بين إدارة التنظيمات وإدارة الدول

 

 

    لقيام أية دولةٍ مقوماتٌ أساسيةٌ لا تقومُ بدونها، ومن يتولى إدارةَ الدولة يجب كذلك أن تتوفر فيه مقوماتٌ لا يصلح للولاية بدونها. 

هذه المقومات في الدولة ومن يديرها لا تستوعبها مقالةٌ عابرة.. لكني أشيرُ هنا إلى أمر واحد على الأقل يجب أن يتوفر كحد أدنى لكي تقومَ مدينةٌ أو محافظة.. وهو القدرةُ على توظيف الكوادر والطاقات والخبرات والكفاءات الموجودة لدى الناس بغض النظر عن كونه موافقًا أو مخالفًا لرؤية الإدارة، وهم الذين يُمسكون بمؤسسات الدولة ومنشآتها الحيوية وقطعاتها الصحية والتعليمية والاقتصادية.... إلخ،  وهذا هو الفرق بين إدارة التنظيم الذي قد يضيق ذرعًا بالمخالفين إلى حد تكفيرهم بل وتصفيتهم الجسدية، وبين إدارة الدولة التي لن تقوم ولن تدوم إلا بالعدل والحكمة واحتواء المخالفين والإفادة من كل القدرات والطاقات في النهوض بالدولة وتقديم المصلحة العامة على المصالح الفئوية والتنظيمية. 

وهنا يكمن الخطرُ الكبيرُ في تولي الحكمَ من قبل تنظيماتٍ ليس فيها تلك الكوادرُ من أبنائها وليس لديها القدرة المنهجية على استيعاب غيرها. 

و(الموصلُ) اليوم أول اختبار حقيقي لتلك التنظيمات المسلحة، لتثبت نجاحها أو فشلها، فهي مدينةٌ سنيةٌ بامتياز، فليس فيها رافضة، بل هي لوجود الرافضة رافضة، وقد ذاقت منهم الأمرَّين، فهل للتنظيمات المقاتلة القدرةُ على احتوائهم وكسبهم في مشروعٍ سنيٍّ كبير أكبر من الفئة والتنظيم، أم ستتكررُ أخطاءُ الماضي وتنقلبُ الحواضنُ الشعبية إلى عدوٍ داخلي وطابورٍ خامسٍ يقوّضُ البنيانَ ويهدمُ الأركان!! 

الأيامُ حبلى بالمفاجئات !! 

ويا ربُّ لطفَك.  

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين