المبشرات بانتصار الإسلام - تعريف مختصر بكتاب الدكتور القرضاوي

 
 

المبشرات بانتصار الإسلام
تأليف الدكتور يوسف القرضاوي
كتيّب في 148 صفحة ، مطبوع في دار القلم ـ دمشق (ط1/ 1418هـ ـ 1997م)، من تأليف العلامة يوسف القرضاوي المعروف بسعة العلم، وغزارة المؤلفات ـ وقد زادت على الثمانين ـ والثقافة، والاطلاع على أحوال الأمة.
يبيّن المؤلف في مقدمة الكتاب أهمية هذا الموضوع ـ المبشرات ـ في هذا الزمان لعدة أسباب هي:
1.                 لأننا مأمورون بصفة عامة أن نبشّر ولا ننفّر وأن نيسّر ولا نعسّر.
2.                 لأن المسلمين يمرون بمرحلة عصيبة تكاد تغلب فيها عوامل اليأس والإحباط.
3.       لأن القوى المعادية للإسلام أعلنت على الإسلاميين حرباً نفسية، تيئسهم من الأمل، وتتهمهم بالتطرف والعنف والإرهاب والأصولية.
4.                 لأن كثيراً من المتدينين يشيع بينهم فكر مغلوط عن (آخر الزمان) بأنه مستقبل أسودُ حالِك، بناء على فهم مغلوط لأحاديث نبوية.
لهذا قد يظن البعض أن الكفر في إقبال، والإسلام في إدبار، ولا رجاء في إصلاح. وهذا لا شك خطأ جسيم.
ثمّ بيّن د. القرضاوي أن تلك المبشرات، بعضها نقلية: 1ـ من القرآن 2ـ من السنة النبوية 3ـ ومن التاريخ. وبعضها عقلية: 1ـ من الواقع 2ـ ومن السنن الإلهية.
وإليك عرضَ ذلك ببعض التفصيل:
1. المبشرات من القرآن الكريم:
أورد المؤلف المبشرات من القرآن الكريم تحت عناوين عرض فيها الآيات القرآنية وأقوال المفسرين وهي:
ـ وَعْدُ الله تبارك وتعالى المؤمنين نصرة الإسلام وإظهاره على كل الأديان:
قال الله تعالى: )يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يُتمَّ نورَه ولو كَرِهَ الكافرون % هو الذي أَرسل رسولَه بالهدى ودينِ الحق ليُظْهره على الدين كلِّه ولو كره المشركون([التوبة: 32،33].
ـ وَعْدُ الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالتمكين والأمن وتولي القيادة:
قال الله تعالى: ) وَعَدَ اللهُ الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات لَيَسْتَخْلِفَنَّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ولَيُمَكِّنَنَّ لهم دينَهمُ الذي ارتضى لهم ولَيُبدّلنّهم من بعد خوفهم أَمْناً يَعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومَن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون( [النور:55].
ـ قصص انتصار الرسل والمؤمنين السابقين وإهلاك ودمار المكذبين:
قال الله تعالى: ) إنّ فرعون عَلا في الأرض وجَعَل أهلَها شِيَعاً يَستضعف طائفةً منهم يذبح أبناءهم ويستحي~ نساءهم إنه كان من المفسدين % ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين % ونمكِّنَ لهم في الأرض ونُرِيَ فرعونَ وهامانَ وجنودَهما منهم ما كانوا يحذرون( [القصص: 4-6].
ـ وَعْدُ الله المؤمنين بالنصر والإنجاء والدفاع عنهم:
قال الله تعالى: ) وكان حقّاً علينا نصرُ المؤمنين( [الروم:47].
وقال عز وجل: ) ثمّ نُنَجّي رُسُلَنا والذين آمنوا كذلك حقّاً علينا نُنْجِ المؤمنين( [يونس:103].
وقال سبحانه: )إن الله يدافع عن الذين آمنوا( [الحج:38].
ـ وَعْدُ الله بإحباط كيد الكافرين ومؤامراتهم:
قال الله تعالى: ) ويمكرون ويمكر الله والله خيرُ الماكرين( [الأنفال:30].
وقال سبحانه:) إن الذين كفروا ينفقون أموالهم لِيَصُدُّوا عن سبيل الله فسيُنْفقونها ثم تكونُ عليهم حسرةً ثم يُغلبون( [الأنفال:36].
ـ تَكَفُّلُ الله إن ارتد الناس بقوم يحبهم بدلاً من المرتدين:
قال الله تعالى: ) يا أيها الذين آمنوا من يرتدَّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللهُ بقوم يحبّهم ويحبّونه أذلةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم( [المائدة:54].
ـ إطْلاعُ الله الناس على آياته الباهرة:
قال الله تعالى: ) سنريهم أياتِنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنّه الحق( [فصلت:53].
2. المبشرات من السنة النبوية:
ورد عن النبي r أحاديث تبشر بانتصار الإسلام وازدهار مستقبله مما أطلع الله نبيه r عليه من الغيب مثل:
ـ انتشار الإسلام في العالم كله:
عن تميم بن أوس الداري t قال: سمعت رسول الله r يقول: "لَيَبْلُغَنّ هذا الأمرُ [يعني الإسلام] ما بلغ الليلُ والنهار، ولا يترك اللهُ بيتَ مَدَر ولا وَبَرٍ إلا أدخله الله هذا الدين، بعزِّ عزيزٍ أو بذُلِّ ذليلٍ، عزًّا يُعِزّ الله به الإسلام، وذلاًّ يُذِل الله به الكفر" رواه أحمد والطبراني.
ـ عودة الإسلام إلى أوروبا وفتح رومية:
عن أبي قَبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص t وسئل: أيّ المدينتين تفتح أولاً؛ القسطنطينية أو رومية؟ فدعا عبد الله بصندوقِ حَلَقٍ، قال: فأخرج منه كتاباً، قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله r نكتب، إذْ سئل رسول الله r: أيّ المدينتين تفتح أولاً؛ قسطنطينية أو رومية؟ فقال: "مدينة هرقل تفتح أولاً!" رواه أحمد.
ـ اتّساع دولة الإسلام في المشارق والمغارب:
عن ثوبان t قال: قال رسول الله r: "إن الله زَوَى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكُها ما زُوِي لي منها" رواه مسلم.
ـ الرخاء والأمن وفيض المال:
روى مسلم وأحمد عن أبي هريرة t عن رسول الله r قال: "لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً" وزاد أحمد "وحتى يسير الركب بين العراقِ ومكةَ لا يخاف إلا ضلال الطريق".
ـ عودة الخلافة على منهاج النبوة:
عن حذيفة بن اليمان t عن النبي r قال: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون مُلكاً عاضّاً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبريّاً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة" رواه أحمد: (4/273)، وقال الهيثمي في "المَجْمَع": (5/189): رواه أحمد، والبزار أتمَّ منه، والطبراني ببعضه في الأوسط ورجاله ثقات.
ـ الانتصار على اليهود:
عن ابن عمر t قال: سمعت رسول الله r يقول: "تقاتلكم اليهود، فتسلَّطون عليهم، ثم يقول الحَجَر: يا مسلم، هذا يهودي ورائي، فاقتله" متفق عليه.
ـ بقاء الطائفة المنصورة:
عن سيدنا معاوية t أن رسول الله r قال: "لا تزال طائفةٌ من أمتي قائمةً بأمر الله، لا يضرُّهم من خَذَلَهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله، وهم ظاهرون على الناس". رواه أحمد والشيخان.
ـ ظهور المجددين في كل قرن:
عن أبي هريرة t عن رسول الله r قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة مَنْ يجدد لها دينَها" رواه أبو داود والحاكم وصححه.
ـ نزول المسيح حاكماً بشريعة الإسلام:
ذكر المؤلف أن الأحاديث في هذا بلغت حدَّ التواتر واليقين، ونوّه بكتاب الشيخ أنور الكشميري "التصريح بما تواتر في نزول المسيح" الذي حققه صديقه العلامة عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله.
ـ ظهور المهدي:
عن أبي سعيد الخُدْري t أن رسول الله r قال: "لا تقوم الساعة حتى تُملأ الأرض ظُلماً وجَوْراً وعدواناً، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملؤها قسطاً وعدلاً" رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
3. المبشرات من التاريخ
يستلهم المؤلف من الأحداث التاريخية منذ بَعثة سيدنا محمد r حقيقتين هما من المبشرات:
نزول النصر ونحن أحوج ما نكون إليه: يظهر ذلك في حادثة الهجرة عندما اختفى رسول الله r وأبو بكر في الغار فأعمى الله أبصار المشركين عنهما وهم أمام الغار "يا أبا بكر ما ظنُّك باثنين اللهُ ثالثُهما"؟. ويوم بدر إذْ كان عدد المسلمين أقل من ثلث المشركين وكانوا أقل عُدّة وسلاحاً )إذْ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني مُمِدُّكم بألف من الملائكة مُرْدفين( [الأنفال:9] وانتصر المسلمون. ويوم الخندق حين حاصرت جيوش الأحزاب المسلمين في المدينة ,يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعمَلون بصيراً- [الأحزاب:9].
2ـ قوة الأمة عند الشدائد:
بيّن د. القرضاوي المحطات التاريخية التي ظهر فيها المخزون النفسي والروحي الكبير، الذي تدّخره الأمة ولا يبرز إلا في المحن والخطوب.
وقد ركّز القول في: حروب الردّة بعد وفاة رسول الله r، وارتداد كثير من قبائل العرب، وظهور مدّعي النبوة، وواجه الصحابة الحدث حتى عادت جزيرة العرب إلى الإسلام. والحروب الصليبية حين زحف الغرب المسيحي بقَضِّه وقضيضه، وثالوثه وصليبه، في تسع حملات شهيرة فأقاموا في الشام نحو مئتي عام، وفي بيت المقدس تسعين سنة. ثم هيَّأ الله رجال التحرير: عماد الدين زنكي، وابنه نور الدين الشهيد وتلميذه صلاح الدين الأيوبي. وحروب التتار الذين كانوا أسطورة (القوة التي لا تُقْهَر) يومَها ثم كان الانتصار العسكري في (عين جالوت) بقيادة سيف الدين قطز، والانتصار المعنوي بدخول الجبابرة التتار في الإسلام. وحروب التحرير في العصر الحديث على يد الأمير عبد القادر الجزائري ضد الفرنسيين في الجزائر، والأمير عبد الكريم الخطابي ضد الإسبان في المغرب، وعمر المختار ضد الطليان في ليبيا، والشيخ عز الدين القسّام ضد الإنكليز واليهود في فلسطين، ومعارك فلسطينية ضد الصهاينة.
4. مبشرات من الواقع:
قدم المؤلف ببيان أمراض الواقع وآفاته: ضعْف الدين بيْن الغالي فيه والجافي عنه، وضعْف التوحيد، وضعف الربّانية بتضييع الصلوات واتباع الشهوات، وظهور تصوف منحرف وقلة التصوف الحقيقي، وضعف الآداب، و(قضية المرأة) الاستغلالية، وضعف العقل الإسلامي المبدع، وضعف الخُلُق الإسلامي، وكثرة الظلم، وضعف وغياب الشورى السياسية.
ولكنه أكد بعد ذلك أن الواقع المريض لا يستمر، وأن الحال تغير منذ خمسين سنة أو ثلاثين سنة إلى ما هو أحسن، ونقل عن الدكتور مراد هوفمان ـ المهتدي إلى الإسلام ـ صاحب كتاب "الإسلام كبديل" و"الإسلام عام 2000" إحصاءات ودراسات لمسلمين وغير مسلمين تدل على هذا التحوّل نحو الأفضل.
ـ استمرار حركة الإحياء والتجديد: تنفي عن الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
ـ الصحوة الإسلامية وأثرها في الحياة الإسلامية: التي لا يستطيع عاقل مُنْصف أن ينكر أثرها في ديار الإسلام، وبين الأقليات الإسلامية الكبيرة والصغيرة. وذلك على الصعيد: الفكري في المكتبة المعاصرة، والسلوكي فامتلأت المساجد، ومواسم الحج والعمرة وعادت المرأة إلى الحجاب طوعاً، والاقتصادي كالبنوك الإسلامية، والسياسي في التيار المنادي بتطبيق الشريعة، والجهادي في أفغانستان على الاتحاد السوفياتي وفي البوسنة والهرسك على الوحش الصربي وأشبال الانتفاضة على الكيان الصهيوني.
ـ التيار الإسلامي أقوى وأرجح في الميزان: أـ بالرصيد الضخم من الجماهير المؤمنة، ب ـ وبقوة المنهج الإسلامي وربانيته.
ـ القوى التي تملكها الأمة: 1ـ القوة البشرية بما يزيد على المليار والربع من المسلمين، 2ـ القوة المادية والاقتصادية بالمعادن والثروات والأراضي الخِصبة والطبيعة الإستراتيجية، 3ـ القوة الروحية بالوثيقة الإلهية الوحيدة المحفوظة من التحريف (القرآن الكريم) وتشريعه الشمولي الواقعي الإنساني العالمي الوسَطي وأكد أن هذا ليس وهماً بِنُقول عن العلماء الغربيين يحذرون من قوى الأمة الإسلامية هذه.
وبيّن أن تعرّض الدعاة للمحن ما كانت يوماً ليوقف الدعوة بل هو دليل حيوية الدعوة وعظمة الدعاة.
5. مبشرات من السنن الإلهية:
وفي سنن الله في الخلق وفي الاجتماع الإنساني وهي قوانين ثابتة؛ منها:
1ـ سنة التداول: لما أصاب المسلمين ما أصابهم في عزوة أحد بعد الظفر الذي حصل لهم في بدر أنزل الله تعالى: ) إن يمسسكم قَرْحٌ فقد مَسّ القومَ قرحٌ مثلُه وتلك الأيام نداولها بين الناس( [آل عمران:14].
والغرب المنفرد الآن بالقوة والتأثير في الساحة العالمية ليس أحسن حالاً من نظيره السوفياتي.
2ـ سنة التغيير: فالانحراف بعد الاستقامة سبب لتغيير الله النعمة إلى النقمة؛ قال الله تعالى: )ذلك بأن الله لم يكُ مغيّراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم % كَدَأْب آل فرعونَ والذين مِن قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكلٌّ كانوا ظالمين( [الأنفال:53،54].
والذين يغيرون أنفسهم من الشر إلى الخير يغيّر الله حالهم من الضعف إلى القوة، قال الله تعالى: ) إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم( [الرعد:11].
ثم كان للدكتور القرضاوي (وقفات لا بد منها):
قدم فيها بأنه يحسب أن الأمل بنصر الله ساد قلب القارئ كقلبه هو رغم المؤامرات والضغوط، وبأنه يرى كما يرى غيرُه أن القرن الحادي والعشرين هو قرن الإسلام. ثم نبّه إلى أمرين:
1ـ أن كل الدعاة والمصلحين المجددين كانوا من ذوي القلوب الآملة في الله، الواثقة بالنصر.
ومثّل على الدعاة الآملين بالإمام الشهيد حسن البنا؛ في نفسه وحياته، ومحاضراته ودروسه، ورسائله وكتبه، ونقل عنه بعض الأمثلة في ذلك.
المبشرات تدفع إلى المزيد من العمل، لا أن ننام على آذاننا.
فبيّن أن الله يكرم بالنصر المؤمنين المتوحدين العاملين بجد؛ قال سبحانه: )إنْ يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مِائتين وإن يكن منكم مِائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون( [الأنفال:62].
وقال الله تعالى: ) إذ يوحي ربُّك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا( [الأنفال:12].
ثم وضع الدكتور القرضاوي برنامج نهوض الأمة، وبيّن أن عليها:
في الجانب الاقتصادي       : زيادة الإنتاج، وترشيد الاستهلاك، وعدالة التوزيع.
وفي الجانب الاجتماعي       : تقوية الإخاء بين الأفراد، والتعوان بين الطبقات، والتضامن بين الشعوب، والتقريب بين الأغنياء والفقراء، ورعاية الأمومة والطفولة والشيخوخة والأسرة.
وفي الجانب العقلي والثقافي: التحرر من آثار العزو الغزو الفكري في مجال التربية والتعليم والثقافة والإعلام.
وفي الجانب السياسي        : مقاومة الاستبداد والطغيان، وترسيخ دعائم الشورى، ورعاية حقوق الإنسان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثم قال: "وإن الإسلام الذي غيّر العرب قديماً، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وجعلهم رُعاة الأمم بعد أن كانوا رعاة الغنم!! قادر على أن يغيّرهم اليوم... ليُخرجوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وَحْدَه، ومن ضيق الدنيا إلى سَعَتها، ومن جَوْر الأديان والمذاهب والفلسفات إلى عدل الإسلام".
وختم المؤلف بتسليط "أضواء على أحاديث أسيء فهمها"
1ـ "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطُوبَى للغرباء" رواه مسلم وغيره عن أكثر من صحابي. وبيّن أنه لا يدعو إلى اليأس؛ فقد ورد له زيادات منها: "الذين يصلحون إذا فسد الناس" وأطال النقل عن ابن القيم بفوائد قيمة.
2ـ "لا يأتي زمان إلا والذي بَعْدَه شرُّ منه" رواه البخاري عن أنسt. ورجح أن الحديث يحكي عن أزمنة الصحابة فقط [فخير زمانهم عصر النبوة ثم عصر الخلفاء الراشدين وهكذا، أما بعدهم فقد مر المسلمون بمراحلِ تراجعٍ نهضوا بعدها وتقدموا مرات] وهذا أيضاً لا يدعو إلى اليأس أصلاً.
3ـ "خير القرون قرني ثم الذين يَلُوْنَهم" حديث صحيح ذكره ابن حجر والسيوطي في المتواتر. بين المؤلف أن القرون المفضلة الأولى فضّلت في الالتزام الديني، وقد وردت نبوءات نبوية تدل على أن المسلمين سيحصل لهم تحسين في أمور الحياة كما حصل في الخلافة الراشدة وبعدها، وهم وإن كانوا لا يبلغون درجة الصحابة والقرن الأول إلا أنهم وضعوا ذلك الجيل المثالي نُصبَ أعينهم. وفي الحديث: "لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق حتى يأتي أمر الله" رواه البخاري ومسلم.
المنتدى الإسلامي

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين