الهروب الكبير

 

طبيب يخطب ، محاسب يعظ ، مهندس يؤلف في الاسلاميات ، تاجر يعلم الفقه للناس ، إعلامي أو صحفي يفتي ويدلي بآرائه التي يراها مهمة في كل شيء تقريبا ، أستاذ في الاقتصاد يحقق كتب التراث ، صيدلي يؤلف في الاعجاز العلمي ، خريج جامعة أمريكية يسوق نفسه كشيخ ، محامي يقدم برامج دينية.

 

ما يغعله هؤلاء يشبه عندي الفرار من الزحف ؛ لانهم تركوا ما أقامهم الله فيه وجنبوا تخصصاتهم التي عليهم أن يقدموا فيها للأمة شيئا يقيمها من وهدتها ويقيل عثرتها . لقد تركوا واجبهم ليقوموا بواجب غيرهم مما يدل على انعدام الرؤية وخلل ميزان الاولويات ؛ إذ المطلوب من كل من تخصص في فن أن يبدع فيه وتكليفه العيني إتقانه ؛ فبدلا من أن يشق هؤلاء طريقا للأمة جديدا في فروعهم العلمية التى غالب ما عندنا فيها مستورد مأخوذ عن غيرنا مؤطر بأطره الفلسفية = لجئوا للأسهل حتى لا يفقد الواحد منهم الاحساس بالقيمة ، ربما ..!!

 

ظاهرة تستحق الدراسة .. وهي عندي قبل أن تكون من التسور على الدين والافتئات على التخصص = جزء من حالة التوهان العام والتخبط الذي تحياه الامة أفرادا وجماعات ؛ حتى ما عاد أحد يعلم ماذا يريد .. !!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين