تعريف موجز بكتاب: البوطي والثورة السورية

التعريف:

اندلعت المظاهرات في سورية 2011 متأثرة بالربيع العربي، وبعد عدة أشهر من القمع و التنكيل تحولت إلى ثورة عارمة تطالب بإسقاط النظام. كشفت الثورة السورية انقساماً واسعاً بين علماء ومشايخ سورية حول شرعية المظاهرات و الخروج المسلح. يسعى هذا البحث إلى دراسة وتحليل موقف الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي (1929- 2013) من الأحداث في سورية. رأى البوطي حرمة المظاهرات مآلاً لا ابتداءً. و أن الثورةَ غير شرعية وقد استغلت لأهداف سياسية. طبعاً، أثار موقف البوطي هذا جدلاً واسعاً في العالمين العربي و الإسلامي.

كثير من العلماء في سورية وغيرها فسروا موقف البوطي على أنه تأييد للنظام، واستشهدوا بما سبق منه في الثمانينيات في معارضته خروج جماعة الإخوان المسلمين على حافظ الأسد. لكن آخرين يرون أن موقف البوطي نابع من اجتهاد شخصي وقناعة داخلية، ولا يعني ذلك بالضرورة تأييداً للنظام.

ومن أجل فهم عميق ودقيق لموقف البوطي، تبنى البحثُ التحليلَ النصي والسياقي. فقد عرض حجج البوطي وأدلته بالتفصيل حول الاحداث في سورية، بإزاء موقف المعارضين له والمؤيدين وإجراء مقابلات معمقة، ثم درس قضيةَ طاعة الحاكم (أحاديث الطاعة، الخروج، الفتنة) ووضعها في سياقها شرعياً وتاريخياً في الفكر السياسي الإسلامي ضمن حقوق وواجبات الحاكم/ المحكوم. قام البحث أيضاً بدراسة تقييمية لخطاب البوطي المتشنج من بعض الحركات والأحزاب الإسلامية. وتبين أن نقد البوطي هذا يتكئ على سبع قضايا وممارسات خاطئة تلبست بها جماعات إسلامية متشددة.

يخلص البحث في النهاية إلى أن البوطي تبنى موقفه ضد المظاهرات والخروج المسلح لظروف وأسباب وصل إليها باجتهاد شخصي،وقد نبه الباحث على وجود أخطاء فكرية ونقاط ضعف اشتمل عليها خطابه.

تحميل الملف