير عن رباطة الجأش في مواجهة الجمهور، فإنَّ المستهدفَ بحملةٍ في الفضاء الافتراضيّ لا ينام الليل وهو يتابعُ ما يدورُ فيها، واعلموا أنَّه لا يخيفُ الانسان مثلُ كلمة ولا يزعزعُ أركان الباطل شيءٌ مثلها.

 

• ليس التغييرُ الأهمّ المُرادُ من هكذا حملاتٍ هو التغييرُ السلوكيّ العمليّ، بل أهمّ من ذلكَ التأثيرُ في الوعي الجمعيّ تجاه القضايا المثارة، فإنَّ معركة الوعي هي من أهم بل أهمُّ معاركنا على الاطلاق في هذا الزمن الحالك.

 

• من أهمّ الثمار غير المقيسة والملموسة؛ الرّدع أي ردعُ من يراقبونَ بصمتٍ وأنفُسهم تحدّثهم أن يخطوا على آثار مَن تستهدفهم الحملات في مواقف مشابهة، فآثار هذه الحملاتِ في الرّدعِ وتخفيفِ الانزلاقات مهمُّ ولو لم يظهر للعيان قياسه.

 

فهذه الحملات ُ من الأهميّة بمكان، وجدواها كبيرة على أنَّه من المهم مراعاة ضوابط منهجيّة ومبدئية وأخلاقيّة في هكذا حملات، عسى الله تعالى أن يوفق للحديث عنها في منشور لاحق.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين