بين لغة الأنوثة ولغة الرجولة


بقلم: أحمد بسام ساعي

 

-       وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إلّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ [البقرة: 235]

من الواضح أنّ الخطاب في الآية موجَّهٌ، كما نتوقّع أن يكون، للرجال دون النساء. فالرجل، وبالفطرة، هو المعنيّ بالبحث عن امرأةٍ للزواج، والمرأة، كما أكّدنا، هي دائماً الشريك المبحوث عنه. ولا نعرف أمّةً في تاريخ بني البشر خطبت فيها النساءُ الرجال، إلّا أن يكون ذلك عن طريق وسيطٍ آخر، أو في حالاتٍ فرديّةٍ نادرةٍ لا يقاسُ عليها، رغم أنّ نصّاً دينيّاً لم يَرِدْنا أبداً، وفي أيٍّ من الشرائع السماويّة، يَمنع ذلك. إنّها، مرّةً أخرى، القوانين غير المكتوبة للفطرة البشرية.

وحدث أن وُجد أيّامَ الرسول (ص) مثلُ هذه الحالة الفرديّة النادرة. إذ جاءت إحداهنّ إليه يوماً تعرض عليه أن يتزوّجها، وفعلت ذلك أمام الجميع:

-       عن ثابتٍ البَنانيِّ قال: "كُنْتُ عِنْدَ أنَسٍ – بنِ مالكٍ – وعِنْدَهُ ابْنَةٌ له. قالَ أنَسٌ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إلى رَسولِ اللَّهِ (ص) تَعْرِضُ عليه نَفْسَهَا – أي للزَّواج –، قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ألَكَ بي حَاجَةٌ؟ فَقالَتْ بنْتُ أنَسٍ: ما أقَلَّ حَيَاءَهَا، وا سَوْأَتَاهْ وا سَوْأَتَاهْ – أي يا للعار -! قال – أي أنَس –: هي خَيْرٌ مِنْكِ، رَغِبَتْ في النبيِّ (ص) فَعَرَضَتْ عليه نَفْسَهَا". [رواه البخاري]

ورغم اللغة الرمزيّة والمؤدّبة التي استخدمتها المرأة حين أرادت أن توصل الرسالة إلى النبيّ (ص): "ألَكَ حاجةٌ بي؟"؛ فقد لاقى تصرّفُها استهجاناً من ابنة أنس، بسبب جرأتها واستهتارها بقوانين الفطرة الأنثويّة.

إنّ للمرأة لغتها الخاصّة التي تختلف عن لغة الرجل، ولا بدّ أن تختلف. ومن المهمّ جدّاً للمرأة، وأخصّ بالذكر تلك التي لم تتزوّج بعد، أن تختار الكلمات بعنايةٍ عندما تتكلّم مع الرجل، ولا سيّما مع خطيبها، أو ذلك الذي يُحتمل، أو ترجو، أن يتقدّم إليها، بل حتّى عندما تتكلّم مع زوجها، فتختار الكناية أو الرمز حيناً، أو تلجأ إلى التعبير الموحِي أو غير المباشر حيناً آخر، أو ربّما تكتفي بجزءٍ من العبارة ممّا تريد أن تقوله.

حين يريد الرجل، مثلاً، أن يتأكّد من أحدهم عن صحّة أمرٍ ما، يسأله مستحلفاً له بمثل هذه التعبيرات، الرجوليّة، والمفصّلة، والكاملة: أسألك بالله، أو: أستحلفك بالله، أو: أَقسِمْ لي بالله.. ولكنّ (هاجر) حين أرادت أن تتأكّد من إبراهيم عليه السلام، وهو يهمّ بأن يرحل ويتركها وولدَها إسماعيل وحيدَين في الصحراء، وأن تستحلفه فيما إذا كان قراره هذا جاء مِن عندِه أم بأمرٍ من الله تعالى، اختارت هذا الاستحلاف المميَّز، والموجز، والأنثويّ: "آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا"؟

وحين سمعت الفتاة الأنصاريّة ذلك الشابّ الذي جاء يخطبها من أبويها، يصرّ على أنّ رسول الله (ص) قد أمره أن ينظر إليها قبل أن يخطبها، واستعظم أبواها الأمر، استحلفتْه من وراء ستارٍ، وبلُغتِها الأنثويّة المميّزة:

-     عنِ المُغِيرةِ بنِ شُعبَةَ قال: "أتَيتُ النَّبِيَّ (ص) فذَكرتُ لَهُ امرأةً أخطُبُها، فقال: اِذْهبْ فانظُر إليْها، فإنَّهُ أجدرُ أنْ يُؤدمَ بينَكُما – أي رؤيتُكَ لها أصْلَحُ وأَضمَنُ لدَوامِ زَواجِكما –. فأتيتُ امرأةً مِنَ الأنصار، فخَطَبْتُها إلى أبويْها، وأخبرتُهما بقولِ النَّبيِّ (ص)، فَكأنَّهما كرِها ذلِك – أي استعظما رؤيتي لابنتهما –. قال: فسَمِعَتْ ذلِكَ المرأةُ وَهيَ في خِدْرِها – أي وراءَ سِتْرِها – فقالت: إنْ كانَ رسولُ اللَّهِ (ص) أمرَكَ أنْ تنظرَ فانظُر، وإلَّا فأنْشُدُكَ.. – أرادت أن تقول: أسألُكَ باللّهِ ألّا تَفعل –، كأنَّها أعظَمت ذلِك. قال: فنَظَرْتُ إليْها فتَزوَّجتُها، فذَكرَ مِنْ موافقتِها". [رواه ابن ماجه، وصحّحه الألباني]

 ومن الواضح أنّ الفتاة قد اختارت، بل إنّ فطرتها الأنثويّة هي التي اختارت، عباراتِها الأنثويّة الخاصّة، وأنصاف الجمل، وهي تخاطب الشابّ في هذا الأمر المصيريّ الذي استحضرت فيه كلّ أدوات الأنوثة الممكنة التي أمدّتها بها فطرتُها كفتاةٍ راغبةٍ في الزواج: "إنْ كانَ رسولُ اللَّهِ (ص) أمرَكَ أنْ تَنظُرَ فانظُرْ، وإلَّا فأنْشُدُكَ..".

لاحظ كيف اكتفت، في المرّتين، بالفعل دون ملحقاته: "إنْ كان أمَرَكَ أنْ تَنظُرَ فانظُرْ"، ولم تقل: (إنْ كان أمَرَكَ أنْ تَنظرَ إليّ). ثمّ لم تكتف بذلك، بل لجأت إلى نوعٍ من الاستحلاف المخفّف، وبفعلٍ مخفّف، فجعلته مجرّد مناشدةٍ "أنْشُدُك.."، بل إنّها استغنت بهذا الفعل وحده عن بقيّة الجملة، فلم تقُلْ: (أناشدكَ باللهِ ألّا تراني).

ولنا مثالٌ آخر في حكاية الفتى جُليبيب الذي أراد الرسول (ص) أن يخطب له فتاةً أنصاريّة، وكان دميم الوجه، فكان ردُّ والدتها، حين علمت بالخبر من زوجها، بيمينٍ أنثويٍّ فريدٍ آخر:

-     عن أنسِ بنِ مالكٍ قال: "خَطَبَ رسولُ اللهِ (ص) على جُلَيبيبٍ امرأةً مِنَ الأنصارِ إلى أبيها – أي طَلَبَها منه لجُلَيبيب –، فقال: حتّى أستأمِرَ أمَّها – أي آخُذَ رأيَها –. قال: [ فَـ ] نَعَمْ إذاً. فذهَبَ إلى امرأتِهِ فذكرَ ذلكَ لها، فقالَت: لَاها لِلّهِ إذاً – أي لا والله – وقد منَعناها فلاناً وفلاناً – أي كيف نزوّجُها له وقد رفضنا من هو أفضلُ منه –؟! قال: والجاريةُ – أي ابنتُهما – في سِترِها تسمَعُ، فقالَتِ الجاريةُ: أتَرُدُّون على رسولِ اللهِ (ص) أمْرَه؟! إنْ كان قد رَضِيَهُ لكم فأنكِحوه. قال: فكأنَّها حَلَّت عن أبَويها – أي أزالت عنهما همَّ التردّد –..". [رواه ابن حِبّان في صحيحه، وصحّحه الألباني]

صيغة هذا اليمين، المفرَّغ من أداة القَسَم، وغير المغلَّظ، والرقيق بحروفه، وباللام المرقّقة في لفظ الجلالة: "لاها للهِ إذًا" لم أجدها تكرّرت بعد ذلك في التراث العربي، ماضياً أو حاضراً، على لسان رجل. ولاحظوا ردّ الابنة وهي تشارك في النقاش، ولكن من بعيد. فأنوثتها، وحساسية الموضوع، تمنعانها من الظهور أمام والديها أو الاقتراب منهما في مثل هذا الموقف الحسّاس، فتبقى بعيداً "في سِترِها" وهي تقول: "أتردُّون على رسولِ اللهِ (ص) أمرَه؟! إنْ كان قد رضيَهُ لكم فأنكِحوه". وهكذا أعادت الأمر إلى الرسول (ص) وليس إليها، صاحبة العلاقة، فهو الذي "رضيَهُ لكم". ثمّ جرّدت، كذلك، فِعلَ الزواج من أيّ ضميرٍ يعود عليها: "فأنكِحوه"، ولم تقل: "أنكِحوني، أو زوّجوني له، أو أنا أقبل به".

ولو عدنا لذلك الحوار الثلاثيّ في سورة القَصَص بين موسى وشعيبٍ وابنةِ شُعيب، والذي انتهى بزواج موسى من الابنة، لاستطعنا أن نميّز فيه بسهولةٍ أربعة مواقع على الأقلّ للخطابين: الأنثوي ذي الإيقاع المنخفض، والرجوليّ ذي الإيقاع المرتفع:

-       وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴿٢٣ فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴿٢٤ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٢٥ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴿٢٦ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٢٧[القَصص: 23-27]

1-   ففي قول موسى للفتاتين "مَا خَطْبُكُمَا" مبادرةٌ بصيغةٍ رجوليّةٍ لإبداء اهتمامه بالفتاتين اللتين أمامه. لقد كان المشهد واضح المعالم أمام موسى: وجهان لشابّتين منزويتين مع أغنامهما بعيداً عن الرجال وعن الماء (طبعاً لم تكن الواقعيّة القرويّة تعرف شيئاً اسمه غطاء وجه)، والرُّعاة من الرجال يتزاحمون على نبع الماء ليسقي كلٌّ قطعانه، فبدهيٌّ، والفتاتان تمتلكان مثل ذلك الحياء، وتمتلكان معه الإيمان، أن تنزويا عنهم بانتظار أن ينتهوا جميعاً من السقيا لتستطيعا الاقتراب بعد ذلك بأغنامهما لتشرب من الماء.

2-  ثمّ تأتي مبادرة إحدى الفتاتين من موسى، وقد دعا ربّه، وهو يراهما أمامه، بأن يرزقه بابنة حلالٍ وإن كان لا يملك لها الآن مهراً، وإذا بالفتاة تتقدّم منه على استحياءٍ قائلةً: "إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا". وفي عبارتها هذه إشارةٌ أنثويّةٌ واضحةٌ لموسى، وهو يرى أنّ الفتاتين لم تغادرا نبعَ الماء قطّ مُذ رآهما، ولم تلتقيا بأبيهما بعد، بأنْ: ها هي الطريق مفتوحةٌ أمامك للخطوة التالية، وأنّ عبارتها يمكن أن تترجَم إلى ما هو أوضح من هذا: إنّني، شخصيّاً، أدعوك باسم أبي لمرافقتنا إلى بيتنا!

3- وتأتي المبادرة التالية من الفتاة، وقد حلّت مشكلتها مع الطرف الأوّل، واستطاعت، بعبارتها الذكيّة، أن تأتي به إلى والدها، من غير أن تتخلّى عن أنوثتها وحيائها وإيمانها. لقد تبقّى أمامها الآن حلُّ مشكلتها مع الطرف الثاني: الأب. فبأيّة عبارةٍ أنثويّةٍ يمكن أن تصرّح لوالدها برغبتها في الزواج من هذا الرجل الذي أتت به إلى البيت، ومن غير أن يمسّ تصريحها بأنوثتها وحيائها؟

لقد قالت له العبارة التي لا تتجاوز شروطَ الأنوثة، ولن تعجز في الوقت نفسه عن إيصال الرسالة المطلوبة لأبيها: "يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ". وماذا يريد الأب أكثر من هذه الإشارات المتتالية من ابنته (استأجِره، القويّ، الأمين) ليفهم الرسالة، ويستوعب حقيقة أنّها راغبةٌ، أو، على الأقلّ، لن تمانع في الزواج من هذا الرجل؟

4-  وأخيراً ينتهي القرار إلى الأب، فيرتفع صوت الخطاب عنده ليتّخذ صبغةً ذكوريّةً حادّةً ومباشرةً لا مناورة فيها ولا مداورة، إلّا أن يحاول التخفيف من حدّتها بعض الشيء، كما يليق بالرجال حقّاً في مثل هذه المناسبات، ليُشعِر الصهر المنتظر بأنّه ما زال يمتلك "حرّية الاختيار" بين إحدى ابنتيه، رغم أنّ السياق كلّه يشير إلى من كانت هي صاحبة المبادرة، فيقول له: "إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ".    

5- ومع هذا؛ فقد كان النبيّ شعيب، وهو النبيّ العارف، يدرك أنّ عرض ابنته على رجلٍ؛ أمرٌ قد يثير الإعراض والرفض عند هذا الرجل المرغوب به، ولهذا لم يجعل عرضه هكذا "مفتوحاً"، وسهلاً، وبلا شروط. إنّ ابنته ليست معروضةً على الأرصفة، ولهذا أضاف إلى العَرض ذلك الشرط الصعب الذي جعله مهراً لابنته: "عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِك".

                          *                *                *

إنّه درسٌ قرآنيٌّ بليغٌ في لغة الخطاب بين المرأة والرجل، بحيث يبقى الرجل رجلاً، وتبقى المرأة امرأةً، ولتنجح، من ثمّ، مساعي الأطراف كلّها لجمع شابٍّ وفتاةٍ تحت مظلّة الزواج.

قد يعترض بعضهم على هذا السياق قائلاً: ولكنّنا نعيش الآن في القرن الحادي والعشرين، لقد تغيّر الزمن، وتغيّر الناس، وهذا النوع من الخطاب لم يعد يليق بعصرنا، ولا يتلاءم مع الثقافة الحديثة لشبابنا وفتياتنا!

ربّما يكون هذا الادّعاء صحيحاً لو حدث أنّ الأمر لم يقتصر على تغيّر العصر والثقافة، بل تغيّرت معهما فيزيولوجيّة الرجل، وفيزيولوجيّة المرأة أيضاً، فتغيّر معها قلباهما، وتلافيف دماغيهما، وتركيبة الكريات الحمر والبيض في دمائهما، فلم يعد الرجل كما كان منذ الأزل: ابن آدم، ولم تعد المرأة كما كانت منذ الأزل: ابنة حوّاء، وهذا لم يَحدث أبداً، ولن يحدث.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين