تعريف بكتاب النبي في رمضان
المؤلف: د. عبد الحكيم الأنيس
كبير باحثين في دائرة الشؤون
الإسلامية والعمل الخيري بدبي
عرض:
هذه رسالة مهمة، تقع في (88) صفحة من القطع الصغير، فيها ومضات وقبسات وأخبار من حياة النبي ? وهديه في شهر رمضان المبارك ، تتبعها المؤلف ـ على قدر ما تيسر له الآن ـ في كتب السيرة والسنة ، ورتبها على حسب تسلسلها من رمضان الأول في السنة الثانية من الهجرة إلى رمضان التاسع في السنة العاشرة ، وقد صام النبي ? تسعة رمضانات ، وقد اجتهد المؤلف في الوصول إلى في معرفة تأريخ ما لم يؤرخ ، وأبدى بعض الآراء في ذلك ، ومثلُ هذه الطريقة ـ حين يُربط الحدث بزمانه ومكانه ـ تزيد الرواية وضوحاً ، وتساعد على فهم أدق وأفضل ، وتثير كذلك بعض التساؤلات ، كما سيرى القارئ الكريم في ثنايا هذه الرسالة
هذا، وقد رجا المؤلف ممن يقرأها أن يشارك في استكمال الأحداث والأخبار فثم رمضانات - كما قال - لا نعرف فيها عن حياة النبي ? شيئاً ، ولعل التوسع في مراجعة المصادر يدلنا على أحداث أخرى ، تغطي هذه المساحة الفارغة .
أراد المؤلف من هذا العمل أن يسهم في إرواء ظمأ نفوس تتطلع إلى معرفة كليات حياة النبي ? وجزئياتها ، وترجو أن تعيش لحظات مباركة سامية معه ? في سيرته العطرة المباركة ، ومن ذلك أن تعرف كيف صام وأفطر ، وقام وصلى ، واعتكف وتعبد ، وسافر وأقام ، واستقبل الوفود وبلّغ الدين ، ونشر الإسلام وربَّى المسلمين ، وكيف كانت حياته الشريفة التي ملأت الدنيا نوراً وسروراً ، وبهجة وحبوراً ، وأشاعت في أجوائها عطراً يفتح منافذ القلوب ، وأريجاً يغسل صدأ النفوس .
ولا شك أن العودة إلى السيرة النبوية ، والكينونة مع النبي ? من خلالها هي من أحسن الوسائل التي تزيد المسلم عزماً وحزماً ، وبصارة وبشارة ، وترتقي به في منازل سيره اهتداء واقتداء ، ولا سيما اليوم ونحن نشهد أهوالاً وأوجالاً ، وظلمات تريد الإطباق على القلوب والأرواح والنفوس .
وهذه الرسالة نواة لعمل كبير رجا المؤلف أن يوفق هو ـ أو يوفق أحد الباحثين الجادين المثابرين ـ للقيام به ، وقد جاءت مختصرة موجزة ، وتحت كل فقرة كلام يطول ، وأخبار ونصوص وتعليق ودروس وعبر .
وإذا كانت هذه خطوة على الطريق فالمرجو أن تتبعها خطوات أخرى تكملها وتفصلها .
ومن المفيد القول: أن المؤلف بعد أن انتهى من عرض الأحداث والأخبار في الرمضانات التسعة انتقل إلى الكلام على بعض أحوال النبي ? العامة في رمضان، وما يتعلق برمضان، ومن ذلك قوله: " وكان من هديه ? أنه يهيئ أصحابه لشهر رمضان"، وذكر هنا حديث عبادة بن الصامت، أن رسول الله ? قال يوماً لأصحابه وحضر رمضان: ” أتاكم رمضان شهر بركة ، يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ، ويحط الخطايا ، ويستجيب فيه الدعاء ، ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ، ويباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإنّ الشقي من حرم فيه رحمة الله U “.
ثم ختم المؤلف رسالته بخاتمة قال فيها:
"وهكذا رأينا ـ في هذه العجالة ـ أن رمضانات النبي ? كانت عامرة بالعبادة المضاعفة : صياماً وقياماً واعتكافاً ، وبتلاوة القرآن ، والجهاد في سبيل الله ، والدعوة إلى الله ، ونشر أحكام الدين .
ويلاحظ أن سفره عليه الصلاة والسلام فيه قليل ، وكأنَّ هذا يدل على انصرافه إلى الصيام والقيام ، مع أن سفره كان جهاداً في سبيل الله" .
وأعقب هذا بكلمات تستنهض الهمم وتثير العزائم، وبلغت مصادره ومراجعه (48) كتاباً.
ومما لا شك فيه أن هذه الرسالة ستقدم زاداً مهماً جداً للخطباء والوعاظ والمدرسين، وما عليهم إلا أن ينطلقوا منها، ويفيضوا في الشرح وبيان الدروس والعبر.
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول