بيان الرابطة بالتهنئة برمضان والتنديد بالجرائم التي يرتكبها النظام السوري

بيان رابطة العلماء السوريين

ببالغ الأسى الممزوج بالغضب، تتقدم رابطة العلماء السوريين للشعب السوري بأحر التعازي بالشهداء الأبطال الذين سقطوا في سبيل مقاومة "الاحتلال الداخلي" لسوريا.
وكانت الرابطة تودّ أن تتقدم بأحر التهاني للأمة الإسلامية بمَقْدَم شهر رمضان المبارك لولا أن النظام السوري أصرّ أن يبدِّد للمسلمين أفراحهم ويَقلبها إلى أتراح، وأصر أن يستكمل هدْم كلّ المقدسات بدءًا من حرمة الدماء وعصمتها، وحرمة الكرامة الإنسانية وحرمة بيوت الله التي قصفها أو قصف أجزاء منها، وحرمة ترويع الآمنين، وانتهاءً بحرمة شهر رمضان، فهو بهذا أثبت زيف ادعاءاته واستخدامَه للدين بأبشع صوره عبر إعلامه المضلِّل، ومستَخدَميه من رجال الدين والسياسة والفن.
وإن الرابطة توضح للرأي العام جملة مسائل قيامًا بالواجب الديني والأخلاقي والوطني، وهي:
       التنديد والإدانة القصوى لمجازر النظام السوري، وسلوكه الوحشي تجاه المدنيين العزل.
       كل من قُتِل في سبيل الدفاع عن حريّة الوطن وتحريره من نظام "الاحتلال الداخلي" فهو شهيد، نسأل الله أن يتقبله في الشهداء والصالحين.
       تواصل الاحتجاجات والمظاهرات المندّدة بالنظام الوحشي وممارساته غير الوطنية، هو عمل وطني رفيعٌ يعكس حب الوطن والإخلاص له ولقيمه الأصيلة.
       تؤكد الرابطة مجدّدًا أهميةَ الحرص على التنوع المذهبي والطائفي في سوريا، وأنه يشكل ضمانةً لهذا البلد وأمنًا، وينبغي أن يكون الجميع يدًا واحدة على هذا النظام المجرم الذي لا يمثل إلا نفسه فهو نظام طائفة المصالح!.
       إن جميع الطوائف في سوريا إخوة في الدين والوطن، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، فالجميع يتساوَون في المواطنة حقوقًا وواجباتٍ، ولا يجوز التعرض لهم أو النيل منهم أو ترويعهم أو أذيتهم لمجرد انتماءاتهم.
       تتبرأ الرابطة من السلوك الطائفي وغير الشرعي لبعض الجهات أو الأشخاص الذين يحرضون على الفتنة الطائفية أو ينفخون فيها، وتحثهم على الالتزام بشرع الله وهديه في التعامل مع الآخر المختلف مسلمًا كان أو غير مسلمٍ، وأن يكفّوا أيديهم وألسنتهم عن الثورة السورية المباركة، وأن يكونوا عونًا لها بدل أن يكونوا عونًا لأعدائها وهم لا يشعرون!.
       نخاطب القيادات العربية والإسلامية ونحمِّلهم مسؤولية الصمت المطبق الذي استخدمه النظام السوري الغاشم سلاحاً في وجه شعبه، ودرعاً أمام الرأي العام العالمي بمنظماته المختلفة.
       نهيب بزعماء الدول العربية والإسلامية عموما ودول الخليج وتركيا خصوصا أن تقف مع الشعب السوري لتحقيق مطالبه المشروعة، وتقدم له الدعم المادي والمعنوي والسياسي وغيره من وجوه الدعم الذي يرفع عنه الظلم المطبق عليه.
وفي هذه المناسبة ندعو الله تعالى أن يزيد هذا الشعب قوة وثباتا ويربط على قلوبهم ويثبت أقدامهم في طريق نضالهم الشائك حتى تستقر سفينتهم على شاطئ العزة والكرامة.
وإذا بدأ شهر رمضان المبارك بمجزرة هلال رمضان، فإننا على يقين باقتران النصر بشهر رمضان المبارك فهو شهر الانتصارات الحاسمة في تاريخ الأمة الإسلامية، ونسأل الله أن يحقق النصر لأمتنا وشعبنا في هذا الشهر العظيم ويختمه بفرحتين: فرحة الفطر، وفرحة سقوط النظام البعثي الغاشم.
والله مولانا وحسبنا وناصرنا.
3 رمضان المبارك 1432

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين