تعالوا نؤمن ساعة (2)

تعالوا نؤمن ساعة كي نتذاكر ما يقربنا من الله عز وجل ويرفع قدرنا عنده حتى يختم لنا بالعمل الصالح.

تعالوا نؤمن ساعة كي نراقب قلوبنا ونوايانا وأقوالنا وأفعالنا ونعيد النظر فيها، لتكون أصفى من الماء الزلال، وأنقى من بياض الثلج على المرج فتظفر بالحسنى.

لا يمكن أن يتحقق ذلك إلا عندما يرزق الله العبد الصحبة الصالحة الطيبة في هذه الحياة، فهم القوم لا يشقى جليسهم، يذكرونه إذا نسي، وينصحونه إذا غفل، ويدعون له في سجودهم وقيامهم وهو نائم.

نعم هذه فائدة الصحبة الصالحة، تنفع العبد في الدنيا والآخرة، يناله طيبها وريحها الممزوج بالمسك والعنبر في هذه الدنيا، وفي الآخرة تقسم على ربها: وعزتك وجلالك لا أدخل الجنة إلا مع أخي.

أي قيمة لهذه الصحبة الصالحة !!!

إنها والله أغلى وأعز من كنوز الدنيا بأسرها، ومن حرم منها فقد حرم الخير كله.

حرم الصفاء والنقاء القلبي، حرم الأنس والسكينة الروحية، حرم القرب والوصال !!!

كم الفرق شاسع بين أن يعاشر الإنسان ويجلس مع من يذكره بالله حاله، ويدله على طريق الوصول مقاله !!!

وبين أن يجلس مع من سيطر على قلوبهم حب الدنيا ومتاعها فصارت طعامهم وشرابهم وحركاتهم وسكناتهم وسلوكهم، فزادتهم قسوة في قلوبهم وبعدا من بارئهم،

وسيطرت على أحاديثهم كبائر الذنوب كالغيبة والنميمة والانتقاد والتنظير لعباد الله، واعترضوا على قدر الله في عباده !!!

مجالسة هذا الصنف من الناس يسبب غضب الله عز وجل، ويؤدي إلى سواد القلب وحزنه، ويسبب الكآبة وضيق النفس وعدم الرضى.

لنبحث عن الصاحب التقي النقي الصالح ونجلس معه لنؤمن ساعة، ونتمسك به في هذا الزمن الصعب الذي يهدد كل كياناتنا، فهو الملاذ الآمن في أيام الفتن، وهو هدية الله لعباده الذين يبحثون عن الهداية والسلامة.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين