الواتس أب مرة أخرى 

الواتس أب WhatsApp تطبيق للمراسلة على أجهزة الاتصال الحديثة غني عن التعريف.

وهو بالإنجليزية منحوت من كلمتين، وورد في تعريفه بالإنجليزية أنه Messaging Application. وفي مقالة سابقة قدمت محاولة لتعريب المصطلح مبنية على النحت والتعريب، واقترحت مصطلحين وهما: 

1- واسب يواسب مواسبة، على وزن راسل يراسل مراسلة.

2- تواسب يتواسب تواسبا، على وزن تراسل يتراسل تراسلا. 

ودعوت أهل العربية ليسهموا بآرائهم حول الموضوع. 

الردود التي وصلتني تتلخص في مجموعات أربع:

1- مجموعة لا ترى تعريب المصطلح، لأنه أجنبي وانتشر بين الناس بهذا الاسم. وسألني أحدهم: كم شخصاً يستخدم كلمة الرائي بدلا من تلفزيون؟وجوابي بأن القرار بيد وزراء الإعلام الذين يستطيعون فرض المصطلحات على وسائل الإعلام، فيعتادها الناس. وفي الحقيقة فإن الترجمة والتعريب لم يتوقفا، ومجامع اللغة العربية تقر كثيرا من المصطلحات على الدوام. وهناك مركز في المغرب لتنسيق التعريب. ومن ناحيتي، فقد وضعت معجما في هندسة الطيران والفضاء زادت مصطلحاته عن 13500 مصطلح، فهل ضاع جهدي؟ وسألني أحدهم سؤالا نكأ جرحاً: كم جامعة اعتمدت معجمي؟

2- مجموعة رأت أن نأخذ معنى المصطلح بالإنجليزي ونترجمه. والمصطلح الإنجليزي كما أشرت آنفا منحوت من كلمتين، أو بالأحرى من عبارة وكلمة. العبارة: What's up تعني: ماذا يحصل، أو ما هي الأخبار... الخ، والكلمة Application تعني تطبيق، فصار WhatsApp. فكيف تكون الترجمة؟ والمعروف أن ترجمة المصطلحات لا تقف عند المعنى الحرفي، بل تترجم المقصود. والمقصود هنا أنه تطبيق للمراسلة.

3- مجموعة اجتهدت بطريقة أخرى، ومنهم د. حسان الطيان، الذي سبق أن اقترح لفظ الوثاب، مُشاكَلة للفظ الأجنبي من جهة، ولأنه يحمل معنى الوثب بسرعة فائقة. أما الدكتور هيثم الرغبان فرأى مصطلح التراسل، أي تراسل يتراسل تراسلا. وهكذا علينا أن نقول مثلا تراسل معه بالوثاب، بدلا من اقتراحي واسبه أو تواسب معه.

4- مجموعة اقترحت مصطلحات أخرى، ومنهم د. هيثم الرغبان، الذي قال إن كان ولابد فليكن: وَتْسَبَ يُوَتْسِبُ وَتْسَبَةً. وقد تراسلت معه عبر الوثاب (!)، بأن مقترحه فيه وجهة نظر، وهو على وزن فعلل يفعلل فعللة، وطلبت منه بعض الأفعال على هذا الوزن، فأرشدني إلى كتاب (شذا العرف في فن الصرف) للشيخ أحمد الحملاوي، الذي جاء فيه، في باب أوزان الرباعي المجرَّد وملحقاته: للرباعي المجرَّد وزن واحد، وهو فعلل، كدحرج يدحرج، وَدَرْبَخ يدربخ. ومنه أفعال نحتتها العرب من مركبات، فتحفظ ولا يقاس عليها، كبسمَلَ: إذا قال: بسم الله، وحوقل إذا قال: لا حول ولا قوة إِلا بالله، وطَلْبَق إذا قال: أطال الله بقاءك، ودَمْعَزَ إذا قال: أدام الله عزك، وجَعْفَل إذا قال: جعلنى الله فداءك.

وهذه الأمثلة المنحوتة جعلتني أتمسك أكثر بضرورة تعريب المصطلح بالنحت. لاسيما وأن علماء العربية مثل ابن منظور والزبيدي والجوهري حددوا تعريب الأعجمي بأن تتفوه به العرب على مناهجها وأن يُدرج في أوزانها، أي يُصاغ على المقاييس الصرفية العربية.

وهكذا صار مطروحا أمامنا ثلاثة مصطلحات: 

1) واسب يواسب مواسبة، على وزن راسل يراسل مراسلة.

2) تواسب يتواسب تواسبا، على وزن تراسل يتراسل تراسلا. 

3) وَتْسَبَ يُوَتْسِبُ وَتْسَبَةً، على وزن فعلل يفعلل فعللة.

لعل أهل اللغة يصوبونا مشكورين.

انظر المقالة السابقة هــــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين