جئتكم بالذبح...

 

عبارةٌ كثيرًا ما تتردَّدُ على ألسنَةِ بعضِ الشباب المتحمّسين الذين لم يعرفوا من عظمةِ دينِهم ومحاسنِ شريعتهم إلا أنّه جاءَ بالذبح للكافرين والمرتدين والمخالفين، فاتَّبعوا المتشابهات وأعرَضوا عن المُحكَماتِ كمثلِ قوله تعالى:{وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين}

فهل سأل هؤلاء أنفسَهم كم شخصًا ذبَحَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيده؟!

ولماذا لم يُطبِقْ عليهم الأخشَبين عندما عُرِضَ عليه ذلك؟! بل عفى عنهم عندما تمكَّن منهم يومَ الفتح وهم نحو عشرين ألفًا.

كيفَ جاءَهم بالذبح ولم يذبحْ بيده أحدًا قطُّ بل ولم يقتُلْ بيده إلا عدوَّ الله أبيَّ بنَ خلَف، وله قصةٌ معروفة؟!

"جئتكم بالذبح" خطابٌ خاصٌّ لنفرٍ من رؤوس الشرك بأعيانهم بالغوا في عداوته وإيذائه، وقد أطْلَعهُ اللهُ على الغيب وأشهَدهُ مصارعَهم  قبلَ مصرعِهم يومَ بدر، فهو يعلمُ بالوحي ألا سبيلَ لهدايتهم وإيمانهم وأنَّهم قتلى لامحالة.

"جئتكم بالذبح" يفهمُ منها الأغرارُ أنَّ اتّباعَ السُنَّة في القتلِ لابدَّ فيه من حزّ الرقاب بالسكاكين وتتشوَّفُ نفوسُهم لفعل ذلك بغضّ النظر عن تبعاته، حرصاً بزعمهم على موافقة السنَّة!!

إشكالياتُ القوم لا يحلُّها وربي إلا التفقُّهُ في الدين على يد العلماء الربَّانيين.. لو كانوا يعلمون.

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين