بصائر نفسية إسلامية -15- شفاء لما في الصدور  6 من 6

 

 

     المؤمن بشر يصيبه ما يصيب البشر من أمراض نفسية وجسدية، وهو بشر تغيب عنه بعض حقائق الإيمان والإسلام الذي ارتضاه لنفسه ديناً، فيتمكن الشيطان من أن يحزنه ويقلقه:

      {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة268 يخوف به الشيطان أولياؤه: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} آل عمران175 لكنه لا يقدر على المؤمن الموحد لله حق التوحيد والمتوكل عليه: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }النحل99).

     والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: [إعقلها وتوكل].

     وهنالك ظن خاطئ آخر، متولد مما سبق من اعتقاد غير صحيح، وهو الظن أن القلق والاكتئاب لا علاج له إلا العلاج الديني بالقرآن الكريم والرقية، وإخراج جان توهم المعالج والمريض أنه قد دخل في بدن المريض، ويشجع المريض على ترك الأدوية النفسية، وعلى الذهاب إلى إمام أو مطوّع يعالجه، وتطول معاناة المريض المتدين، لأن كثيراً من الوقت يضيع وهو يحاول الاستشفاء على يد المطوعين والمشايخ، وفي النهاية يحط رحاله عند طبيب نفسي، ويكتشف أن الأمر مرض لا يختلف عن الأمراض الأخرى  كالسكري وغيره.

   فمتى نرقى بفهمنا لديننا، فلا نخلط بعقيدتنا أوهاماً ليست منها؟.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين