بين

 

 

 بين "الفتنة" و "البغي" فرقٌ خطيرٌ لا يلحظُهُ كثيرٌ من طلَبة العلم فضلاً عن غيرهم، وغايةُ ما يُدركونَه أنَّ كُلاً من المفهومَين إنَّما يُطلَقُ على ما يقعُ من اقتتالٍ بين فئاتِ المسلمين ولا يُطلَقُ على القتال بين المسلمين والكفار، ثمَّ إنَّ الخلطَ يقعُ بعد ذلك !! 

ولا رَيبَ أنَّ الحُكمَ المتَرتّبَ على تكييفِ الحالةِ وتوصيفها سيتباينُ تبايناً عظيماً. 

فالنزاعُ إذا كان سببَبَه تأويلٌ سائغٌ فهذا قتالُ فتنةٍ، والسلامةُ فيه اعتزالُهُ والنأيُ بالنفس عنه. 

وأما ما كان سببَه تأويلٌ فاسدٌ من إحدى الطائفتين فهي باغيةٌ على الأخرى والواجبُ هنا نصرةُ الأخرى بقتالِ التي تبغي حتى تفيءَ إلى أمرِ الله. 

 

مثالُ "الفتنةِ" : ما وقعَ بين الصحابة الكرام. 

ومثالُ "البغي" : ما وقعَ بين عليّ والخوارج. 

 

إنَّ الكلامُ المتقدّمُ لن يكونَ مفيدًا إلا بمعرفةِ المرادِ من التأويل السائغ والتأويل الفاسد، وليس هذا موضعَه. 

ومما يجبُ التنبيهُ إليه ضَحالةُ علمِ مَن يَصِفُ قتالَ الكفار ودفعِ الصائِلِ بالفتنة !! 

ألا في الفتنة سقطوا. 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين