تغير الحال فتبدل المقال

عندما تفقد المبادرة، فإن دورك يتحول لمتلقي، وعندما لا تصدر تتحول إلى مستورد، وهذا ينطبق على كل أنواع البضائع الاقتصادية، ويتعداها للأفكار السياسية والاجتماعية وحتى الفلسفة الفكرية ومن هنا نلاحظ كيف بدأ البعض العمل بمكر، والتخطيط بعمق، لقلب المعادلة رأسًا على عقب، من خلال مؤسسات ومراكز دراسات دولية تعمل بيننا بأسماء براقة، مغدقاً ملايين الدولارات على وجوه لامعة من أبناء الأمة بنوايا خفية، فقاموا بشراء الذمم، ونشر السموم في كل اتجاه و دسه في كل دسم، تارة باسم الحداثة، وأخرى باسم التحرر أو باسم تجديد الخطاب، طاعنين في تاريخنا، ومستهدفين لمستقبلنا، مرورًا بحاضرنا، لضمان استمرار التبعية والولاء للأسياد الممولين، لمنع الجيل من الحصول على الاستقلال الحقيقي بكل مقوماته وأسسه وبنيانه، والسؤال: لماذا كل هذا؟ ولماذا يخافون من قيام دولة الإسلام؟

والجواب: لأن دولة الإسلام تدافع عن موارد وأرض وعرض وتاريخ وحاضر المسلمين وكرامتهم والإنسانية جمعاء.

نعم إنهم يرتعدون من عودة المسلمين لعدل عمر، ودهاء المنصور، وغيرة المعتصم، وعزيمة الفاتح لمنطق ابن خلدون، وذكاء الخوارزمي، وإختراعات الجزري، وعبقرية سنان يخشون من عودة عصر العزة والمجد والرفعة والتمكين من جديد يوم كان للمسلمين خليفة واحد، وراية واحدة، وأرض واحدة، وعقيدة كالجبال الراسخة حين كانوا في حالة من الإكتفاء الذاتي بسبب اتساع الدولة وتنوع مواردها واستقلالية قرارها وحرية فكرها، يوم كانوا من كورد وعرب وفرس وتتر، وترك، وبربر من أفارقة وقوقاز وهنود ومن جميع الأعراق كانوا أمة واحدة ينصر بعضها بعضاً كالبنيان المرصوص.

أما اليوم فحالنا يذكرنا بقول المستشرق الأمريكي توماس بين Thomas Paine في كتابه "عصر العقل":« الآن تغير الحال وصار المسلمون في قبضة أيدينا، ولكن ما حدث مرة يمكن أن يحدث مرة أخرى ». وكان عليه أن يعلم أن الأمة بصحوتها المباركة اليوم تسير نحو القمة، ولن يستطيع أحد إيقاف مسيرتها.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين