المناشدات العشر الثانية إلى إمامنا في العشاء والتراويح

فيما يتعلق بعلاقة الإمام بالمقتدين، وكسب قلوبهم:

١- التفت إلينا بين الفينة والأخرى وارفع من هممنا، وأبعد التكاسل عنا، عسى أن نكون من المفلحين، إذ إنها لكبيرة إلا على الخاشعين.

٢- لا بأس بأن تفتح المجال لمن يؤم في محرابك، ويخفف عنك المسؤولية في الإمامة، وحين تصطف معنا وتصلي مقتديا مثلنا تتبادل شعورنا، ونحسّ بقربك منا.

٣- هناك من يزاحمك ليخطفنا من ورائك، بدءا من الإعلام 

إلى الأسواق 

إلى الأهل والجيران

فكم مسؤوليتك عظيمة، وحملك ثقيل، أن تختطفنا من كل هؤلاء لنمثل بين يدي الله خاشعين متضرعين.

٤- لا تمتعض من غير المتابعين للصلاة معك،ولا تظهر حرصك على بقائهم، ولا تحرجهم بالبقاء معك، بل أشعرهم أنهم مخيرون أحرار، وهذا لا يتنافى مع حرصك على فائدتهم ومنفعتهم.

٥- لا تهتم بكثرة المصلين من خلفك، بل اعتن بالنوعية على حساب الكم، واعمل على الأثر الذي تحدثه في النفوس والسلوك لا التأثر الآنيّ فحسب.

٦- لأن المصلين ليسوا على رأي واحد، ولكنهم في قارب واحد، فاجمعهم على قلب واحد.

٧- وطد علاقتك مع الناس، واستمع منهم من دون أن تهدر وقتك، ففي بناء العلاقات الإيجابية المنضبطة مع الناس، تُحسن إمامتهم في أعظم ركن من أركان الإسلام، وأما أن تنزوي بنفسك عنهم دائما فستفوّت خيرا عظيما.

٨- هل تعلم أنك تقف إماما في مقتدٍ ربما لم يصلّ في المسجد إلا في صلاة الجمعة؟

بمعنى أنه ربما في حضوره اليوم يستطلع الأمر، ليأخذ الانطباع العام عن الصلاة في المسجد، فإن نجحت في تقديم أجمل صورة عن أداء الصلاة في جماعة، مع فتح المجال له ليستمع للقرآن، عندها ستكون سببا في هدايته للمسجد.

٩- لا تشح على المصلين أن يتحدثوا لبعضهم البعض بعد الانصراف من الصلاة، بل دعهم يلتفّون على بعضهم البعض، ويتواعدون لزيارات في الله، ولقاءات ترفيهية أخوية بعد الانتهاء من الصلاة فهذه إحدى ثمرات الصلاة التي نجدها في أداء الصلاة في جماعة المسلمين في المسجد.

١٠- لاحظوا الفرق في الإعلان حين تدخل عدسة القنوات إلى المساجد لتصور المنبر والمئذنة، والسجاد، وبذلك يكون صرف القلوب عن الصلاة والذكر وقراءة القرآن، وبين عدسات القنوات التي تصور الصفوف المنتظمة المتراصة للمصلين الذين ينقادون مع إمامهم في القيام والركوع والسجود والتسليم، وتُظهر صوت الإمام بالقراءة بكل وضوح بأحدث الآلات الصوتية الحديثة، بل ودموع بعض المصلين الخاشعين بغض النظر عن أشخاصهم، وبلادهم، وجنسياتهم، وأعراقهم، ومذاهبهم.

أنت في مسجدك تستطيع - بتوفيق الله تعالى - أن تخرج الناس من دائرة الجدران والأسقف والأرض إلى ما وراء ذلك من المعاني القرآنية، والتجليات الربانية، والتنزلات الملائكية، في مثل تلك الليالي الرمضانية.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين