ثقافة الأفراح

 

مرة أخرى هل تسمح لي الأرامل والثكالى وكذلك الأيتام والمعوقون بنشر هذا المقال ؟أرجوهم أن يعذروني  على فتح جراحهم  !وتذكيرهم بمصائبهم!

 فالبراميل المتفجرة والأشلاء تسقط وفي كل سورية ومع هذا فلا بد من الزواج والفرح به وكذلك العقيقة وغيرها ولن أصدر  اليوم أمراً يحرم إقامة حفلات أفراح السوريين من وليمة أو عقيقة أو غير ذلك معاذ الله فأنا موافق على سروركم وفرحكم 

ولكن اسمحوا لي بهذه الملاحظات التي قد لا ترضي النساء أولاً ولا ترضي الإخوة المنشدين ثانياًوالتي أعتقد أن معركتي فيها خاسرة قطعاًخصوصاً كونها مع النساء !!! ( فهم ولاة أمر الأفراح ) اليوم وبدون منازع !!وطاعتهن هي الواجبة دون سواها !!ولو كانت ديناً !!وأما الرجال فيجب أن يدفعوا الفاتورة فقط وبدون أقل اعتراض  !!!حتى على مخا لفة شرعنا وديننا وقيمنا وثوابتنا 

ملاحظاتي 

?- يعلم الجميع أنني أشارك الإخوة أفراحهم بأعراس وعقائق أنجالهم وبناتهم وأفرح لفرحهم وأعتبر هذا واجباً عليّ حتى ولو كنا في محنة لم تعرف الدنيا مثيلاً لها 

?- ولكني معترض على الضجيج الذي يصم الآذان أثناء الأهازيج والأناشيد  والرقص الرجالي المحرم (أحياناً )وأنا أقترح استفتاء على الموافقة وعدمها من هذا الضجيج وأرضى بهذا الاستفتاء وأراهن عليه 

 فجرب أن تضع فمك في أذن صاحبك وكلمه بصوتك المرتفع جداً هل يمكن أن يفهم عليك ما قلته له  مع هذه الأصوات والتي يضاعفها تلك الأجهزة التي تصم الآذان فعلاً وخلال ساعتين تقريباً

أين الهدوء ؟ أين راحة الأعصاب ؟  أين لطافة الأجواء ؟ أين ....؟ حتى صار الكثيرون لا يحضرون إلا عند تقديم الطعام 

قولوا لي بربكم ألا نحتاج إلى (ثورة ) لكنها حوارية هادئة لتصحيح هذا الخطأ الشنيع جداً

?- وأنتم أيها الضيوف مجبرون  ومكرهون  من قبل من دعوكم أن تقبلوا بهذا النوع من الأصوات التي تثقب طبلة الأذن وإلا فلا تحضروا وادعوا لهم عن بعد وبارك الله فيكم !!!

?-  وأما البذخ والإسراف بل والتبذير وخصوصاً عند النساء والذي لا يقبله شرع ولا عقل  حتى ولو كان (دَيْناً) ومغرماًفحدث ولا حرج  واسأل  أكياس القمامة وصناديقها ماذا يرمى فيها ؟ من النعم والتي يحتاجها ملايين السوريين 

?- وأما دخول العريس على عروسه عبر عشرات النساء وبأبهى زينتهن وفيهن الكثير من الأجنبيات ينظرن  إليه وينظر إليهن ويسمع غناءهن فهذا مما لا يصح أن يعترض عليه دين أو شرع فضلاً عن عالم أو شيخ  !!!

?-وأما أعداد المدعوين فقدأصبح من أركان العرس أن يكون المدعوون والمدعوات والسيارات أمام القصر بالمئات وإلا فلا يصح هذا الزواج  في شرعهم وشرعهن 

 قولوا لي بربكم 

من أين جاءنا هذا المرض ؟ 

?- وسأذكر لكم حديثين شريفين ((صحيحين ))حول الزواج في عهد النبي صلى الله عليه وسلم 

1-حصل زواج أحد العشرة المبشرين بالجنة في المدينة المنورة وهو الصحابي الجليل  والغني عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه والنبي  صلى الله عليه وسلم لم يعلم بزواجه إلا عندما رأى عبد الرحمن   بعد عرسه وعليه أثر عرس -طيباً وثياباً -علماً أنه نبي والمدينة مثل الصحن ولم يقل له لماذا لم تدعني فجربوا اليوم أن تقوموا بعرس ولا تدعونني !!! أو تنسوا دعوة واحد من المئات  الذين تعرفونهم أو تعرفونهن لتروا كيف ستقوم القيامة  عليكم قبل وقتها 

فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ، فَقَالَ: «مَهْيَمْ، أَوْ مَهْ» قَالَ: قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ»هل لاحظتم معي أنه عرس غني ولا  دعوة ولا وليمة ولا إغلاق الطرقات ولا ولا.... وهو ذلك الرجل الغني جداً والرسول لم يعلم به  !!! سبحان الله

2-ومثال آخر عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: هَلَكَ أَبِي وترك سبْعَ أَوْ تِسْعَ بَنَاتٍ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا» قُلْتُ: ثَيِّبًا، قَالَ: «هَلَّا جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ، أَوْ تُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ» قُلْتُ: هَلَكَ أَبِي فَتَرَكَ سَبْعَ أَوْ تِسْعَ بَنَاتٍ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ، قَالَ: «فَبَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ» 

الشاهد في هذين المثالين أن عرس الغني ابن عوف وعرس الفقير جابر مرًّا مرور الكرام بحيث إن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لم يعلم بهما ولم يُدعَ لهما وما علم إلا بعد ( حفلة الخِطبة) !!التي لم تحصل طبعاً (وحفلة العقد )التي لم توجد أصلاً  !! والحفلة الأم (العرس ) التي ما سمع بها النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم 

ودعواتكم لي بأن يحفظني الله في هذه المعركة والتي قلت سلفاً إنها خاسرة كونها مع النساء أولاً  فاللهم لطفك !!

لكن 

( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شُهيد )

أعتذر جداً جداً من طول هذا المنشور ولكنها الضرورة فسامحوني وأنا مسامح سلفاً كل من يقع فيَّ بسبب هذا المنشور!!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين