اليوم الوطني للتضامن مع ذكرى مجازر الأرمن


رسالة مفتوحة إلى وزير التّربية اللّبناني




في سابقةٍ "لبنانيّة" تدعو للوقوف مطوّلاً عندها تنديداً وتحليلاً، أطلّ علينا وزير التّربية "العتيد" بقراره ليوم وطني تضامناً وتعاطفاً مع ذكرى مجازر الأرمن، قضيّة أقلّ ما يُقال فيها وعنها أنّها خلافيّة بامتياز..
..وكان الأحرى بشخص يتبوّأ منصباً رسميّاً أن يتحرّى قبل غيره عن الحقيقة من كلا طرفيْ النّزاع قبل الإنحياز إلى طرف بعينه، فضلاً عن الأخذ بعين الإعتبار التّوازن الطّائفي الحسّاس والهشّ، ومشاعر"الآخرين" في الوطن وهم كثر بل أكثريّة، من لا يشاطره هذا الرّأي المشبوه بخصوصيّته ودوافعه وغاياته..

 ولكن، إن سلّمنا جدلاً بحصول بعض المظالم، وتماشياً مع حملة "المشاعر الجيّاشة" الّتي تكاد تبكي الحجر، والّتي تلفّ بعض عواصم الغرب "المرهف الأحاسيس" مع الشّعوب المقهورة والمسحوقة، لكن مع الدّعاء لهذا الغرب نفسه "بسلامة النّظر" فيما يتعلّق بثورة بلاد الشّام المجيدة، ثمّ تماشياً كما ذكرنا آنفاً مع الخطوة الغير مسبوقة لوزير التّربية اللّبناني "السّبّاق" في تعاطفه مع مكوّنات الوطن ولو "إنتقائيّاً"، ومرّة أخرى تذكيراً حيث أنّ قضيّة ما يُسمّى بمذبحة الأرمن قضيّة خلافيّة بامتياز، علماً بأنّي أرجّح الصّواب والحقّ مع الجانب التّركي كونه فتح الأبواب مشرّعةً داعياً من شاء من الباحثين والتّاريخيّين مرّات ومرّات للإطّلاع على الأرشيف بما يحتويه من وثائق تاريخيّة وأدلّةٍ دامغة، وحيث أنّ الشّيء بالشّيء يُذكر وأنّ سنّة لبنان يتعاطفون مع جميع الشّعوب المظلومة على وجه الأرض بلا استثناء بدءاً بإخوانهم من السّنّة حيثما وُجِدوا، أطالب "معاليه" بأن يبرز لنا الأدلّة الدّامغة الّتي استند إليها ليقرّ ويعتمد الرّواية الأرمنيّة في قراره هذا، وأعد بأنّني سأقف في مقدّمة المتعاطفين مع الأرمن في مظلمتهم التّاريخيّة "إن ثبتت" كما يروونها وبالوقائع والأدلّة، وإلّا فإنّي أطالب "معاليه" بسحب قراره هذا أو باعتماد "أيّام وطنيّة" لذكرى ما يلي بانتظار جلاء الحقيقة الدّامغة حول قضيّة الأرمن:

?-مجازر مسلمي البوسنة والهرسك على ايدي الصّرب

?-مجازر مسلمي الروهينجا على أيدي النّظام البوذي العنصري

?-الإضطهاد الشنيع لشعب الأحواز المقهور

?-الإبادة الجماعيّة الّتي تعرّض لها شعب الشّيشان على أيدي الرّوس الغزاة المحتلّين الغاصبين

?-المجازر المروّعة الّتي ذاقها الشّعب الجزائري على مدى ??? سنة على أيدي الفرنسيّين

?-الإبادة الجماعيّة لمسلمي الأندلس بواسطة محاكم التّفتيش وبأوامر مباشرة من كنيسة روما وقتها

... واللّائحة تطول...وتطول، لكن سأكتفي بهذا القدر والملخّص علماً بأنّ الشّواهد يزيد تعدادها على ??? بنداً، يعني أكثر من أيّام السّنة، ويعني أيضاً أن يعطّل لبنان ومدارسه كلّ أيّام السّنة، ولا ضير في ذلك لاّنّه أصلاً معطّل ومشلول وحالة اقتصاده بالويل فضلاً عن سياسيّيه الخربين..

أخيراً أتساءل: ما المصلحة الوطنيّة وحتّى الأخلاقيّة البحتة يا معالي الوزير من قرار كهذا خاصّة وأنّ المسألة المطروحة خلافيّة بامتياز، فضلاً عن إثارة النّعرات الطّائفيّة في بقعة من العالم عانت ما عانت من النّزاعات والحروب الأهليّة وغير الأهليّة، ثمّ إحتمال راجح بإثارة أزمة مع بلد شقيق فتح أبوابه لاغياً التّأشيرة على اللّبنانييّن على كافّة انتماءاتهم وطوائفهم ليزوروه ويتبضّعوا من مصانعه وأسواقه...؟
 
بدنا "دفشة لقدّام" يا "معالي" الوزير!

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين