تحول العبادات إلى عادات وأثره في حياة المسلمين

 

الفرق كبير شاسع بين أن يعتاد المرء العبادة فتصبح جزءاً من حياته وسلوكه، وبين أن تغلب عليها العادة فتفقدها صفة العبادة...وقد غلبت العادات على كثير من الأعمال الشرعية في المجتمعات الإسلامية اليوم فأخرجتها عن وصفِ العبادة حتى زهد الشباب فيها وتحولوا عنها بعد أن كانت عباداتٍ خالصةٍ تؤدي وظيفتها في حياة الناس.

 

ويرى المتتبع لهذه الظاهرة في حياة الناس: أن هذا التحول الخطير الذي عمَّ الكبار والصغار، والرجال والنساء، والأفراد والجماعات، قد شمل أيضاً العبادات على مختلف أشكالها، وتفاوتِ درجاتها، فلم يقتصر على بعض الفضائل والمندوبات، ولا على بعض المظاهر والشعائر، بل تعداها إلى كثيرٍ من الواجبات الأساسية، والأركان الإسلامية.

 

والذي يعجب له المرء كل العجب أن تتحول أركان الإسلام الخمسة عند كثيرٍ من المسلمين اليوم من عبادات وأركان إلى عاداتٍ ومظاهر.

مفهوم العبادة في الإسلام:

مفهوم العبادة في الإسلام واسع شامل، ذكرها الله سبحانه وتعالى في معرض بيان وظيفة الإنسان في هذه الحياة فقال سبحانه: [وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ] {الذاريات:56}.

ولهذا كانت حياة المسلم كلها عبادة خالصة له سبحانه في جميع جوانبها الخاصة والعامة، و الاعتقادية و العملية.. فالمسلم عبدٌ لله في كل تحركٍ وسكون:[قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ] {الأنعام:162}.

فالعبادةُ اسمٌ جامع لكلِ ما يحبه اللهُ ويرضاه من الأقوالِ والأعمال الظاهرةِ والباطنةِ، كالصلاة والزكاة، والصيام والحج، وصدقِ الحديث، وأداءِ الأمانة، وبر الوالدين، وصلةِ الأرحام، والوفاءِ بالعهود، والأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر، والجهاد، والدعاءِ والذكر.

وليس في التصورِ الإسلامي نشاط إنساني لا ينطبق عليه معنى العبادة، والمنهج الإسلامي كله غايته تحقيق معنى العبادة أولاً وأخيراً...

 

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين