منذ أن أصدر الدكتور زكي مبارك كتابه ( المدائح النبوية في الأدب العربي ) الذي رصد فيه لهذا الفن قائلاً : أكثر المدائح النبوية قيل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وما يقال بعد الوفاة يسمى رثاءً ! ولكنه في الرسول يسمى مدحاً ! كأنهم لحظوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم موصول الحياة ، وأنهم يخاطبونه كما يخاطبون الأحياء .
إلا أنّ المكتبة الإسلامية أصبحت تضم إضافات جديدة ، وما تزال تزخر بآلاف القصائد الجديدة في هذا الميدان !
أولها : ماكتبه الشاعر الراحل وليد الأعظمي في كتابه ( شعراء الرسول ) وقد ذكر فيه مالم يذكره غيره ! فليس شعراء الرسول هم الذين ذاع صيتهم فقط ، فقد وصل بهم الأعظمي إلى مئة وثلاثة عشر شاعراً بين رجل وامرأة !
وثانيها : ما أضافه الدكتور محمد الأطرش في كتاب ألحقه برسالته الجامعية ( صورة النبي الكريم في شعر صدر الإسلام ) وقد أطلق عليه ( شعر في رسول العالمين من غير أصحاب الدواوين ) وهم شعراء ليس لهم دواوين ، وقد ظل شعرهم في بطون الكتب ، لا يقلب صفحاتها إلا الباحثون ، حيث يقف الناس عند القمم الشاهقة دون النزول إلى ما انحدر عنها ، مبيناً من خلال البحث والتنقيب غزارة الشعر الذي قيل في مديح النبي الكريم، وقد جاء معظمه مقطوعات ! فوصلت المقطوعة أحياناً إلى ثلاثة أبيات أو دون ذلك .
وقد علل الباحث ذلك بالقول : أغلب الظن أنها كانت قصائد طوالاً ، ولكن ما وصل منها جاء على هذه الصورة ؛ لقلة اهتمام الرواة والدارسين الاُوٓل إلا بالفحول من الشعراء من جهة ، واتسام هذا العصر بالسرعة وتعجل الشعراء في الصياغة لمواكبة الأحداث من جهة أخرى !؟
وثالثها : ما نشره مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة في مجموع ضخم تحت عنوان ( ديوان النصرة ) الذي اختار مائة وسبعاً وثلاثين قصيدة من أصل خمسمائة قصيدة لشعراء معاصرين ، جاءت رداً على الرسوم المسيئة وأصحابها !
وعدّد فيها شعراؤها شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهي قصائد يصدق فيها ما سبق من قول الدكتور زكي مبارك ، وكذلك قول أحد الشعراء :
إنّ الرسولٓ لٓحٓيٌّ في ضمائرنا - على الزمان يرى مِنّا ويستمعُ !!
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول