المناشدات العشر الأولى إلى إمامنا في العشاء والتراويح

 

فيما يتعلق بالخشوع في الصلاة، والقراءة في القيام

 ١- أن تحسّن من صوتك، وتجمّل في أدائك أمر جميل مهم، أما أن تستغرق في التنغيم والتمطيط، والإيغال فيما لا ينسجم مع روح الصلاة والقرآن فهذا فيه الإساءة بدل الإحسان، وفيه التنفير بدل الترغيب.

 ٢- إن الإمامة هذه في العشاء والتراويح، أكبر عامل عبر تاريخ الأمة لحفظ القرآن، إذ فيها عبادة الاستماع والإنصات لتلاوة القرآن في حال القيام، التي فيها الاستعداد والتهيؤ للتركيز والخشوع.

٣- بما أن مكبرات الصوت تكفل لنا وصول الصوت إلى المصلين، فلماذا لا نقرأ بصوت طبيعي غير مرتفع ولا منخفض، إذ هذا أسهل على الإمام، وأهدأ للمقتدين، ولا سيما في الدعاء إذ لا يليق رفع الصوت به لمنافاته الأدب مع الله سبحانه وتعالى.

٤- قبل أن تقرأ بنا من الآيات، اقرأها بينك وبين نفسك قراءة تدبرية، لتؤديها بأداء تعبيري ملائم للمعنى، ومناسب للسياق، وموائم للصلاة، ولتحسن الوقوف عند الكلمة التي يتم بها المعنى، وبذلك يسهل علينا متابعة تلاوتك، والتنبه لمعاني الآيات التي تتلوها..

٥- اقرأ لنا من الجزء القرآني الذي سنقرؤه في يومنا الرمضاني- قدر المستطاع - ، فهذا أدعى لنا للخشوع والتركيز واستحضار المعاني.

٦- نحن بحاجة إلى الخشوع في الصلاة فيسّر لنا السبيل، وأبعِد عنا المشوشات، فإن خشعنا خشعت، وإن خشعت خشعنا.

٧- اعتن بالصفوف الأخيرة، فهم أحوج إلى الرعاية من المصلين في الصفوف الأولى، واستطلع آراءهم في وصول الصوت، ومناسبة المكان للصلاة، وأزل المعوقات التي تحول بينهم وبين الخشوع والتركيز، فأنت إمام للجميع وليس للصفوف الأولى دون الآخرين.

٨- مهما خشعت في دعاء القنوت وصلاة القيام، إلا أنه من المطلوب منك حين تلتفت للمصلين، أن تستمر بالبشاشة قي الوجه، والبسمة على الوجنتين، فآثار الخشوع ينبغي أن تنعكس خيرا على العباد والبلاد.

 ٩- لابد لكل طالب علم يؤم بالناس مهما بلغ من القِدم في الإمامة، وعلت شهاداته، أن يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن على شيخ متقن مجاز، إذ فن التجويد وحق التلاوة لا يؤخذ إلا بالتلقي والمشافهة، فإن جلست مثل تلك الجلسات في سنين مضت من عمرك فلا يعني ذلك أن ما مضى يكفيك، ولو تحسنت تلاوتك آنذاك، لأن هذا العلم الذي يعطيك حق الأداء والتلاوة، يلزمك أن تتمرّن عليه، كل حين، لأنه كما ذكر الإمام ابن الجزري - رحمه الله تعالى -:

وليس بينه وبين تركه ...إلا رياضة امرئ بفكه

 وإلا فمصيبة أن يؤم أحدنا بالناس، وهو يرقق المفخم، ويقلقل المهموس، ويخلط بين الحروف، ويمد فيما لاينبغي المد، ويقصر حيث لزم المد.

١٠- لو ألحّ عليك بعض المصلين للإسراع في الصلاة، فلا تعاندهم بل وفر لهم الوقت بالإسراع في إقامة الصلاة، وفي الانتقال بين القيام والركوع، وبين الركوع والرفع منه، وهكذا

ثم لك أن لا تزيد في تسبيحات الركوع والسجود عن ثلاثة..

ولك أيضا أن تقرأ حدرا لا ترتيلا ولا توسطا، أما أن تخل في القراءة وفي الاطمئنان في الركوع والسجود فهذا خطأ محض، وخلل بين، وإساءة في الصلاة، إذ الغاية الخشوع..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين