ترى كيف يتخاطب الإسلاميون بعضهم مع بعض - تقويم للخطاب الإسلامي الإسلامي...
بعد يوم مليء بالزيارات المتعددة لشتى التجمعات الإسلامية قررت أن أكتب هذه الخاطرة هدفها توصيف المشكلة ومحاولة حلها أو الوصول إلى نقطة (قد تكون نقطة التقاء).
 
ترى كيف يتخاطب الإسلاميون بعضهم مع بعض ؟
 
إنه خطاب الواثق بأنه على صواب وأن غيره فيه من النقص ما الله به عليم. خطاب كثيراً ما يحمل طابع النظرة الفوقية إلى غيره مغطاة ببعض مسوح حسن الظن وعدم التحدث في الآخرين محاولة منه لإقناع نفسه أنه على صواب.
 
ثم إنه إن قرر يوماً أن يحاور الآخر تجده لا يستطيع أن يجعله يكمل فكرته إلا وانبرى إليه كالأسد الغضنفر يخبره بحقيقية أنه على خطر عظيم يحتاج إلى اغتسال و توبة صادقة.
 
والطامة الكبرى والمأساة العظمى أن هذا لم يسر فقط على الكبار أو أصحاب العلم والدراية- إن صح التعبير- بل انتشر ليشمل صغار السن والذين ليس هم أهل لهذا النوع من الأحاديث.
 
أعتقد الفكرة قد وصلت لقارئيها لكن ما الحل ؟؟؟؟
 
أعرض هنا وفي هذه العجالة بعضاً من الحلول و أتمنى من الجميع المشاركة بالإضافة والتعليق على ما كتب.
 
1-   أن تعتقد أن الحوار مع الإسلاميين اليوم في أفكارهم التي نعلم علم اليقين أنها من أساس التوجهات التي ينتمون إليها ومحاولة إقناعهم في تغييرها أصبح ضرباً من ضروب الخيال وأكاد أقسم على ذلك. لهذا لابد من الحوار في المستجدات فقط والأمور التي أساستها الفكرية مشتركة فمثلاً الاتفاق اليوم على أن القوات الأمريكية في العراق هي قوات احتلال وما أتت إلا لشفط خيرات البلاد وإذلال العباد هي فكرة متفق عليها لنترك كل جماعة تمارسها كيف شاءت ومتى شاءت ولنترك اتهام الناس في نواياهم وما يصبون إليه فهذا علمه عند الله وخصوصاً أن الزوايا والتكايا قد نخرت في أجسادنا وشاشات التلفاز والحاسب قد أكلت أعيننا والآخرون في ميادين العمل وساحات المحن لهم ظروفهم ولهم أعذارهم.  
 
2-   أن تقوم الجماعات الإسلامية اليوم بتدريب كامل لكل كوادرها وأتباعها على ضرورة تقبل الآخر  (وإن   كان على غير ما يعتقد) وأخذه باللين فهو أخوك في الدين شئت أم أبيت.
كذلك التدريب على الأدب في الخطاب والمحاورة وعدم استخدام الكلمات والعبارات الاستفزازية( وهذا يشمل أصحاب الملل الأخرى) التي لا تجعل القارئ أو المستمع إلا أن يضرب بما تقول عرض الحائط ويجعل نصيب ما كتبت سلة المهملات أو ورقة للف السندويتشات.
 
3-   لابد أن تقوم الجماعات اليوم بإعادة النظر في أفكارها وتراثها ومحاولة فصل ما هو من الدين ليكون هو مناط دعوتها وما هو التقليد لتترك الناس وما يختارون فيه وهنا نداء لأهل الحل والعقد في هذه الجماعات.
 
4-   تذكير الإسلاميين بعضهم لبعض بأنهم دعاة إلى الله تعالى وأن غايتهم الأولى والأخيرة رضا الله سبحانه وتعالى وليس رضا أهوائهم وما تتوق إليه أنفسهم.
 
5-      ثم هو نداء لعامة المسلمين بأن نترك الكلام والقيل والقال وأن نهدف إلى العمل فهو المقصد الأسمى التي لا خسارة في أن تفنى الأعمار فيه.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين