ثقافة النزهات

 

هل يسمح لي إخواني السوريين في كل مكان وعلى الأخص في المدينة المنورة أن أنتقل بهم عبر منشوري هذا من الأرض المحترقة بالبراميل المتفجرة والنابالم والفسفور إلى أرض رزقوا فيها الأمن والأمان في بلاد المهجر وخصوصاً في طيبة الطيبة ؟؟

------

(....إن لنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً ...)

------------

هذه الفقرة جزء من حديث شريف رواه البخاري.

نعم لا مانع شرعاًمن التفسح والتنزه، والابتعاد عن الشاشات ذات الأخبار المخيفة والمقلقة والانتقال بالأهل والأولاد إلى إراحة الأعصاب في أماكن الهدوء .

ولن أحجر على الإخوة السوريين في أي بلد كان القيام بإعطاء النفس والأهل والأولاد حظوظهم من الاستجمام والراحة .

ولن أطالبهم بأن يمضوا ساعات فراغهم بعقد جلسات يندبون فيها مصابهم ويلطمون فيهاخدودهم وينوحون فيها على شهدائهم فللطميات أهلها وللنواح والعويل عالمه ومعمموه وآياته !!! عافانا الله من ذلك 

أعود لفقرة الحديث الشريف:

( .. وإن لنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً..)

قم بهذا الحق تجاه نفسك وأهلك وأولادك نزهة واستجماماً، ولكن ضمن الضوابط الشرعية والأخلاقية .

هذا وقد لا حظت كما لاحظ غيري من الغيورين على الإخوة السوريين بالذات وفي حدائق المدينة المنورة على وجه الخصوص كوني أسكن المدينة المنورة، لاحظت عليهم تفلتاً وخروجاً على الشرع، والذي من مظاهره: تكشف النساء وتبرجهن والاختلاط بين الجنسين الخ...

ناهيك عن تشييش المعسل وغير ذلك ..

حتى صار أبناء هذا البلد الكريم يسمعوننا كلاماً قاسياً مفاده :هل هؤلاء السوريون الذين في المدينة المنورة من سورية المصابة من سورية المحترقة ؟ هل هم إخوة لمآات الآلاف من الذين صاروا أشلاءً تحت الأنقاض وفحماً من فعل النابالم وبخاراً بالقنابل الفسفورية والعنقودية ؟؟

إخوتي السوريين: للمسلم معايير وضوابط ، ولسكنى المدينة المنورة آداب ،فما بالكم خرجتم عليها خصوصاً في نزهاتكم وفسحكم وصار المنكر فيكم علانية وفي طيبة الطيبة؟؟!! 

وأعتقد أن ولاة الأمر وأهل الحسبة من حقهم أن يقوموا بواجب الأخذ على أيدي هؤلاء الذين لم يقوموا بحق الجوار الشريف في مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام وخرجوا على أعراف هذا البلد الطيب وتقاليد أهله .

وحتى لا أعمم فإني أقول: إن السوريين في المدينة المنورة كغيرهم من أبناء الجاليات فيهم الصالح والطالح، ولكن ألا يجب على الشريحة الطيبة منهم أن تقوم بواجب النصيحة، وأن تأخذ على أيدي السفهاء منهم بالحكمة والموعظة الحسنة قبل أن تطالهم يد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر .

إخوني: أنتم في نعمة تستحق الشكر العظيم لله رب العالمين فلا تكفروها.

قال تعالى: ( لئن شكرتم لأزيدنكم ....)

وقد جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: ( الدين النصيحة ...)

وقال تعالى: ( واتقوا فتنة لا تُصِيبَن الذين ظلموا منكم خاصة ...)

وقال تعالى :( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه 

اللهم وَيَا قريب فرجك القريب

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين