بين التأصيلِ والتَّنزيلِ

 

بين التأصيلِ والتَّنزيلِ فجوةٌ قد تتَّسِعُ وقد تضيقُ ولا أخالُها تنعَدِم.

التأصيلُ أهمُّ من جِهَةِ البناءِ عليه فهو الأساسُ والخادِم! والتنزيلُ أهمُّ من جهةِ كونهِ الواقِعَةَ الخاصَّةَ التي يُرادُ معرفَةُ الحكم الشرعيّ فيها، فهو المخدومُ، ولأنَّ فضاءَهُ واسِعٌ يضيعُ الناسُ في تفاصيله.

الإشكاليةُ الأكبرُ في التيهِ بين التأصيلِ والتنزيلِ أنْ تجِدَ المُخالِفَ يتَّفقُ معكَ في أصولك بل ويستدلُّ بها عليك!!

إنَّ جَسْرَ هذه الهُوَةِ لا يكونُ إلا بحَلقةِ الوصلِ التي إن لم تقطَع النزاعَ فإنَّها ستُضيّقُهُ إلى حدٍّ كبير.. وهي "تحقيقُ المناط"!!

فالإغراقُ في التأصيلِ مع إغفالِ آليَّةِ التنزيلِ المُنضَبِطَةِ، تجعَلُ المُختلفينَ يدورونَ في حلقَةٍ مُفرَغةٍ، وهو واقِعُ الحال.

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين