ثورة الجزء الرشيدي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

قال الله تعالى مادحاً اللغة العربية:

(وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا).

مقدمة

كنت ميْتاً فأحيتني اللغة...

الهدف من المقال إبراز أهمية الجزء الرشيدي في تعليم القراءة السليمة

في ظل الحديث عن الثورة ومنجزاتها وسلبياتها،

قام طلبة العلم بإحداث ثورة أخرى، وسلاح جديد، بذلوا جهدهم فيه حتى صار مدفعا، وطائرة، وقاذفا، ما أصاب مكانا أو شخصاً إلا أحدث فيه أثرا، فجمع أوصال الجاهلين، ورسم لهم خطا مستقيما يمضون ويكملون فيه حياتهم، فأعاد الأمل للكبير والصغير وبنى صروحا شامخة.

هذه الثورة الناصعة لا يستطيع أحد أن ينكر فضلها، فهي منة من الله على العباد.

وفي هذا الوقت الصعب لا تحتاج لأصدقاء يخذلونها، ولا لأعداء يحاربونها، فهي صديقة نفسها تعطي ولا تأخذ وتبني ولا تهدم.

كانت الفكرة الأولى هي أن يُقرر تدريسه لطلاب الحلقات القرآنية كونه مدخلا لعلم القرآن،

شرعنا به منذ البداية متناسين وغاضين الطرف من أن بعض الطلاب يعرفون الحروف، أو في صفوفٍ ابتدائيةٍ أو إعدادية وثانوية.

_ما هو الجزء الرشيدي (مبادئ القراءة العربية الأساسية)؟

هو كتاب يضم المهاراتِ الأساسيةَ لتَعَلُّمِ قراءة القرآن الكريم والقراءةِ العربية، وهي (السمعُ، والنطق، والقراءة، والكتابة)، ويعتمد الطريقة التركيبية في تعليم مهارة القراءة للمبتدئين.

_سببُ التسمية؟

الاسمُ الأساسي للكتاب: مبادئ القراءة العربية الأساسية.

نسبته لمطبعة «الرشيد» في حلب صاحبة حقوق طباعة الكتاب.

مؤلف الكتاب؟

عبد المجيد القلعه جي.

محمد صالح الطباخ.

أهميته:

تتجلى أهمية الجزء الرشيدي في كونه اللبنة الأولى لتعلم القرآن

ماهي فائدة دراسة (الجزء الرشيدي) للكبار؟

- تعليم مهارة النطق الفصيح، والقراءة الصحيحة للحروف وكلمات وجمل اللغة العربية للناطقين بالعربية ولغير الناطقين بها والأميين.

- تقويم اللسان، وإحداث نقلة نوعية في القراءة لدى الكبار.

- تُسَهِّل على الكبار تَعَلُّم تجويد القرآن الكريم عَمَلِيًّا بالتّلقّي، وفي فترة قصيرة دون الحاجة للخوض طويلًا- في أحكام التجويد النظرية.

ماهي فائدة دراسة (الجزء الرشيدي) للأطفال؟

- تعليم المهارات الأساسية- عَمَليًّا- لِتعلُّم اللغة العربية للأطفال بجهد أقل وفي وقت أسرع، وهي (السَّماعُ، النُّطق، القراءة، الكتابة).

- تعليمُ الطريقة المثلى لتعليم الحروف الهجائية للأطفال.

- تحبيبُ القراءة للأطفال.

- تُسَهِّل على المعلمين والمعلمات تعليم مهارات تعَلُّم اللغة العربية والقرآن الكريم للأطفال.

تنمية الوعي والفهم والعقل لدى الطفل.

آثاره في المدرسة:

"ما جلستُ مع مدرسٍ إلا وحدثني عن ضعف قراءة بعض طلابه أو أكثرهم".

ومن هذه المشكلة ظهرت قيمة هذا الجزء بشكل أثار انتباه المدرسين في قطاع التربية خاصة طلاب الصفوف الابتدائية الأولى، حين لاحظوا تميز الطلاب الذين أنهوا الجزء الرشيدي أو لازالوا يدرسونه في مسألة القراءة الصحيحة، ومراعاة الحركات، وهم في سن صغير مقارنة بأقرانهم الذين لم يدرسوا هذا الجزء.

مما خلق ارتياحاً كبيراً في نفس المدرس الذي صبَّ جلّ اهتمامه في التركيز والتفرغ للنهوض بالطلاب الأقل استيعابا أو إنتاجية في الصف، بل يستطيع المدرس أن يستعين بطلاب الرشيدي كأداةِ تحفيز ومساعدة داخل الشعبة التعليمية في رفع انتاجية الطلاب.

آثاره في المساجد:

كفى به فخراً أنه أعاد المساجد - التي هي أساس بناء الأمة- عامرة بحلقات الصغار والكبار الذين يتعلمون الرشيدي والقرآن ويشهدون الجماعات وتصبح قلوبهم متعلقة بالمساجد .

فهو لم يترك بيت وبر ولا مدر إلا دخله، لذلك يجب أن تُكثف الدورات العلمية في تخريج مختصين فيه.

أثره المستقبلي في الواقع:

بما أنه لا يفرق بين صغير وكبير فهو أداة ووسيلة لمحو الأمية في المجتمع، وحبلٌ متينٌ يربط العلم بالمساجد ويبين أثرها في نشر العلم الدنيوي والأخروي.

كثيرون يطمحون للعودة إلى ميادين العلم والرقي به، لكن يحول بينهم وبين رغبتهم ضعفُ العلم، والقراءة والكتابة، أو الجهل التام .

فهذه الثورة تعيد الأمل والثقة بالنفس المحبطة ليعود إلى بناء الأساس الصحيح للعودة للعلم.

حتى المدرس يكتسب من خلال هذا الجزء أساليب وطرائق علمية وتربوية، لو أرادها في غير هذا الجزء لأنفق المال والوقت الكثير،

فهو هدية مجانية.

تجربة واقعية:

في أحد المخيمات الصغيرة أُقيمت دورة للطلاب لمدة ستة أشهر، فكانوا بعد هذه الدورة قادرين -بفضل الله- أن يقرؤوا، والعجيب أنهم ما دخلوا المدارس قط قبل هذه الدورة.

هذا المنهج لا يفرق بين الصغير والكبير، فهو أداة ووسيلة لمحو الأمية في المجتمع، وسببا لربط العلم بالمساجد وتبيان فضل المساجد وأثرها في نشر العلم الدنيوي والآخروي

القراءة والكتابة.

وبفضل الله، ثم بفضل القائمين على هذا الصرح، يتوفر هذا الجزء قي أكثر من موقع على صيغة pdf وعلى المتجر، واليوتيوب.

دراسة:

في بحث شخصي قمت بالتواصل مع بعض المنظمات والمراكز الإسلامية والدعوية في الداخل السوري وخارجه التي تتبنى الجزء الرشيدي كمادة أساسية في مناهجها تشمل ما يقارب ألف طالب،

تبين فيها أن أغلب طلاب الحلقات القرآنية كانت نقطة انطلاقهم لحفظ القرآن، وتعلم أحكامه من الجزء الرشيدي الذي ينطلق منه الطالب لحفظ القرآن* ،وتعلم أحكامه النظرية والعملية .

أما عدد الطلاب الذين يتخرجون في هذه المراكز، فليس بالإمكان حصره، فهم كثر، منهم من يأخذه بشكل مباشر أو عن بعد.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين