تعقيب على رد الكاتب أحمد الرمح على خطاب شيخ قراء الشام

التعقيب على رد الكاتب "أحمد الرمح" من مركز حرمون على خطاب شيخ مشايخ قرّاء الشام الشيخ محمد كريّم راجح حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب الردّ كاتبٌ اتخذ من موقع مركز حرمون للدراسات على الإنترنت منصّة ينشر فيها آراءه (باسم الدين والإسلام) التي يعوزها النضج والعمق، وينصّب نفسه وصيّاً على الفهم دون تخصّص. وبحكم مطالعتي المستمرة لما يُكتب في الشأن السوريّ كنت أطّلع على ما يكتبه وأمضي رغبة بالتركيز على ما هو أهمّ إذ كانت مضامين ما يكتب ضعيفة لا ترقى للمناقشة والنظر المنطقيّ والبحثيّ.

وإذ بي أفاجأ بكتابته ردّاً على علّامة الشام وشيخ مشايخ قرّائها الفقيه الشافعيّ اللغويّ الذي أمضى قرنا في خدمة العلم وتشهد له ولأساتذته ساحات سوريا علما وسياسة وحكمة ومواقفا كان لها عظيم الأثر في الحفاظ على الطابع السنيّ الأصيل في فترة حكم دجاجلة الطائفيين والمنافقين من حولهم. فكان ردّ المذكور عبارة عن جرابٍ خاوٍ إلا من فتاتِ شبهاتٍ وادعاءاتٍ وأقاويلَ لا علاقة لها بمضامين ما نشرته الصفحة الرسمية لشيخنا ـ حفظه الله ـ تتناول قضيّةً مختلفةً تماماً عن مضمون الردّ الذي أفرغ فيه الكاتب جميع ما في جعبته. بل لو تأمّل هذا المسكين لعرف أنّ الشيخ حفظه الله ينصح أمثاله ممن يكتبون لنصرة الإسلام أن يتّخذ أسلوبا مختلفا عن أسلوب نقض عرى الإسلام وتشويه تعالميه وثوابته بتأويلات بعيدة وتحريفات مصدرها الأهواء والأذواق بحجّة الدفاع عن الإسلام دون تخصّص أو علم! أن ينتهجوا أسلوب الهجوم على تلك الدعاوى والأفكار المضلّلة التي يعوزها المنطق والعلم والأمانة.

فماذا في بيان شيخنا محمد كريّم راجح حفظه الله؟ ببساطة الأمر متعلّق بالمواجهات الفكرية التي تقوم بها حشود من أنصاف المثقّفين انتشرت في كلّ مكان (عناوينها محاربة الإرهاب والغلوّ) وحقيقتها محاربة الإسلام وثوابته. فبدأت تنتشر:

ـ مزاعم أن الإسلام لا علاقة له بالسياسة

ـ مزاعم أن الإسلام في المسجد فقط

ـ إنكار السنّة وفتات التنويريين (وأنّى لهم قبس من نور!)

ـ ترداد شبه الملاحدة واللادينيين

ـ أغاليط غلاة الليبراليين والعلمانيين

ـ ألاعيب أنصاف السياسيين بالمصطلحات والعلوم السياسية والخداع والتضليل العلميّ

فكان توجيه الشيخ حفظه الله، بأن أسلوب الدفاع أمام إلقاء هذه الشبهات المتهافتة ليس ذا قيمة مع أمثال هؤلاء. وأن الحل هو أسلوب الهجوم (من خلال الجهود العلميّة والفكريّة والثقافية) وشدّد على أن إسقاط مذهب من يتستّر بالإرهاب وداعش للنيل من الإسلام بالهجوم العلميّ الفكريّ الرصين كفيل بإنهاء هذا التلفيق والخداع والتضليل المنتشر. وأن السكوت الذي التزم به الكثير لم يعد ينفع فقد تجرّأ أولئك على التضليل والتلفيق بسفاهة يتصدّرون الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي ومراكز البحوث ليشوّهوا الإسلام وينالوا من مقدسات الإسلام (تحت ستار محاربة الإرهاب تارة ومحاربة التراث الخاطئ تارة أخرى) بطريقة رخيصة لا تلتزم بآداب البحث والعلم، وهدفهم أن يُبعدوا المسلمين كمكوّن أصيل وبحر اجتماعي حيّ هادرٍ عن المطالبة بالحكم! أتذكّر هنا ما قاله الدكتور فيصل القاسم عندما انتقد أحد العلمانيين الحركات الإسلامية بأنها تسعى إلى الحكم! فعلّق د. فيصل بالقول: وهل العلمانيون يسعون بين الصفا والمروة! أنتم أيضا تسعون للحكم. وما جرّأ أولئك على سوء الأدب والعلم إلا أنهم أمِنوا العقوبة إذ لا قانون يردعهم ولا حاكم.

ثم وجّه الشيخ حفظه الله وأطال لنا في عمره الجميع علماءَ ونخباً وطلاب علم ومفكرين إلى:

1. عدم السكوت بعد اليوم وعدم اتخاذ أساليب الدفاع الفكريّة إذ لم تعد كافية

2. توحيد كلمة العلماء للمواجهة الجماعيّة

3. التحّرك أفرادا كلٌّ من موقعه للردّ عليهم وعلى من يحميهم

4. إنشاء منصات التواصل الاجتماعي والانترنت والمواقع لنشر الردود

5. تجنّب الكلام البذيء والمنهي عنه شرعاً

6. ابتغاء وجه الله والنصرة لدينه.

7. انتهاج أسلوب الهجوم لا الدفاع (الفكريّ والعلميّ والشرعيّ)

أما ما سوّد به الكاتب المحترم (أحمد الرمح) ردّه من كلامٍ لا خطام له ولا مستند وإفراغ كلّ ما في جعبته من أفكار لم ينفك يردّد ويكرّر مضامينها في غالب مقالاته التي يتحدث بها باسم الإسلام فلا تستحق الردّ عليها. فالمقصد من المقالة التي كتبتها قد تمّ من خلال بيان تسرّع وسطحية الكاتب في تناوله لكلام الشيخ محمد كريّم راجح وعدم فهمه له رغم وضوحه! والحمد لله رب العالمين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين