بين العنوان وصدقِ المضمون


   وضعُ العناوين والأسماء الكبيرة والبرّاقة لمشروعٍ ما لا يجعلُه عظيمًا لعظَمةِ الاسم ولا ناجحًا لرواجِ العنوانِ حتى يتطابقَ مع مضمونِه وواقعيته.
بل على العكس تمامًا، فهذه الفجوةُ الكبيرةُ بين العنوان وصدقِ المضمون هي أحَدُ أكبرِ أسباب فشله.
كما لو وضَعَ طبيبٌ أمامَ عيادته المتواضِعَةِ لوحَةً مكتوبًا عليها كلمة "مستشفى" !!
سيشكُّ الناسُ في قُدُراته العقليةِ بله الطبيَّةِ فيصدُّون عنه صدودًا، إلا المغفَّلون الذين تسحرُهم ظواهرُ الأشياء.
هذا نوعٌ من الحيلِ النفسيةِ المُنطَليةِ على الحالِمين، وقد تكونُ الأحلامُ غاياتٍ مشروعةً، لكنَّها لن تكونَ لها قيمةٌ حقيقيةٌ ولا آثارٌ مرضيَّةٌ بمجرَّدِ تضخيم الأسماءِ والعناوين، إنما آثارُها نفسيةٌ فحسبُ في إعطاءِ المقهورِ فرصةً لإشباعِ رغباته وتحقيقِ ذاته في أن يعيشَ ولو لبُرهةٍ من الزمن حُلُمًا ورديًّا عاشَ حياتَه يسعى إلى تحقيقه!!
فما لم يتمكَّنُ من صناعته واقعًا خدَعَ نفسَه فصَنَعهُ عنوانًا.

إعلانُ دولةِ الخلافَةِ اليومَ أنموذجًا.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين