بيان من علماء ومفكرين سوريا في الخارج

 

 
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه والتابعين ، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :
       نترحم ابتداءً على شهدائنا الأبرار  (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) الآية. ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين ، كما نسأله سبحانه وتعالى الفرج العاجل القريب لجميع المعتقلين .
       أيها الشباب الثائر على أرض سورية الحبيبة :
قريباً من نصف قرن مضى على بلدكم الغالي تحت حكم قمعي استبدادي ، تفنن في ظلم العباد ، فصادر الحريات ، وانتهك الحرمات ، وهدم المساجد منذ أيامه الأولى ، وحارب الدين واالتدين ، والعلم والعلماء ، وانفرد بالسلطة لا يسمح لأحد بمشاركته ، وأغدق على أتباعه العطايا والهبات ، والوظائف العالية ، ومنع باقي الشعب من حقه في حياة حرة كريمة ، واستطاع أن يشتري بعض النفوس الضعيفة لتصفق له وتهتف بحياته .
       صبر هذا الشعب المغلوب على أمره قرابة نصف قرن ، حتى جئتم أنتم – يا رعاكم الله – فكسرتم حاجز الخوف ، ومزقتم ثوب المذلة ، لتنقذوا أمتكم وبلدكم من هذا الهوان المذل .
       أيها الأبطال الأشاوس :
لقد خرجتم على النظام خروجاً مشرفاً ، كان لا بد منه ، ولقد تأخرنا في هذا الخروج كثيراً ، لكن الله تعالى بحكمته ادخر لكم هذا الفضل لتفوزوا بهذه الكرامة ، لقد خرجتم على نظام مجرم دموي فاجر ، لا يرقب في مؤمن إلاً ولا ذمة ، لقد قابل صدوركم العارية ، وسلميتكم البريئة ، بأقصى وأقسى ما عنده من آلات البطش والقمع العسكرية ، التي اشتراها من عرقكم وجهدكم ، ومن قوت أطفالكم .
       هذا الخروج المشرف على نظام الظلم والقمع والإرهاب ، سيعيد بل أعاد للأمة عزَّها وكرامتها ، فهنيئاً لكم هذا الشرف وأبشروا بالنصر لقول الحق جل وعلا)وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)الآية.
2ـ وتعلمون  - يا رعاكم الله – أنه لا بد من ثمن لهذه العزة والكرامة ، من دماء تسيل ، وأرواح تزهق ، ولا بد من امتحان وابتلاء ، حيث الحرب بين الحق والباطل قديمة قدم الإنسانية ، ونحن نعلم ونشهد بل العالم كله يشهد أنكم لم تبخلوا يوماً على ثورتكم المباركة بالعطاء والبذل والتضحية ، وظن الظالم أنه بتوجيه السلاح إلى صدوركم ينال من عزيمتكم ، أو يفت من عضدكم ، وأنى له ذلك – قاتله الله - وأنتم موعودون على الشهادة بالجنة وإن كل شهيد منكم يسقط على أرض هذه الثورة السلمية ، إنما يرفع صرح الحرية والكرامة والنصر بإذن الله ، وإن من يقتل بأيدي مجرمي هذا النظام هو من سادة الشهداء ومعهم بإذن الله تعالى لقول سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام(سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب و رجل قام إلى إمام جائر فأمره و نهاه فقتله) أخرجه الحاكم بسند صحيح.
3ـ ومن الطبيعي جداً وأنتم تسيرون في هذا الطريق المبارك ، سوف ترون وتسمعون ما لا يرضيكم من بعض المنتفعين والمداهنين للسلطة من أهل الصحافة وغيرهم ، لكن الأدهى من ذلك ما يصدر عن بعض أهل العلم ، والذين بدأوا بالهجوم عليكم بتصدير الفتاوى لإرضاء الظالم ، وتبرير جرائمه ، واتهامكم بالعمالة والولاء لأمريكا وغيرها ، فحذار أن يعيق هذا الهراء تقدمكم ، نسأل الله تعالى لكم التوفيق ، ولهؤلاء العلماء الهداية التامة حتى يميزوا بين الحق والباطل ، مع أنهم كان الأولى بهم أن يكونوا من أول المؤيدين والمساندين لكم .
4ـ ونتوجه بكلمة إلى الشعب السوري بكافة أطيافه لنقول لهم : اجتمعوا ولا تفترقوا ، فإن عدوكم لا يزعجه شيء مثل اجتماعكم ، فالاتحاد قوة ، والتفرق ضعف .
5ـ ونخص المجلس الوطني السوري بكلمة أيضاً  فنقول لجميع القائمين عليه : لقد وضعتم أنفسكم اليوم في مقام المسؤولية العظيمة ، فانطلقوا متكاتفين ، واضعين المخافة من الله تعالى نصب أعينكم ، ومصلحة بلدكم قبل كل شيء  إنكم وضعتم أنفسكم في موطن التكليف لا التشريف ، فالتزموا بمطالب الشعب فهو مرجعكم في هذه الثورة المباركة ، وأخلصوا العمل لله تعالى ، وترفَّعوا عن طلب المراتب والمكاسب ، وفقكم الله لكل خير .
وقبل الختام نتوجه وبكل عزة وإباء إلى العالم أجمع ونخص جميع الدول العربية والإسلامية للقيام بواجبها الدولي والإنساني بتأييد هذه الثورة والوقوف معها وإلى جانبها ، للسعي إلى حقن الدماء ، وحماية هؤلاء المواطنين المسالمين ، وتحقيق مطالبهم في إسقاط هذا النظام ، وهذا من أوجب الواجبات عليهم .
وعودة إليكم أيها الثوار الأكارم :
لنشد على أيديكم وأنتم تسيرون على بركة الله تعالى ، لا فضل لأحد عليكم ، ولا منة لقريب أو غريب في أعناقكم ، لقد قمتم بإذن الله ، وتحركتم بفضل الله ، وتقدمتم وحققتم ما وصلتم إليه بإخلاصكم لله ، أيدكم الله وسددكم ، وعجل بالنصر على أيديكم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، والحمد لله رب العالمين .
1ـ فضيلة الشيخ /د . محمد علي الصابوني رئيس رابطة العلماء السوريين.
 
2ـ فضيلة الشيخ/د . عبد الحميد عمر الأمين                           3ـ فضيلة الشيخ /د .  محمد حاتم الطبشي 
                                      
4ـ فضيلة الشيخ /د. محمد نور الرهوان                                 5ـ الشيخ /د . محمد شهيد قاطرجي
 
6 ـ الشيخ /د . عبد الحفيظ حداد                                            7ـ الأستاذ الدكتور / رياض الخوام
                                                                                 
8- الأستاذ / محمد ضياء الدين الصابوني                             9- الشيخ / د . محمد نبهان حسين مصري. 
                ( شاعر طيبة )
يتبعاسماء اعضاء رابطة العلماء السوريين والأساتذة والمفكرين  وحسب الترتيب الأبجدي :
___________________________________________________________
 
1-         د . إبراهيم الحريري
2-         أ . أحمد إسماعيل سعود
3-         الشيخ أحمد بلال بيانوني
4-         د . إسماعيل قاضي
5-         أ . أيمن عبد الفتاح ابو غدة
6-         د . بشر موفق لطفي
7-         د . حسين عبد الهادي
8-         أ .  خالد باكير
9-         د . خالد هنداوي
10-           أ . رائد شفيق حليحل
11-           أ . سليم عبد الفادر عبد الله زنجير
12-           م . سليم ابو لبن
13-           د . صلاح الدين الإدلبي
14-           د . صلاح الدين عبد اللطيف
15-           د . صلاح الخالدي
16-           د . صالح محمد المبارك
17-           د . طارق باكير
18-           أ . طارق عبد الحميد قباوة
19-           د . عامر سلامة
20-           أ . عاصم عبد العزيز مشوح
21-         د . عبد الإله ياقتي . 
22-           أ . عبد المحسن البوعريب
23-           م . عبد الستار منلا
24-           أ . د . عبد الرحمن الكيلاني
25-           د . عبد العزيز مشوح
26-           الشيخ عبد المعز الحامد
27-           الشيخ عبد النافع الرفاعي
28-           أ . عبد الرحمن بيبي
29-           أ . عثمان بيطار
30-           أ . علي صدر الدين البيانوني
31-           أ . عمر عبد العزيز مشوح
32-           د . فتحي ابو الورد
33-           الشيخ / د . مجد مكي
34-           الشيخ محمد فاروق البطل
35-           الشيخ محمد ياسر مسدي
36-           د . محمد بشير حداد
37-           د . محمد جمال مراد
38-           د . محمد سرحان
39-           د . محمد الحريري
40-           د . محمد محمود حوى
41-           د . محمد نور دشان
42-           د . محمد عبد القادر شواف
43-           أ .  محمد عبد الرحمن بيبي
44-           الشيخ مصطفى بلال
45-           أ . معتز الخطيب
46-           د . الشيخ . منير الغضبان
47-           د . منذر قحف
48-           د . موسى إبراهيم الإبراهيم
49-           أ .  موفق الغلاييني
50-           أ . السيدة نوال السباعي
51-           د . هيثم رحمة

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين