انتهاء

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

وبعد

الفأل الحسن من سمات الإسلام يحرك صاحبه بتقوية عزمه، ويبعثه على الجد، ويشعره بالطمأنينة، ويقوده إلى إحسان الظن، ويبشرْ بحسن العواقب، ولذا "كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يعجبه الفأل". فالفأل يستفتح به أقفال الغيب بحسن الظن.

والتّفاؤل: انشراح قلب الإنسان وإحسانه الظّنّ، وتوقّع الخير بما يسمعه من الكلم الصّالح والحسن الطّيّب.

والإسلام كله دعوة للتفاؤل وعدم الاستسلام لليأس والقنوط حتى الذين أسرفوا في الذنوب والخطايا. قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: 53).

وفي ذلك حثّ على العمل الصالح وتحقيق خلافة الله على الأرض.

ومن رحمة الله تعالى بعباده أن الشدائد والطواعين والأوبئة، لا تطول مدتها ولا يستمر بلاؤها، وأنها تأتي تخويفاً من الله لعباده لعلهم يرجعون ويضرعون ويتوبون ويصلحون.

وانتهاء هذا الوباء"كورونا"برحمة الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وجريان العادة التاريخية بكشفه وانتهائه.

(أولاً) رحمة الله غالبة وسابقة:

(1) قَالَ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحج: 65] أَيْ: مَعَ ظُلْمِهِمْ.

كَمَا قَالَ: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ} [الرَّعْدِ: 6] .

ففي جميع الأحوال تكون رأفة الله بالناس بتيسير منافعهم الذي في ضمنه دفع الضر عنهم.

والرؤوف: صيغة مبالغة من الرأفة أو صفة مشبهة، وهي صفة تقتضي صرف الضر.

والرحيم: وصف من الرحمة، وهي صفة تقتضي النفع لمحتاجه، فتصور اجتماعهما.

فالله يعامل خلقه معاملة من يرأف بهم ويشفق عليهم، ومعاملة من ينعم عليهم ويرحمهم في عامة أمورهم، وإن هذه الجملة السامية في مقام التعليل لما سبق من تصرفه في الكون، وقد أكدI رأفته ورحمته بهم، بعدة مؤكدات، أولها، (إِنَّ)، وثانيها تقديم (بِالنَّاسِ)، وثالثها بـ " اللام "، ورابعها بالتعبير بالصفة المشبهة، والرأفة أشد من الرحمة وأبلغ، والفرق بين الرأفة والرحمة، أن الرأفة مبالغة في رحمة خاصة، وهي: دفع المكروه وإزالة الضرر ([1]).

(2) وفي الحديث المتفق عليه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله تعالى : سبقت رحمتي غضبي»، وفي رواية: «لما قضى الله الخلق كتب في كتابه على نفسه، فهو موضوع عنده: إن رحمتي تغلب غضبي».

فرفع المكروه وإزالة الضُر وكشفه من عموم رحمة الله وشمولها وسبقها وغلبتها، والوباء والشدة والبلاء من غضب الله، فاليقين أن رحمته جل جلاله سابقة وغالبة، فليبشر المذنبون المستترون بسعة رحمة الله وسبقها وغلبتها، وليحذر المجاهرون بالمعاصي من وعيد الله النافذ على من شاء من عباده، ورحمة الله السابقة أكثر من أن يحيط بها الوصف.

فرحمته تسبق غضبه، وحلمه يسبق مؤاخذته، وعفوه يسبق عقوبته.

والرحمة مقتضى صفة ذاته جل جلاله، وأما الغضب فإنه متوقف على سابقة عمل من العبد الحادث بصدور المعصية منه بخلاف تعلق الرحمة فإنها فائضة على الكل دائمًا أبدًا.

فقسط الخلق من الرحمة أكثر من قسطهم من الغضب، وهي تنالهم من غير استحقاق، والغضب لا ينالهم إلا باستحقاق، فالرحمة تشمل الإنسان جنيناً ورضيعاً وفطيماً وناشئاً من غير صدور طاعة تستوجب ذلك، ولا يلحقه الغضب إلا بما يصدر عنه من المخالفات.

والله تعالى غفور رحيم بالذات معاقب بالعرض، كثير الرحمة مبالغ فيها، قليل العقوبة مسامح فيها، ولو تأملنا لوجدنا رحمته وخيره تعالى سابق لأي ابتلاء لأنها تَفْضُل لا تحتاج سبباً أما الغضب فهو متوقف على سابقة ما يوجبه وهذا يقود لليقين بسعة رحمة الله، وكثرة فضله في حلمه قبل انتقامه، وعفوه قبل عقوبته، فالحمد لله على ما ساق إلينا من النعم قبل استحقاقنا. ([2]) وما رفع عنا من النقم بالرغم من استحقاقنا.

(3) ولأن الرحمة سابقة وغالبة:" فإن الله سبحانه جعل الشدائد والآلام والشرور في هذه الدار بتراء لا دوام لها، وجعل الشدة بين فرجين، فرج قبلها وفرج بعدها، والعسر بين يسرين، والبلاء بين عافيتين، فليس عنده شدة دائمة ولا بلاء دائم ولا كرب دائم في هذه الدار التي هي دار ظلم وبلاء وخيراتها ممزوجة بشرورها، وذلك أن الآلام والشدائد شرور، والشر ليس إلى الله بخلاف الخيرات والنعم، فإنها من مقتضى صفاته، فهي دائمة بدوامه..

فالقضاء الإلهي خير كله، فإن مصدره علم الله وحكمته وكماله المقدس، فهو خير كله ومصلحة وحكمة وعدل ورحمة، ودخول الشر فيه عارض لا ذاتي، والعرض لا يقصد لذاته فلا يجب دوامه كدوام ما يقصد لذاته من الخيرات والمنافع.

فإذا ابتلى الله عبده بشيء من أَنواع البلايا فإن رده ذلك الابتلاء والمحن إلى ربه وجمعه عليه وطرحه ببابه فهو علامة سعادته وإرادة الخير به. والشدة بتراء لا دوام لها وإن طالت، فتنكشف عنه وقد عوض منها أجلّ عوض وأفضله، وهو رجوعه إلى الله بعد أن كان شارداً عنه، وإقباله عليه بعد أن كان نائياً عنه وانطراحه على بابه بعد أن كان معرضاً، واقفاً على أبواب غيره.

وكانت البلية عين النعمة، وإن ساءَته وكرهها طبعه ونفرت منها نفسه فربما كان مكروه النفوس إِلى محبوبها سبباً ما مثله سبب، وقوله تعالى فى ذلك هو الشفاءُ والعصمة: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيئاً وَهُوَ شَر لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].

وإِن لم يرده ذلك البلاءُ إلى مولاه وشرد قلبه عنه ونسيى ذكر ربه والضراعة إليه والتذلل بين يديه والتوبة والرجوع إليه فهو علامة الشقاوة، فيقلع عنه البلاء ويحكم طبيعته سلطان شهوته ومرحه وفرحه، وأنواع الأشر والبطر والإعراض عن شكر المنعم عليه بالسراء، كما أعرض عن ذكره والتضرع إليه فى الضراء، فبلية هذا وبال عليه وعقوبة ونقص فى حقه، وبلية الأول تطهير له ورحمة وتكميل..". ([3]).

(ثانياً) بشرى نبوية:

عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّهَا أَخْبَرَتْنَا "أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَنْ الطَّاعُونِ. فَأَخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّهُ كَانَ عَذَاباً يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِراً يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلاَّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ" .

"فيمكث في بلده" في رواية أحمد: "في بيته"، وللبخاريّ في "القدر" بلفظ: " يَكُونُ فِي بَلَدٍ يكون فيه، ويمكث فيه، ولا يخرج من البلد"؛ أي: التي وقع فيها الطاعون.

هذا الحديث فيه بشريات لهذِه الأمة للصابرين، والمحتسبين، وفيه بشرى بأن الوباء لا تطول مدته، لأن المقصود الأثر الذي يبقى في النفس عند عموم النازلة .

فمن جوامع كلمه صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث قوله " فيمكث" والمكث: البقاء في المكان وملازمته زمناً ما، أو الإقامة والتلبث في المكان مع ثبات وانتظار، والفرق بين المكث والإقامة أن الإقامة تدوم والمكث لا يدوم. ([4]) قال الألوسي في قوله تعالى:"(قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ) مقيمون في العذاب أبداً لا خلاص لكم منه بموت ولا غيره، وهذا تقنيط ونكاية لهم فوق ما هم فيه، وذكر بعض الأجلة أن فيه استهزاء لأنه أقام المكث مقام الخلود والمكث يشعر بالانقطاع لأنه كما قال الراغب ثبات مع انتظار ([5]). والصبر يكون على المكروه وهنا مكاره: منها عدم الخروج من البيت أو من البلد من باب التحرز والحذر، ومنها حبس النفس على عدم الرجوع إلى الموطن الأصلي فراراً من بلد وقع فيه.

والحكمة هي منع نقل العدوى وتعريض النفس للهلكة ومحاربة جزع النفس بالإيمان بعلم أن ذلك من قدر الله، وأنه لن يصيبه إلا ما قدره الله، وأن انتقال الوباء والإصابة به، والشفاء منه والموت بسببه كل ذلك واقع بإرادة الله تعالى ومشيئته، وليست الأوبئة والأمراض تنتقل بطبعها بل ذلك تقدير العزيز العليم.

وما يشاع الآن أن هذا الوباء مؤامرة والبعض يقول إنه أمر طبيعي فإن الصواب والحق أن ذلك كله بإرادة الله وتقديره وقدرته، فلا شيء يقع في الكون إلا في كتاب مبين. { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 59]

وذلك مثل الحروب والاعتداءات وقتل الناس بتسميمهم وسرطنة الغذاء والدواء كلها أسباب قدرها الله وكتبها، يحمل وزرها من تسبَّب فيها، أما الوباء فإن الله جعله كرامة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيؤجر بها المؤمن فتكون شهادة له ، وقد كانت عذاباً للأمم السابقة ولغير المؤمن كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .

فلزم الفرار إلى الله والتوكل عليه والتوبة إليه فالأمر لله من قبل ومن بعد.

(ثالثاً) جريان العادة بعدم دوام الوباء:

من طمأنينة القلب الإيمان بأسماء الله وصفاته، لأن نورها وخيرها يفيض على سائر المخلوقات للدلالة عليه جل جلاله، وتوحيده وتعظيمه ففي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد.

وفي موضوع الابتلاء بالشدة والوباء نجد رحمة الله تغلب غضبه، ولطفه يعم أحوال الناس، فهذا مأجور لصبره، وهذا مقبول لتوبته، وهذا أعرض فأعرض الله عنه، فلا كدر يدوم، وإنما يرسل الله آياته ليتوب البشر ويؤوبوا.

وقد ألف علماؤنا في الطواعين والأوبئة عبر التاريخ الإسلامي كثير من المؤلفات تزيد على السبعين مؤلفاً منها ما وصلنا ومنها ما لم يصل، وللدكتور محمد علي عطا بحث بعنوان "المنار المنيف في مكافحة الطواعين بالتأليف" وقد ذكر فيه الأوبئة والطواعين من القرن الأول إلى الآن وما أُلِف حتى وقتنا.

وبالنظر في العشرات منها ما بين مطبوع ومخطوط، بالإضافة إلى كتب التاريخ والتراجم والطب النبوي تبين أن الوباء والطاعون لا يطول زمنه ولا يستمر ضرره.

وهذه المؤلفات سواء كانت تاريخية أو خاصة بالطاعون كان الكثير من مؤلفيها شهوداً على فترات استشرت فيها الأوبئة وقتلت أعداداً كثيرة من الناس، وهذه التجارب التاريخية الصادقة والسنة الربانية النافذة، دلت على أن الطواعين تستمر أشهراً لا تزيد على ذلك إلا نادراً.

فأحياناً ثلاثة أوخمسة أو ستة أو سبعة أشهر أو سنة، وهذا من فضل الله وسبق رحمته لغضبه.

ويجدر بنا أن ننبه لأمر وهو أن: المدة تكون خاصة بكل إقليم أو دولة على حدة على ما هو مشاهد الآن وكذلك في السوابق التاريخية، فمثلاً المقريزي لما تحدث عن الوباء الأسود قال :"انْتَشَر الوباء فِي الإقليم بأسره وَاشْتَدَّ بديار مصر فِي شعْبَان ورمضان وشوال وارتفع منتصف ذِي الْقعدَة.، وهو وباء لم يعْهَد فِي الْإِسْلَام مثله"يعني أنه استمر خمسة أشهر تقريباً، ثم قال بعدها :"وَقدم الْخَبَر من دمشق بِأَن الوباء كَانَ بهَا أخف مِمَّا كَانَ بطرابلس وحماة وحلب وكان ابتداؤه في شهر رجب" ([6]).

ويتحدث ابن حجر رحمه الله عن: طاعون مسلم بن قتيبة، سنة (131ه) فيقول: كان بالبصرة في شهر رجب، واشتد في رمضان، ثم خف في شوال.

ثم يضع لنا قاعدة مبنية على استقراء وتتبع فيتحدث عن طاعون وقع (سنة 833ه) فيصفه بأنه أوسع هذه الطواعين كلها وأقطعها، وليس له نظير: "وخالف الطواعين الماضية في أمور كثيرة منها: أنه وقع في الشتاء وارتفع في الربيع، وكانت الطواعين الماضية تقع في فصل الربيع، بعد انقضاء الشتاء، وترتفع في أول الصيف"([7]).

إذن الوباء لا يعم الناس دفعة واحدة، ولا يقع في الأقاليم والبلدان في وقت واحد، وهذا من لطف الله في أقداره ليأخذ الناس بالأسباب، ويتعظ من كان بعيداً وسمع به، ويتوب من كان على المعصية مقيماً، ويأخذ حذره بقدر الله فراراً إلى قدره جل جلاله.

فالوباء الحالي فيروس "كورونا" كانت الصين أول مصاب به واليوم تعافت منه، وما ذلك إلا لأن كورونا قد خفّ بها وانتهى عمره فيها، فظهر تعافي الناس، وسيظهر تعافيهم أيضاً في باقي البلدان وفي أوروبا ظهر التعافي في ألمانيا كما صرح وزير الصحة بذلك حيث أعلن السيطرة على الوباء بزيادة حالات الشفاء وقلة عدد المصابين والوفيات والعودة الجزئية للمدارس.

وخلال الأشهر القادمة -بمشيئة الله- سنجد الدول التي أصيبت متتابعة في التعافي.

فإن للوباء عمراً لا يتجاوزه، ودورة الطبيعة وعواملها تؤثر فيه وتستنزفه وتؤقلمه وتستأنسه وتدجنه، إلى أن يفقد قدرته على الفتك ويتلاشى وكل ذلك بقدرة الله وقدره .

فلكل وباء عمراً محدداً لا يتجاوزه، حتى وإن لم تك لقاحات، وحين يبلغ الوباء نهاية عمره يتلاشى ويضمحل ويضعف تأثيره على الناس، ويكون الناس قد اكتسبوا منه مناعة فلا يضرهم.

والأوبئة عبر التاريخ كان غالبها لا ينتهي باكتشاف علاج لأنها " أمراض عقابية لا علاجية" يراد بها التهذيب وتطهير النفوس.

فالله جل جلاله قدر كل شيء ولا يقع شيء إلا بإرادته فالخير منه والشر ليس إليه:"والْملك وَالْإِنْسَان والشيطان أَو شَيْئا من الْمَخْلُوقَات من فلك أَو كَوْكَب أَو غَيرهمَا لا يقدر على خير أَو شَرّ أَو نفع أَو ضرّ بِنَفسِهِ بل كل ذَلِك أَسبَاب مسخرة لَا يصدر مِنْهَا إِلَّا مَا سخرت لَهُ.([8]).

فواجب الوقت القنوت في الصلوات والدعاء وذكر الله والصلاة على خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم. والخضوع والخشوع والتضرع والتوبة والإنابة. فما نزل بلاء إلا بمعصية ولا رُفع إلا بتوبة.

اللهم إنا ندعوك بأفضل ما دعاك به الداعون أن ترفع عنا الوباء والطاعون لا نلتجئ في رفعه إلا إليك ولا نعوّل في العافية منهما إلا عليك، اللهم يا غفور يا رحيم يقيناً بسعة رحمتك، وكثرة فضلك في حلمك قبل انتقامك، وعفوك قبل عقوبتك، فلك الحمد والمجد والفضل على ما سقت إلينا من النعم قبل استحقاقنا، وما رفعت عنا من النقم بالرغم من استحقاقنا.

[1]) تفسير ابن كثير (5/ 451) تفسير ابن بدران (ص: 378) التحرير والتنوير(17/ 325) زهرة التفاسير (9/ 5021) التفسير الوسيط(1/ 227)

[2]) شرح صحيح البخاري لابن بطال (9/ 264) (10/ 489) فتح الباري (6/ 292) إرشاد الساري (10/ 394) شرح المشكاة للطيبي (11/ 3601) فيض القدير (4/ 548) الإفصاح عن معاني الصحاح (6/ 307) المنهل الحديث في شرح الحديث (3/ 123)

[3]) مختصر الصواعق المرسلة (ص: 268) طريق الهجرتين (ص: 163) بتصرف.

[4])لِسَان العَرَب: مَادة (مكث) 2/ 191.التحرير والتنوير (19/ 248) تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (20/ 441) تفسير العز بن عبد السلام (2/ 294) تفسير الماوردي النكت والعيون (3/ 395)

[5]) روح المعاني (13/ 102)

[6])السلوك لمعرفة دول الملوك(4/ 80، 85)

[7]) بذل الماعون في فضل الطاعون لابن حجر العسقلاني (ص: 369)

[8]) المقصد الأسنى (ص: 145)

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين