يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
فأمة الإسلام اليوم، وأمة العرب والإسلام خاصة لم تعد دولة واحدة تتداعى لأي قطر فيها. فتصد عنه العدو، وتعالج معاناته وهمومه. إنما نحن بكل أسف موزعون إلى ثلاثة وعشرين دولة عربية، وست وخمسين دولة إسلامية إضافة إلى الأقليات الإسلامية المتوزعة على أرجاء المعمورة. والتي تبلغ بمجموعها ملياراً وثلث المليار من البشر يحملون عقيدة الإسلام.
لكي نتعرف على هؤلاء جميعاً لابد لنا من استعراض حاضر العالم الإسلامي بدوله وشعوبه، وتقديم ثقافة معاصرة للمسلم عنه.
ومن أهم ما نتعرف عليهم فيه هو مساهمة أبناء هذا الدين في عملية الإصلاح والتوحيد من خلال مفكريه وكتابه ومثقفيه.
سوف نستقبل في هذا الركن كل ما يتصل بحاضر العالم الإسلامي، وكل ما يتصل بالكتب والمجالات والصحف التي ينشر عنه في المحطات الفضائية وعالم الانترنت، تحليلاً ووصفاً، وكذلك ما ينتشر عنه من دراسات غربية.
إن فهمنا لواقعنا هو الذي يعيننا على إصلاح هذا الواقع. ولا يجوز للمسلم في هذا العصر أن يكون تلميذاً للفضائيات فقط. يسمع منها ما تسمح به وكالات الأنباء العالمية، التي تسيطر عليها الصهيونية العالمية، لابد أن يكون لنا ذاتيتنا الخاصة، وتخطيطنا الخاص في فهم واقعنا والتعرف عليه. فانطلاق المسلم من العالم الإسلامي بصفته جزء من أمة الأوسط الكبيرة مثلاً. أو جزء من الأمة العربية أو جزء من آسيا، أو جزء من العالم الذي تقوده العولمة.
وإذا كان القرن العشرون هو آخر القرون التي عاصرها الإسلام والمسلمون قبل اشراقة القرن الحادي والعشرين. فإن الأمر في استشراق هذا القرن الأخير لمعرفة موقع القدم فيه ومتطلباته يقتضي من المسلمين باحثين وعلماء أن يدعوا النظر ويدققوه في حصيلة ما أسهموا فيه في الفكر الإنساني، وحمل بصمات كتاب وحي الله الذي جعلهم خير أمة أخرجت للناس، وزناً يطلعهم على ما قدموه كيف ولماذا وعلى ما عجزوا عن تقديم كيف ولما. وذلك فيه تبصرة بمواقع الايناع والتوفيق، فضلاً عما فيه تبصره بمواطن الخلل والتقصير"
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول