بين العَمالة وبلع الطُعم

 

 

    هناك خلطٌ متكرّر، ونزاعٌ في غير أصلِ المتنازع فيه. 

القولُ بدخولِ جماعةٍ في مؤامرةٍ أو خطةٍ للعدو لا يلزم منه التهمةُ بالعمالةِ والتنسيقٍ مع العدو. 

لأنَّك قد تُساهم في مشروع عدوك بابتلاعِ طُعمِه والسقوط في شراكه بلا وعيٍ، بل وبحُسن نية. 

مازالَ بعضُهم يُصِرُّ على المُغالطة.. كلما قلتَ "مؤامرة"  قالوا لك: أنت تطعنُ بصدقِ المقاتلين وتتَّهمُهم بالعمالة. 

ويُعجبني ما قاله الغزاليُّ في هذا المقام:

"ليس من الضروري أن تكون عميلاً لتخدمَ عدوَّك، يكفيك أن تكون غبيًا".

والجميعُ يذكر كارثةَ احتلالِ الكويت من قبل صدام، وما نشأ حينها من سجالٍ عقيم.. عميل! ليس بعميل! 

يا جماعة البحثُ ليس في إثباتِ العمالة، بل في ابتلاع الطُعم. 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين