بين التربية والفقه

 

لو سألنا ما هو دور التربية؟

 

وما هو دور الفقه؟

 

دور التربية ان تنشئ منظومة الفرد والمجتمع نشأة صالحة.

 

ودور الفقه والاحكام الشرعية ان تنظم العلاقات داخل المنظومة بين الفرد وربه بينه وبين المجتمع ...الخ

 

لن نستطيع انزال الفقه على فرد او مجتمع ليس لديه استعداد للتلقي

 

ومن هنا حصل الاشكال في التوعية باوامر الله عند فرد او مجتمع لا يعرف من هو الله!!!

 

ان منهج القران ابتدأ بالعقيدة والاخلاق وانتهى بالفقه والاحكام الشرعية

 

وهنا نفهم الاولويات القرانية في بناء الافراد والمجتمعات

 

ان الامتثال لاحكام الفقه ثمرة لبناء طويل

 

آيات الاحكام لم تتجاوز 8% من القران وحتى هذه كانت تنتهي بمعاني ايمانية وتربوية والله سميع عليم..والله بما تعملون بصير.....الخ

 

اليكم بعض الامثلة

 

نجتهد في احكام السياسة الشرعية لننزلها على مجتمع لا يؤمن كثير منه بصلاحية الاسلام كنظام للادارة والحكم

 

نحاول جاهدين اقناع الناس بحد السرقة في مجتمع يعاني معظمه من الفقر

 

ولا نحاول جاهدين بيان نظرية الاسلام بالغنى والكفاية الاقتصادية

 

نعلم الناس احكام النكاح من صيغة العقد والشهود والولي والنفقة والعدة.....

 

وهي قليلة جدا نسبة لاحكام العشرة والمودة والرحمة والاساليب النبوية في التعامل بين الزوجين

 

الاولى يحتاج معرفته الزوجان لربع ساعة والثانية العمر كله

 

نامر اولادنا بالصلاة لكنهم لا يعرفون لمن يصلون وما هي اسماؤه وصفاته

 

ان الذي قال مروا اولادكم بالصلاة....

 

هو الذي قال ياغلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك...

 

لقد ظهر فقهاء معروفون في تاريخنا الاسلامي لكن المجتمع والدولة انهارت في وقتهم والسبب في ذلك الاخلال بالمعادلة التي ذكرنا

 

والحال نفسه مع كثرة الخريجين من الكليات الشرعية حين يتعلم الفقه والاحكام واللغة والمنطق

 

لكنه لم يهيء للتعامل مع العقول والقلوب والنفوس ومشكلات المجتمع الي هي اوسع من ان تكون مشكلات فقهية وحلال وحرام فحسب

 

يحضرني حديث النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عمود الاسلام الصلاة وذروة سنامه الجهاد

 

فقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام بالبعير الذي اعلى ما فيه هو الجهاد

 

فالجهاد واحكام الجهاد والسياسة تتنزل على مجتمع استكمل معالم جسد البعير ليبقى السنام محجوزا للجهاد وحاميا للجسد

 

لهذا لم ياذن الله ورسوله للصحابة بالجهاد في مكة لانهم لم يستكملوا الادوات المادية والمعنوية

 

لم يرسل النبي صلى الله عليه وسلم رسله للملوك الا بعد صلح الحديبية وتحييد القوى الداخلية والاعتراف به ككيان سياسي والتمكين النسبي

 

اي بعد 18سنة من البعثة مع انه من اول يوم رحمة للعالمين

 

لقد ارسل احد الجهال المطاردين رسالة لرئيس غربي يقول فيها: اسلم تسلم يؤتك الله اجرك مرتين....!!!!!!!

 

انه الفهم الاعوج بعينه

 

وها هنا سؤال مهم!!

 

هل الاولويات هنا زمانية وبعدية بمعنى اننا لا نفتي ولا نربط الناس بالفقه ولا ننزل الاحكام الشرعية الا بعد استكمال البناء التربوية؟؟!!

 

فالجواب: لا

 

ان الاولوية هنا لا تعني اهمال من ياتي في المرتبة الثانية وهي ليست اولوية زمانية وبعدية يعني قبل وبعد بل هي اقترانية وتلازمية بمعنى ان لا ينفك احدهما عن الاخر

 

 

فمع التربية لا بد من فقه

 

ومع الفقه لا بد من تربية

 

 

فلا احكام ستطبق بدون فرد ومجتمع تربى

 

 

ولا فرد او مجتمع ستكتمل تربيته دون فقه ضابط لحركته في الحياة

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين