ترك فتاة بعد خطبتها

نص الاستشارة :

انا شاب كلّمت فتاة مدة ثلاث سنوات ووعدتها بالزواج، ثمّ أصرّت أمّي ان تزوّجني لأني أصبحت كبيرا، فخطبت فتاة أخرى غير التي كنت أكلّمها إرضاء لأمّي، فإذا عدت للفتاة التي كنت أكلّمها وتركت الفتاة التي خطبتها هل أكون قد ظلمتها علمًا أن الخطبة كانت من عشرين يوم فقط. وماذا يحقّ لها أن تأخذ في حال تركتها؟.

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

الكلام مع فتاة مدّة طويلة كالتي ذكرتها ومواعدتها بالزواج لا يجوز في شرع الله تعالى، فهذا الكلام لا يكون إلا في الخلوات وبما لا يطلع عليه الناس، وفي وعدك لها بالزواج تسهيل لما يمكن أن يزيّنه الشيطان لكما باعتبارها ستكون زوجة في المستقبل، وأن مما يؤكّد صدق نيّتك في الزواج أن تفعل كذا وكذا، وهذا كله من حبائل الشيطان ووساوسه.

والواجب أن يتجنب المرء الحديث مع من لا يحل له من النساء إلا بالمعروف وبما لا يغريها به إلى ما ليس مباحا، ولا يجوز له أن يختلي بهنّ جسديا ولا لفظيا؛ فلا يتحدثان بحيث لا يسمعهما أحد.

وخطبتك لفتاة أخرى برًّا بأمّك فعل حسن تؤجر عليه إن شاء الله تعالى إن تزوجتها ولم تخادعها، فللفتاة قلبٌ لا يجوز كسره والإساءة إليه، والواجب أن تستمرّ بخطبتك وأن تتزوّجها، فإنّ الخطبة شرعت للزواج لا للفسخ! ومن فسخ خطبته بلا سبب مشروع كان آثمًا، والسبب الذي تذكره ليس مشروعا.

وإن كانت الخطبة بمعنى العقد فاشتملت على (الإيجاب والقبول والشهود والمهر والوليّ) فهي زوجة لك، وإذا أردت مفارقتها فالواجب أن تطلّقها، ولها نصف مهرها المسمّى في العقد في هذه الحالة، وكذلك تستحقّ كلّ ما أعطيته لها من الهدايا، فهو حق خالصٌ لها.

وأمّا إذا كانت خطبة فقط بلا عقد فإذا فسخت خطبتها فإنّ ما أهديته لها فهو حقها، ولا يجب لها شيء من المهر.

والله أعلم. 

 


التعليقات