الهجرة النبويّة فن التخطيط والإعداد وبراعة الأخذ بالأسباب

 

 

تتجلى في أحداث الهجرة النبوية براعة التخطيط لإنجاح هذا الحدث العظيم، ويتجلى ذلك في تفاصيل حدث الهجرة من إرهاصاتِه في مكة إلى أن حطت الناقةُ المأمورة رحلَها في المدينة، ومن صور التخطيط المتميز والإعداد المتقن على سبيل المثال لا الحصر

 

• من إعداد الوسائل اللازمة لنجاح الحدث:

ـ أبو بكر رضي الله عنه يعدُّ الراحلتين قبل أشهر عدة من الهجرة

ـ يحملُ أبو بكر رضي الله عنه ماله معه لاحتياج الطريق

ـ توزيع الأدوار بين القائمين بعمل الهجرة سابق على الشروع في العمل

ـ اتخاذ الدليل الماهر العارف بالطريق وهو عبدالله بن اريقط الكافر مأمون الجانب

ـ تجهيز نقاط الاستراحة والاختفاء مسبقا إذ كانت خطة السير والتحرك واضحة قبل الهجرة

ـ ترتيب آلية وصول الامداد اللازم من الزاد والاخبار أثناء الاستقرار في غار ثور

 

• من الاجراءات والتدابير والاحتياطات الأمنية:

ـ خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر رضي الله عنه متقنعا متخفيا في حر الظهيرة وهو الوقت الذي لا يوجد فيه الناس في الطرق إذ يأوون إلى ظل البيوت؛ وذلك في يوم الهجرة ليخبره بساعة الانطلاق

ـ طلب النبي صلى الله عليه وسلم من أبي بكر رضي الله عنه أن يكون وحده ولا يسمعه أحد، وذلك في قوله: أخرِج مَن عندك

ـ خروج النبي صلى الله عليه وسلم من بيته ليلا

ـ نوم علي رضي الله عنه في فراش النبي صلى الله عليه وسلم لإيهام قريش ببقائه في البيت.

ـ توجه النبي صلى الله عليه وسلم الى الجنوب في حين أن المدينة تقع في الشمال تمويها على قريش

ـ اختفاؤه صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة أيام حتى انقطع عنه الطلب

ـ عامر بن فهيرة رضي الله عنه يسير بأغنامه خلفَ عبدالله وأسماء ابني أبي بكر رضي الله عنهم بعد انطلاقهم صباحا إلى الغار وبعد عودتهم مساء منه ليعفيَ آثار أقدامهما.

ـ عدم سيره صلى الله عليه وسلم في الطريق المتعارف عليه من مكة إلى المدينة بل سلك طريقا متعرجا ضاعَف المسافة إلا أنه كان أمثل في الأمان.

ـ لم يميز رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه عن أبي بكر في اللباس والهيئة حتى أن أهل المدينة الذين لا يعرفونهما مسبقًا لم يفرقوا بينهما عندما وصلا إليها.

ـ التورية في الكلام فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسيرُ بين يدي أبي بكر رضي الله عنه وأبو بكر شيخ يعرف، ونبي الله صلى الله عليه وسلم شاب لا يعرف، فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين