ثواب الحج والعمرة بلا سفر ولا تأشيرة

 

 ?. نيَّة الحج والعُمرة نيَّة خالصة لله :

 

في الصحيح : لما رجَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة "تبوك"، ودنا من المدينة، قال: "إنَّ بالمدينة لرجالاً ما سِرْتُم مَسِيرًا، ولا قطعْتُم وادِيًا إلاَّ كانوا معكم؛ حَبَسَهُم المَرَضُ"، وفي رواية : "حَبَسَهم العُذْرُ"

 

وفي رواية: "إلاَّ شَرَكُوكم في الأجْرِ"[1]؛

 

 وفي الصحيح أيضا : عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ: " ضَرَبَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلَ الدُّنْيَا مَثَلَ أَرْبَعَةٍ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا، وَآتَاهُ مَالًا، فَهُوَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ فِي مَالِهِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا، وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ اللَّهَ آتَانِي مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ؛ لَفَعَلْتُ مِثْلَ مَا يَفْعَلُ فُلَانٌ، فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ، .."[2]  ولأهمية النيَّة قَالَ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ،: "تَعَلَّمُوا النِّيَّةَ، فَإِنَّهَا أَبْلَغُ مِنَ الْعَمَلِ"[3].

 

تقول : وفي ذهنك من معارفك وغيرهم من يُكثر الحج والاعتمار ، لو أني أوتيتت مثلهم لعملت مثلهم حجا وعمرة فتجد ثواب أعمالهم في صحيفتك ولم تبرح بلدك يقول غير واحد من العلماء: (النية تجارة العلماء) أي يكسبون بعمل قليل أجوراً كثيرة ، وبتعدد النية بالعمل الواحد أفضل من إفراد النية، ولا يعرف ذلك إلا العلماء،،

 

?. صلاة الفجر في جماعة ثم الجلوس لذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلاة ركعتين:سواء صليت في المسجد أو في غير المسجد قال صلى الله عليه وسلم: "مَن صلى الفجر في جماعة ثُمَّ جلَس يذكُر الله - عزَّ وجل - حتى تطلُع الشمسُ، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجْرُ حَجَّة وعُمرة تامَّة، تامَّة، تامَّة"[4]

 

?. حضور مجلس العلم في المسجد ( خطبة الجمعة أو درس أو محاضرة أو موعظة:

 

في الصحيح عَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمَهُ , كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ , تَامًّا حَجَّتُهُ "[5]

 

?. أداء الصلاة المكتوبة في المسجد:

 

في الصحيح قال صلَّى الله عليه وسلَّم:" من مَشَى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة، فهي كحَجَّة، ومَن مشى إلى صلاة تطوُّع فهي كعُمرة نافلة"[6]

 

?. التسبيح والتحميد والتكبير دبر كل صلاة:

 

في الصحيح : جاء الفقراءُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا: ذهب أهلُ الدُّثورِ منَ الأموالِ بالدرجاتِ العُلا والنعيمِ المقيمِ: يُصلّون كما نُصلّي، ويصومونَ كما نصومُ، ولهم فضلٌ من أموالٍ يحجُّونَ بها ويعتمِرونَ، ويُجاهدونَ ويتصدَّقونَ. قال: " ألا أُحدِّثُكمْ بأمرٍ إن أخذتُمْ بهِ، أدركْتُم مَن سبقَكمْ، ولمْ يدرككُمْ أحدٌ بعدَكُم، وكنتُمْ خيرَ مَنْ أنتمْ بينَ ظهرانَيهِ، إلا مَن عملَ مثلَهُ؟ تُسبِّحونَ وتحمدونَ وتكبِرونَ، خلفَ كلِّ صلاةٍ، ثلاثًا وثلاثينَ"[7]..

 

?. - محبة الصالحين الحجاج والمعتمرين 

 

في الصحيح : عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((جاء رجل إلى النَّبي عليه السلام فقال: يا رسول اللَّه، كيف تقول في رجل أحبَّ قومًا، ولم يلحق بهم؟ فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحبَّ))  قال ابن بطال: (فدلَّ هذا أنَّ من أحبَّ عبدًا في الله، فإنَّ الله جامع بينه وبينه في جنته ومُدخِله مُدخَله، وإن قصر عن عمله، وهذا معنى قوله: (ولم يلحق بهم). يعني في العمل والمنزلة، وبيان هذا المعنى - والله أعلم - أنه لما كان المحبُّ للصالحين وإنما أحبهم من أجل طاعتهم لله، وكانت المحبَّة عملًا من أعمال القلوب واعتقادًا لها، أثاب الله معتقد ذلك ثواب الصالحين؛ إذ النية هي الأصل، والعمل تابع لها، والله يؤتي فضله من يشاء) وقال النووي: (فيه فضل حبِّ اللَّه ورسوله صلى اللَّه عليه وسلم والصَّالحين وأهل الخير الأحياء والأموات) قال العظيم آبادي: (يعني من أحبَّ قومًا بالإخلاص يكون من زمرتهم، وإن لم يعمل عملهم؛ لثبوت التَّقارب بين قلوبهم، وربَّما تؤدِّي تلك المحبَّة إلى موافقتهم، وفيه حثٌّ على محبَّة الصُّلحاء والأخيار، رجاء اللِّحاق بهم والخلاص من النَّار) ) .

 

?-أداء الواجبات الشرعية واجتناب المحرمات أفضل من التطوع بالحج وغيره :

 

قال ابن رجب: "أداء الواجبات كلها أفضل من التنفل بالحج والعمرة وغيرهما، فإنه ما تقرب العباد إلى الله تعالى بأحب إليه من أداء ما افترض عليهم" وقال: "كف الجوارح عن المحرمات أفضل من التطوع بالحج وغيره".

 

? -تجهيز الحجاج والمعتمرين :

 

بأي نوع وصورة من صور التجهيز والتحضير في الصحيح  قال عليه الصلاة والسلام :" من جهز غازيا أو جهز حاجا أو خلفه في أهله أو فطر صائما كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء " [8].

 

?- خلافة الحجاج والمعتمرين في أهلهم وذويهم بخير

 

للحديث الصحيح السابق" " من جهز غازيا أو جهز حاجا أو خلفه في أهله أو فطر صائما كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء " [9].

 

10-دعوة الناس إلى أداء فريضة الحج والعمرة وتذكيرهم بهما

 

فى الصحيح : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا»[10]

 

11-عُمرة في رمضان:

 

 في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : "عُمْرةٌ في رمضانَ تَعْدِلُ حَجَّةً، أو حَجَّةً مَعِي" [11]

 

12 -صلاة في قباء كأجر عمرة:

 

في الصحيح قال صلى الله عليه وسلم : " من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة "[12]

 

•تنبيه مهم: :هذه الأعمال تعدل الحج في الجزاء لا في الإجزاء فمن عملها لا تسقط عنه حجة الإسلام ولا عمرته : قال النووي عن فضل العمرة في رمضان: أي تقوم مقام الحج في الثواب لا أنها تعدلها في كل شيء.

 

 

[1] رواه البخاري ومسلم واللفظ له.

[2] صحيح الترغيب والترهيب (1/ 110)

[3] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (3/ 70)

[4] صَحِيح الْجَامِع: 6346، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3403

[5] صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 86

[6] حسنه الألباني .

[7] رواه البخاري

[8] (صحيح الترغيب)

[9] (صحيح الترغيب)

[10] صحيح مسلم (4/ 2060) 47 - كتاب الْعِلْمِ  6 - بَابُ مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً أَوْ سَيِّئَةً وَمَنْ دَعَا إِلَى هُدًى أَوْ ضَلَالَةٍ

[11] متفقٌ عليه.

[12] . (صحيح الترغيب)

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين