سبائك الذهب في فضائل العرب

التعريف بالكتاب:

إن الأمم في حالة تخلفها بحاجة إلى أن نذكرها بمجدها الغابر، وإرثها العظيم، حتى نحفزها على الوثبة والانطلاق، فكيف إذا كانت هذه الأمة هي أمة العرب التي بزغت فيها شمس الإسلام، وحج كعبتها الأنام، وجعلها الله رائدة الدعوة إليه، وسلمها في ذلك الزمام، فكل الناس تبع لها في فهم دينهم وإدراك كنه وجودهم وإنسانيتهم لذا فقد صاروا أساتذة الناس وقادة العالم ومصلحيه ومربيه، لأنهم بحق هم صفوة هذا الوجود، ومصابيح هذه السماء، وملح هذه الدنيا، فلا صلاح لهذا العالم إلا بهم، ولا صلاح لهم إلا بهذا الدين الذي هو هبة الرحمن لبني الإنسان.

لقد قام العرب الأوائل بواجبهم نحو هذا الدين، ونحو الأرض والحضارة والإنسان، ونشروا حضارتهم من الأندلس إلى الفلبين، وكان لهم الأثر الأكبر في حضارتنا المعاصرة.

ولكن لما طال عليهم الأمد بدَّلوا وغيروا ... فضاعوا وأضاعوا، وتخلَّفوا وتقهقروا .. ومضى بقيادة ركب الحضارة أقوام غيرهم، بينما هم في وضع لا يحسدون عليه من التخلف والفرقة والانحطاط الحضاري والنفسي.... فقام أعداؤهم يزدرونهم، ويجردونهم من كل القيم الفاضلة، والله يشهد إنهم لكاذبون في افترائهم على العرب، وتجريدهم من كل فضيلة وهو افتراء يقصد من ورائه ذم الإسلام، لأن العرب هم مادة الإسلام وعنصره وجوهره في كل زمان ومكان.

فأحببنا أن نذود عن العرب بعبارة موجزة، مذكرين بفضائلهم التي هي عدد النجوم، لأنَّ الذودَ عنهم هو ذود عن هذا الدين، ونحن إذ نذود عنهم لا نألو أن ندعوهم إلى تجديد العهد، وبذل الجهد لكي يعودوا سادة الدنيا وغرر البشر، وما ذلك إلا بالجد والاجتهاد والعمل، والجمع بين الأصالة والمعاصرة، والانخراط في العولمة بتحفظ مع حفظ الهوية القومية، ومشاركة الإنسانية بآلامها وآمالها، من أجل مستقبل مَجيد، وعيش رغيد. فالعربي الحر لا يعرف التزلف والنفاق والخنوع والاستسلام لأعدائه.

 

تحميل الملف