![بيان من علماء ومفكرين سوريا في الخارج](https://islamsyria.com/storage/Setting/default_image/no.png)
نترحم ابتداءً على شهدائنا الأبرار (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) الآية. ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين ، كما نسأله سبحانه وتعالى الفرج العاجل القريب لجميع المعتقلين .
أيها الشباب الثائر على أرض سورية الحبيبة :
قريباً من نصف قرن مضى على بلدكم الغالي تحت حكم قمعي استبدادي ، تفنن في ظلم العباد ، فصادر الحريات ، وانتهك الحرمات ، وهدم المساجد منذ أيامه الأولى ، وحارب الدين واالتدين ، والعلم والعلماء ، وانفرد بالسلطة لا يسمح لأحد بمشاركته ، وأغدق على أتباعه العطايا والهبات ، والوظائف العالية ، ومنع باقي الشعب من حقه في حياة حرة كريمة ، واستطاع أن يشتري بعض النفوس الضعيفة لتصفق له وتهتف بحياته .
صبر هذا الشعب المغلوب على أمره قرابة نصف قرن ، حتى جئتم أنتم – يا رعاكم الله – فكسرتم حاجز الخوف ، ومزقتم ثوب المذلة ، لتنقذوا أمتكم وبلدكم من هذا الهوان المذل .
أيها الأبطال الأشاوس :
لقد خرجتم على النظام خروجاً مشرفاً ، كان لا بد منه ، ولقد تأخرنا في هذا الخروج كثيراً ، لكن الله تعالى بحكمته ادخر لكم هذا الفضل لتفوزوا بهذه الكرامة ، لقد خرجتم على نظام مجرم دموي فاجر ، لا يرقب في مؤمن إلاً ولا ذمة ، لقد قابل صدوركم العارية ، وسلميتكم البريئة ، بأقصى وأقسى ما عنده من آلات البطش والقمع العسكرية ، التي اشتراها من عرقكم وجهدكم ، ومن قوت أطفالكم .
هذا الخروج المشرف على نظام الظلم والقمع والإرهاب ، سيعيد بل أعاد للأمة عزَّها وكرامتها ، فهنيئاً لكم هذا الشرف وأبشروا بالنصر لقول الحق جل وعلا)وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)الآية.
2ـ وتعلمون - يا رعاكم الله – أنه لا بد من ثمن لهذه العزة والكرامة ، من دماء تسيل ، وأرواح تزهق ، ولا بد من امتحان وابتلاء ، حيث الحرب بين الحق والباطل قديمة قدم الإنسانية ، ونحن نعلم ونشهد بل العالم كله يشهد أنكم لم تبخلوا يوماً على ثورتكم المباركة بالعطاء والبذل والتضحية ، وظن الظالم أنه بتوجيه السلاح إلى صدوركم ينال من عزيمتكم ، أو يفت من عضدكم ، وأنى له ذلك – قاتله الله - وأنتم موعودون على الشهادة بالجنة وإن كل شهيد منكم يسقط على أرض هذه الثورة السلمية ، إنما يرفع صرح الحرية والكرامة والنصر بإذن الله ، وإن من يقتل بأيدي مجرمي هذا النظام هو من سادة الشهداء ومعهم بإذن الله تعالى لقول سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام(سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب و رجل قام إلى إمام جائر فأمره و نهاه فقتله) أخرجه الحاكم بسند صحيح.
3ـ ومن الطبيعي جداً وأنتم تسيرون في هذا الطريق المبارك ، سوف ترون وتسمعون ما لا يرضيكم من بعض المنتفعين والمداهنين للسلطة من أهل الصحافة وغيرهم ، لكن الأدهى من ذلك ما يصدر عن بعض أهل العلم ، والذين بدأوا بالهجوم عليكم بتصدير الفتاوى لإرضاء الظالم ، وتبرير جرائمه ، واتهامكم بالعمالة والولاء لأمريكا وغيرها ، فحذار أن يعيق هذا الهراء تقدمكم ، نسأل الله تعالى لكم التوفيق ، ولهؤلاء العلماء الهداية التامة حتى يميزوا بين الحق والباطل ، مع أنهم كان الأولى بهم أن يكونوا من أول المؤيدين والمساندين لكم .
4ـ ونتوجه بكلمة إلى الشعب السوري بكافة أطيافه لنقول لهم : اجتمعوا ولا تفترقوا ، فإن عدوكم لا يزعجه شيء مثل اجتماعكم ، فالاتحاد قوة ، والتفرق ضعف .
5ـ ونخص المجلس الوطني السوري بكلمة أيضاً فنقول لجميع القائمين عليه : لقد وضعتم أنفسكم اليوم في مقام المسؤولية العظيمة ، فانطلقوا متكاتفين ، واضعين المخافة من الله تعالى نصب أعينكم ، ومصلحة بلدكم قبل كل شيء إنكم وضعتم أنفسكم في موطن التكليف لا التشريف ، فالتزموا بمطالب الشعب فهو مرجعكم في هذه الثورة المباركة ، وأخلصوا العمل لله تعالى ، وترفَّعوا عن طلب المراتب والمكاسب ، وفقكم الله لكل خير .
وقبل الختام نتوجه وبكل عزة وإباء إلى العالم أجمع ونخص جميع الدول العربية والإسلامية للقيام بواجبها الدولي والإنساني بتأييد هذه الثورة والوقوف معها وإلى جانبها ، للسعي إلى حقن الدماء ، وحماية هؤلاء المواطنين المسالمين ، وتحقيق مطالبهم في إسقاط هذا النظام ، وهذا من أوجب الواجبات عليهم .
وعودة إليكم أيها الثوار الأكارم :
لنشد على أيديكم وأنتم تسيرون على بركة الله تعالى ، لا فضل لأحد عليكم ، ولا منة لقريب أو غريب في أعناقكم ، لقد قمتم بإذن الله ، وتحركتم بفضل الله ، وتقدمتم وحققتم ما وصلتم إليه بإخلاصكم لله ، أيدكم الله وسددكم ، وعجل بالنصر على أيديكم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، والحمد لله رب العالمين .
1ـ فضيلة الشيخ /د . محمد علي الصابوني رئيس رابطة العلماء السوريين.
2ـ فضيلة الشيخ/د . عبد الحميد عمر الأمين 3ـ فضيلة الشيخ /د . محمد حاتم الطبشي
4ـ فضيلة الشيخ /د. محمد نور الرهوان 5ـ الشيخ /د . محمد شهيد قاطرجي
6 ـ الشيخ /د . عبد الحفيظ حداد 7ـ الأستاذ الدكتور / رياض الخوام
8- الأستاذ / محمد ضياء الدين الصابوني 9- الشيخ / د . محمد نبهان حسين مصري.
( شاعر طيبة )
يتبعاسماء اعضاء رابطة العلماء السوريين والأساتذة والمفكرين وحسب الترتيب الأبجدي :
___________________________________________________________
1- د . إبراهيم الحريري
2- أ . أحمد إسماعيل سعود
3- الشيخ أحمد بلال بيانوني
4- د . إسماعيل قاضي
5- أ . أيمن عبد الفتاح ابو غدة
6- د . بشر موفق لطفي
7- د . حسين عبد الهادي
8- أ . خالد باكير
9- د . خالد هنداوي
10- أ . رائد شفيق حليحل
11- أ . سليم عبد الفادر عبد الله زنجير
12- م . سليم ابو لبن
13- د . صلاح الدين الإدلبي
14- د . صلاح الدين عبد اللطيف
15- د . صلاح الخالدي
16- د . صالح محمد المبارك
17- د . طارق باكير
18- أ . طارق عبد الحميد قباوة
19- د . عامر سلامة
20- أ . عاصم عبد العزيز مشوح
21- د . عبد الإله ياقتي .
22- أ . عبد المحسن البوعريب
23- م . عبد الستار منلا
24- أ . د . عبد الرحمن الكيلاني
25- د . عبد العزيز مشوح
26- الشيخ عبد المعز الحامد
27- الشيخ عبد النافع الرفاعي
28- أ . عبد الرحمن بيبي
29- أ . عثمان بيطار
30- أ . علي صدر الدين البيانوني
31- أ . عمر عبد العزيز مشوح
32- د . فتحي ابو الورد
33- الشيخ / د . مجد مكي
34- الشيخ محمد فاروق البطل
35- الشيخ محمد ياسر مسدي
36- د . محمد بشير حداد
37- د . محمد جمال مراد
38- د . محمد سرحان
39- د . محمد الحريري
40- د . محمد محمود حوى
41- د . محمد نور دشان
42- د . محمد عبد القادر شواف
43- أ . محمد عبد الرحمن بيبي
44- الشيخ مصطفى بلال
45- أ . معتز الخطيب
46- د . الشيخ . منير الغضبان
47- د . منذر قحف
48- د . موسى إبراهيم الإبراهيم
49- أ . موفق الغلاييني
50- أ . السيدة نوال السباعي
51- د . هيثم رحمة
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
![](https://islamsyria.com/front/imgs/bg-vector.png)
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول