تحقيق الاقتداءِ بالنبيّ صلَّى الله عليه وسلم

 

 

    لا يقدِرُ على تحقيق الاقتداءِ بالنبيّ صلَّى الله عليه وسلم مَن لم يتعرَّفْ على الأحوال والمراحل المختلفةِ التي مرَّ بها ويدركْ خصائصَ كلّ مرحلةٍ وسِماتها، وكيف تعاملَ معها، لقد عدَّ الإمامُ ابنُ القيّم رحمهُ الله  تعالى سبعًا وعشرين مرحلةً، تقلَّبَ فيها نبيُّنا الكريمُ بين الضعفِ والقوّة، بين السلمِ والحرب، بين الاستضعافِ والتمكين،...إلخ.

إنَّ الدراسَ لسيرته الشريفةِ يجدُ أنَّ منهجَه عليه الصلاةُ والسلام في التعاطي مع الظروف المختلفةِ لم يكن بنمطيةٍ واحدةٍ بل تعاملَ مع كلّ مرحلةٍ أو حالٍ بما يناسبُه لتحقيق مصلحة الدين العُليا.

فعندما ترجحُ المصلحةُ في الحرب يُحارب، وعندما ترجح في السلم يُسالم، وكان يستشيرُ أصحابه في الشؤون العامَّة وهو سيدُ العلماء وإمامُ المجاهدين.

فالتشبُّثُ بنمطيَّةٍ واحدةٍ والجمودُ عليها في التعاطي مع المتغيّرات وعدمُ مُراعاةِ تباينِ الظروفِ والأحوالِ هو جهلٌ بهدي النبيّ عليه الصلاة والسلام ومقاصد دينه، وهو ليس من الاقتداء به في شيء، بل هو عينُ المخالفةِ عن أمره والمُجافاة لِسُنَّته.

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين