المناشدات العشر الثالثة إلى إمامنا في العشاء والتراويح

فيما يتعلق بوقفة الاستراحة، وكلمة الهدى

١- خذ موضوعا قرآنيا، يكون عنوان الوقفة الرمضانية، واقرأ في الصلاة من الآيات التي تعزز هذا الموضوع، وإليك الاقتراحات التالية:

اقرأ بالآيات التي فيها دعاء وتبتدئ بكلمة ( ربنا ) ثم تحدث عن معنى الربوبية وأدعية القرآن الكريم.

واقرأ في كل ركعة بآيات تبتدئ ب ( يا أيها الذين آمنوا ). ثم تحدث عن هذا النداء الخاص بالمؤمنين.

وكذلك بالنسبة ل ( يا أيها الناس ).

واقرأ بالآيات التي فيها ( يسألونك... قل )، ثم تحدث عن هذه الآيات.

واقرأ بالآيات التي تتحدث عن نبي من الأنبياء واجعل كلمة الهدى متمحورة حول الحديث عن هذا النبي.

وسيخدمك في الاختيار تلك الكتب التي تعنى بالتفسير الموضوعي وتقسيم السور حسب الموضوعات.

ومن الممكن أن تقرأ بآيات من القرآن الكريم وتعرّج على سبب نزولها، فهذا أدعى لتثبيت الأفكار، وتطلع المصلين للتركيز في الاستماع والإنصات.

٢- نحن عطاش فاسقنا، 

ومن أنوار القرآن فأسمعنا، 

وبالله ذكّرنا حتى تطمئن قلوبنا.

ضع لنا برنامجا، تقودنا فيه إلى اغتنام الليالي بالقيام،

إذ أنت ضامن ضامن ضامن ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( الْإِمَامُ ضَامِنٌ ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ ، اللَّهُمَّ أَرْشِدْ الْأَئِمَّةَ ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ ) رواه أبو داود

والضمان في اللغة : الكفالة ، والحفظ ، والرعاية .

٣- لو لم يكن الإمام ضامنا ولنا عليه حق الرعاية لما اشتكى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طول صلاة الإمام، ولما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم لهذا الإمام وهو معاذ بن جبل رضي الله عنه: (يا معاذ أفتّان أنت )..

٤- الناس في كلمة الهدى الرمضانية غير مهتمين بالتفاصيل والجزئيات، بل ينتظرون منك أن تأتي لهم بخلاصة القول في المسائل والقضايا والأحكام، بحيث تختصر لهم ما يمكن اختصاره، وتكلمهم عن الأهم فيما ينفعهم ضمن وقفتك المعدودة عليك بالدقائق والثواني.

أما أن تحدثهم عن أنه جرى معك كذا، أو كان شيوخك كذا، فهذا حديث خاص لا تستسيغه كل القلوب، ويقتصر بالمنفعة على الدائرة الضيقة.

٥- المسابقات الرمضانية، والتركيز على الأسئلة الحماسية، والوسائل الخدمية الترفيهية، وروح الدعابة في الوقفة الترويحية، حكمة بالغة، تجدّد النشاط ، وتبثّ في النفس الدافعية للاستمرار والمثابرة، وطلب الإطالة، والاستزادة من الخيرية المرجوة في تلك الليالي الذهبية.

٦- رجاؤنا منك أن لا تثير أي أمر خلافي، أو ثانويّ، يفتح باب المراء والجدال، ويحرمنا من الخيرات والبركات والتنزلات والرحمات، بل نريد منك الحنكة والدهاء في قفل الأبواب التي تشتّت شملنا، وتفرق جمعنا.

٧- أمسك بأطراف الخلاف، وأزل النزاع الحاصل بكل تؤدة وأناة، وحذار من أن تغضب لنفسك، وتصارع من أجل فرض رأيك، بل كن مع المصلين هينا لينا سهلا، لتخطب ودهم، وتكسب تأييدهم، وهذا مطلب وإلا فقد وقعت في محظور كما في الحديث: ( ثَلاثَةٌ لا تُجَاوِزُ صَلاتُهُمْ آذَانَهُمْ : رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ.. )كما في الترمذي وحسنه.

٨- لا للعجلة في التغيير

لا تحسبنّ أن تغيير الأخطاء في التجمعات الدينية، وفي المواسم الرمضانية، أمر سهل على النفوس، ويتم ببضعة أيام أو أسابيع، بل يحتاج منك لأجل تغيير الأخطاء المتمكنة في النفوس، أن تتأكد من أنها ليست مسألة خلافية بل هي خطأ محض باتفاق، ثم تتدرج مع المصلين، لتقتلعها من قلوبهم أولا، قبل أن تزيلها من الواقع وهذا يتطلب منك مزيدا من الحكمة والتريث، والذكاء والدهاء.

٩- في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ , فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا , وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا ) رواه مسلم.

نص نبوي يقوي موقفك أمام المصلين، فهم ملزمون باختيارك، ولايسعهم أن يسبقوك في هيئات الصلاة وأركانها، فضلا عن التزامهم بمتابعتك في تكبيرة الإحرام إلى التسليم، وهذا تشريف لك وتكليف، وإيقاظ لحس الاهتمام بهؤلاء المقتدين وتحمل المسؤولية تجاههم بأعلى درجاتها وأفضل مستوياتها.

١٠- استشر المصلين في الشؤون العامة المتعلقة بمسجدهم وصلاتهم، فهذا يشعرهم بأهمية حضورهم، وقوة تأثير رأيهم، وبالتالي يعدّون أنفسهم ركنا أساسيا في المسجد، فيعتنون في صلاتهم فيه، ويرعونها حقها، ويدعون إليها.

بالطبع في الأمور التي لاتحتمل الخلاف والجدال. ولاتفتح بابا للنيران والفتن.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين