باقة بقدونس وأغصان من الذاكرة

 

- في حياة الإنسان امتحانات وشدائد ، وفي لحظات الشدة تطير نفسه إلى أغصان السعادة لتستريح عندها وتستمد منها العزم .

- وقفت على جدار الزمن ، أطلّت نفسي على ستين سنة مرت من حياتي ، لم أجد في صندوق الذاكرة أن الكهرباء انقطعت عن بيتنا ساعات من اليوم ، كان عامل الكهرباء يصعد على خشبة الكهرباء وقد لبس في رجليه مشابك حديدية يغرزها في جسم خشبة الكهرباء ، ليصعد إلى أعلاها ويصلح الكهرباء ، وكان الإنسان الذي يتأخر عن دفع فاتورة الكهرباء تقطع الكهرباء عن بيته ، في هذه الأيام من ألعاب التسلية والكلمات المتقاطعة ، سؤال : عن مدة انقطاع الكهرباء والماء والغاز في السنة في الشهر في الأسبوع في اليوم ...

- موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية تحمل من الحضارة الغربية المخترعات والإبداعات ، وتحمل من البلاد العربية ، أكبر صحن سلطة ، وأكبر سيخ كباب ، مرت أزمة في بلدي ، وصلت فيها باقة البقدونس إلى مئة ليرة سورية ، شعرت أننا نظلم موسوعة غينيس إذ لم نرسل لها صورة باقة البقدونس مع سعرها ، منذ ستين سنة كان عامل البناء يعمل لمدة شهر ب مئة ليرة .

- منذ ستين سنة كان الأب يعطي ابنه في الصباح وهو ذاهب إلى المدرسة فرنكاً ليشتري به ما لذ وطاب ، كان الطلاب في المدرسة الابتدائية إذا عرفوا أن طالباً يتحرك في جيبه عشرة فرنكات تأخذهم الحيرة و العجب .

- تدور الأيام ، وتقف مئات الليرات في الزوايا المظلمة حزينة باكية على ماضيها المجيد وتتلقى من الفراشات العزاء . لا حول ولا قوة إلاّ بالله . سبحان من يغير الأحوال . 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين