جامع العوينة

 

 

جامع العوينة بناه والي طرابلس الشام سليمان باشا العظم 1139 هـ / 1727 م. وفي عصر يُعرف بعصر الزنبق أو الخزامى، وهو عصر السلطان العثماني أحمد الثالث والذي شهد نهضة ثقافية وعمرانية في مختلف أرجاء السلطنة العثمانية.

 

يقع في محلة العوينة والتي أخذت اسمها من غزارة المياه المتدفقة من أرضها وكثرة عيون الماء الجارية فيها. ويدل على ذلك أيضاً اسم الحي في العهد العثماني ( حير صولاق ) أي بساتين تجمع المياه أو أودية المياه أو عتبات المياه

طراز بناء الجامع عثماني وهو يشبه تماماً جامع الوالدة في مدينة استانبول.

 

حرم للصلاة مربّع الشكل، أقواس حجرية ترتكز على أعمدة بازلتية و تعلوها زخارف حجرية وترتكز أمام باب حرم الصلاة ، زخرفة زهرة الزنبق على ميازيب لتصريف مياه الأمطار، مقرنصة حجرية زخرفية تعلو السقف أمام باب حرم الصلاة، نجمة سداسية تزين واجهة الجامع الجنوبية، قبة مركزية تستند على الجدران وأعلاها قوارير فخارية لتخفيف الوزن، قبة بيضاء صغيرة على سطح الجامع كانت تستخدم لتبليغ الناس يوم الجمعة و لقراءة القرآن الكريم.

 

و قد بني باب الجامع الشرقي بانحراف عن حائط المسجد بحيث تستتر المصطبة الشمالية بظل المصطبة الجنوبية عند انتصاف النهار تماماً فيشكل مزولة تحدد وقت الظهر من كل يوم (كالباب الشرقي والباب الغربي للجامع الجديد)، اختفت هذه الظاهرة ولم تعد مشاهدة اليوم بسبب وجود الأسقف القرميدية و التي تغطي واجهة الجامع الشرقية، إضافةً إلى إكساء تلك الواجهة بالرخام مما شوه المظهر الخارجي للجامع الأثري القديم من الخارج.

من أشهر من أمَّ و خطب و درس في هذا الجامع:

الشيخ العلامة عبد الحميد ابن الشيخ مصطفى الأديب المحمودي (ت 1314 هـ/ 1896 م).

الشيخ العلامة محمد وجيه ابن الشيخ عبد الحميد المحمودي (ت 1376 هـ/ 1957 م).

الشيخ العلامة عبد الكريم ابن الشيخ محمد وجيه المحمودي (ت 1429 هـ/ 2008 م).

السلسلة الذهبية المحمودية

 

حي العوينة:

الأستاذ "ياسر صاري" الباحث التاريخي، تحدث عن "حي العوينة" بالقول: «يقع حي"العوينة على عتبة مائية واسعة كانت وراء إطلاق هذه التسمية عليه.

 

ولقد أطلق العثمانيون عليه اسم "حير صولاق" وهو مأخوذ من كلمة تركية تعني الماء وهي "صو" ويزخر حي "العوينة" بتراث غني حيث يضم جامع "العوينة" والذي بناه "سليمان باشا العظم"، والجامع "الجديد" إضافة إلى المطرانية والتي اعتبرت أعطية للسكان المسيحيين بعد استرجاع "اللاذقية" على يد الناصر "صلاح الدين الأيوبي" ولا ننسى خان "الحنطة" الشهير المواجه لجامع "الجديد"». ........

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين